Al Jazirah NewsPaper Friday  21/03/2008 G Issue 12958
الجمعة 13 ربيع الأول 1429   العدد  12958
نقل مؤذنه وأغلقت أبوابه وبقيت بئره التاريخية
مسجد الزرقاء بثرمداء آثار مهملة وعناية مفقودة

ثرمداء - محمد عبد الله الحميضي

(مسجد الزرقاء)، ذلك المسجد القديم في ثرمداء المبني من الطين بأعمدته الحجرية التي يعلوها بياض الجص من الأعلى والطين من الأسفل وفي أعلاها أخشاب الأثل التي تغطي السقف لم تتغيّر مع مرور الزمن الذي مضى عليه أكثر من 50 عاماً ولا تزال. المبنى كأنه لم يمض عليه سوى سنوات في معظم أجزائه بفضل الله ثم الرعاية التي يقوم بها جماعة المسجد قبل إغلاقه ويبدو الآن في أمس الحاجة إلى الصيانة المستمرة حتى لا ينهار عند نزول الأمطار وهو المبنى الشامخ بين بيوت مهدمه أصبحت أكواماً من التراب.

المسجد الأثري الذي بُني في عهد الأمام فيصل بن تركي رحمه الله، حيث يعتبر من أبرز المعالم الأثرية في مدينة ثرمداء وقد أعيد بناؤة مرة أخرى في عام 1375هـ على نفقة الملك سعود بن عبد العزيز - رحمه الله - من الطين واللبن ولا يزال يحتفظ ببنائه منذ ذلك التاريخ وعلى هيئته السابقة لم تطله أيدي التجديد أو التحديث وبقي على حالته التراثية السابقة، كما أن البئر القديمة التي تمده بالماء ما زالت على حالها منذ مئات السنين وقد تمت المحافظة على (السقاة) مكان الوضوء من العبث ولكنها لم تسلم من السرقة، حيث قام هواة جمع الآثار بسرقة محتويات مغاسل الوضوء بما فيها من (قرو) وهو الحوض المعد للوضوء وبعض الموجودات الأثرية التي تملأ المكان. أما مياه الوضوء فإنها تتجه إلى حائط النخيل الذي خصّص وقفاً للإمام والمؤذن ولا يزال كل شيء على حالته السابقة وكأن الزمن متوقف. في هذا المسجد الأثري الذي استمر الأذان يتردد من منارته منذ مئات السنين حتى عام 1422هـ ومن ذلك التاريخ والصلاة والأذان متوقف عن المسجد وبقي خالياً ممن كانوا يعمرونه بالصلاة مما جعله يتعرض للسرقة أكثر من مرة كان آخرها سرقة كيابل الكهرباء الموصلة من العداد حتى أعمدة الكهرباء الخارجية مع وعد من الشركة بإعادته.

وبالاتصال بمدير أوقاف مرات الشيخ إبراهيم عبد الله البخيتي قال إن التعليمات تقضي بنقل المؤذن والإمام من كل مسجد قديم وفي حي رحل معظم سكانه إلى المخططات الجديدة.

كما طلب الأهالي من وحدة الآثار والمتاحف بشقراء المساهمة بالمحافظة عليه وترميمه حتى لا يتعرض للسقوط بسبب الإهمال وعدم الصيانة بعد هجره وعدم الصلاة فيه لأكثر من 7 سنوات وقد وجّه مدير التربية والتعليم بمحافظة شقراء طلباً لوكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف بضرورة ترميم مسجد الإمام (فيصل بن تركي) للحفاظ عليه لأنه من أهم الأماكن الأثرية بثرمداء.

وبجولة في المسجد وفي جميع أجزائه بما فيها القبو (الخلوة) يتضح أن المسجد بحالة جيدة ومبانيه جيدة وكأنه مرمم منذ أشهر مع أن عمره أكثر من 50 عاماً ولكنه عمر بالصلاة ومع ذلك وبما أنه من الطين فإن الخطر عليه قائم في أي لحظة وخصوصاً في حالة نزول الأمطار لتقضي على هذا الجمال الأثري الذي يعتبر رمزاً من رموز الحضارة بثرمداء.

وبسؤال بعض المواطنين وجماعة المسجد سابقاً تحدث عدد منهم عن أهمية الحفاظ على هذا المسجد، حيث أكد سليمان إبراهيم الدخيل أهمية ترميمه هو ومجموعة من المساجد الأثرية التي هي الآن مهددة بالسقوط في أي لحظة وخصوصاً عند هطول الأمطار مع وجود مبان قديمة مهدمة تتسبب في تجمع المياه في المباني القائمة مما يعرضها للسقوط ولعدم وجود الصيانة والمتابعة المستمرة من الأهالي والمصلين. أما صالح محمد الدريبي فيقول نتمنى من البلدية المساهمة أيضاً بنزع مليكيات المنازل المجاورة لتوسعة المواقف للمسجد وإبرازه للزائرين بشكل أوضح. أما عبد العزيز عبد الرحمن الشعلان فيقول إن تراث الأجداد يجب المحافظة عليه ولنا في المسئولين الأمل في ترميمه والمحافظة عليه. ويتحدث علي عبد الرحمن الفاضل ويقول نتوجه بنداء إلى إدارة الأوقاف لإعادة الإمام والمؤذن للعمل بالمسجد ليرتفع صوت الأذان من مئذنته العالية كما كان منذ مئات السنين وصوت المؤذن يدوي منه خمس مرات يومياً حتى توقف منذ سبعة أعوام مما أحزن الجميع لفقد ذلك الصوت. كما أن الغالبية من المصلين يبحثون عن المساجد الأثرية للصلاة فيها أو مساجد لها الطابع الأثري الذي يوحي بالقديم وذكريات الماضي.

ويذكر بعض كبار السن في ثرمداء أن من الأئمة الذين تعاقبوا على الصلاة في هذا المسجد إبراهيم عبد الله العنقري عبد الرحمن محمد المقرن إبراهيم عبد الرحمن العنقري، وكان آخرهم عبد الله بن حامد الحامد ولمدة 32 عاماً حتى تم إغلاقه وتوقفت الصلاة فيه. ومن المؤذنين عبد الله القاسم وعبد الكريم عبد الله الشعلان.














 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد