Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/03/2008 G Issue 12959
السبت 14 ربيع الأول 1429   العدد  12959
المنشود
التربية والتعليم.. والكهرباء!!
رقية سليمان الهويريني

لم تجد وزارة الكهرباء والمياه حلاً ذهبياً للتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية صيفاً سوى فكرة تقديم اختبارات نهاية العام الدراسي أسبوعين! بزعمها أن ذلك يخدم المستقبل الاقتصادي للمملكة بشكل عام والعملية التعليمية بصفة خاصة؛ لتأثير استخدام التكييف المكثف على الأحمال الكهربائية واحتمال تعرض شبكات النقل والتوزيع لأعطال فنية؛ ما يؤثر على الطلبة في تهيئة الأجواء المناسبة لأداء الاختبارات. كما أن هذا الإجراء من شأنه التخفيف من استهلاك الطاقة بنسبة 5% وخفض التكلفة 6 مليارات سنوياً، والتقليل من قيمة الفاتورة خلال الاختبارات وعدم زيادة الأعباء على كاهل المواطن محدود الدخل!

وفي الوقت الذي كنا نطالب فيه شركة الكهرباء بنشر الوعي وترشيد الاستهلاك بشكل عام وليس أوقات الامتحانات فحسب، فاجأتنا الوزارة بهذه الشطحة، فاختصرت الأمر واختزلت تكاليف إعلانات الترشيد وبحثت عن الأسهل ووجدت الحل الذكي الذي سينال رضا الناس ويدغدغ مشاعرهم وهو تقليص أسابيع التحصيل والدراسة، وإطالة وقت الإجازة والخمول والتذمر!

ولو تعلم الوزارة - أو أنها تعلم - أن مصابيح الإنارة تظل مضيئة والتكييف مستمراً حتى اليوم التالي في ظل اللا مبالاة وضعف أمانة ومسؤولية بعض مديري ومديرات المدارس وانشغالهم بإقامة الأيام المفتوحة واستغلال الطلاب، حتى تحولت المدارس إلى مشاهد تمثيلية يومية! وآخر ما يُفكرون به التحصيل الدراسي للطالب حيث يقدم له النجاح على طبق من ذهب، وكلٌ ينجح إلا من أبى، ولن يأبى أحد!

وما دام الأمر كذلك (تمثيلية التعليم) فليتم تخفيض الدراسة شهرين قبل الصيف وليس أسبوعين؛ حيث فاتورة الكهرباء تضغط على محدودي الدخل، كما أن أجواء الحر لا تناسب أبناءنا المترفين الكسالى، بينما نظل ننادي بإصلاح الخلل وإنقاذ الأمة وتخليصها من تلك العقول المتربصة بها التي لا تفكر إلا في نفسها! ثم ماذا عن التقويم الدراسي للسنوات العشر القادمة الذي أصدره مجلس الوزراء!

ويبدو أن وزارة الكهرباء والمياه تعتمد المثل (كل يحوش النار لقريصه)! وأخشى أن تقترح إغلاق دورات المياه وانصراف الطلاب قبل صلاة الظهر حتى لا يستهلكوا الكثير من الماء أثناء الوضوء! وغداً لو طالبنا بتوظيف هؤلاء الطلبة نتاج الأسابيع المقصوصة تعليمياً لرفضتم توظيفهم في وزارتكم وشركاتها بدعوى سوء التأهيل!

أما الطلبة المستغفلون فلهم الله؛ لأنهم لن يستوعبوا ما يخطط لهم إلا حين يتخرجون وهم يتأبطون شهادات خاوية من تحصيل دراسي وتحقيق علم يؤهلهم لسوق العمل لأنهم - في ظل وضع تعليمي بائس - درسوا منهجاً مضغوطاً ومختزلاً بأقصى ما يمكن، حيث مجموع أيام العام الدراسي لدينا الأقل على مستوى العالم!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342




لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد