Al Jazirah NewsPaper Saturday  22/03/2008 G Issue 12959
السبت 14 ربيع الأول 1429   العدد  12959
أسواق المال تصيح (كساد) والبيانات تقول (تباطؤ)

واشنطن - رويترز - من إيميلي كيزر

ربما يكون الذعر الذي سرى في أوصال أسواق وول ستريت دفعها للتسليم بأن الاقتصاد الأمريكي دخل مرحلة كساد. لكن البيانات الاقتصادية لم تؤكد حتى الآن هذا التقييم المتشائم. وإذا أمكن للاقتصاد الأمريكي أن ينجو خلال الشهرين المقبلين من أي صدمات جديدة فربما يتفادى السقوط، فيما يتوقع البعض أن يكون ركوداً يستمر عامين. لكن حتى في هذه الحالة فإن جمود سوق العمل والإنفاق سيجعل الناس تشعر أن الأمر أشبه بالكساد. وكان تقرير بنك فيلادلفيا الاحتياطي الاتحادي عن أنشطة الشركات أمس أحدث مؤشر على أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ لكنه لم يبلغ بعد حد الانكماش. وإذا استمر هذا الاتجاه خلال الربع الثاني فالفرصة قائمة أن يتحاشى الاقتصاد تحقق التعريف التقليدي للكساد وهو انكماش الناتج المحلي الإجمالي في ربعين متتاليين. وقد يتيح ذلك وقتاً كافياً لنجاح التخفيضات التي قررها مجلس الاحتياطي الاتحادي في أسعار الفائدة وخطة لحفز النمو بلغت قيمتها 152 مليار دولار هذا العام. ومن المؤكد أن النمو لن يكون كبيراً لكن الأمر قد لا يكون بالسوء الذي يخشاه العديد من المستثمرين الآن. ويرى المحللون بمؤسسات مثل ميريل لينش وجولدمان ساكس وجيه. بي. مورجان أن من المرجح أن ينزلق الاقتصاد الأمريكي إلى الكساد. ويرى كثيرون أن القشة الأخيرة كانت الهبوط الحاد غير المتوقع في الوظائف خلال شهر فبراير شباط.

ويقول يورجن المسكوف كبير الاقتصاديين بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: (ما من أحد يمكنه أن يقول على وجه اليقين ما إذا كانت النتيجة ستزيد أو تقل عن الصفر. والخلاصة أن هذا أيضاً لا يهم. لأن الشعور بالأمر سيكون سيئاً). وبلغ مؤشر نشاط الشركات لبنك فيلادلفيا الاحتياطي الاتحادي سالب 17.4 في مارس اذار بما يظهر انكماشاً في المنطقة التي تتركز فيها صناعات تحويلية. لكن القراءة أفضل مما كانت عليه في فبراير شباط الماضي عندما سجلت سالب 24. كما أنها ليست بالسوء الذي توقعه الاقتصاديون. ويقول إيان شبردسون كبير خبراء الاقتصاد الأمريكي لدى هاي فريكوانسي إيكونوميكس في فالاهالا بولاية نيويورك: (الرسالة الرئيسة من هذا المسح هي أن الأمور سيئة للغاية لكن المعنويات تراجعت حتى الآن بما يفوق تراجع النشاط الفعلي... فنمو الصناعات التحويلية بطيء لكن القطاع ليس في حالة انهيار).

وفي علامة أخرى مبشرة تحسنت توقعات قطاع الصناعة التحويلية للوضع خلال ستة أشهر من الآن عما كانت عليه في فبراير. وما من شك أن جانباً كبيراً من البيانات الاقتصادية اتخذ شكلاً يدعو للقلق. فقطاع الصناعات التحويلية ليس وحده الذي يتباطأ بل نال الضعف أيضاً من قطاع الخدمات وسعت الشركات إلى الاستغناء عن موظفين، كما أن سوق الإسكان يسير من سيئ لأسوأ. وساهم كل ذلك في انهيار معنويات المستهلكين. وأشارت بيانات نشرت الشهر الماضي إلى انخفاض معنويات المستهلكين في فبراير إلى أدنى مستوياتها منذ خمسة أعوام. كما أن من الصعب تجاهل الهبوط الأخير في في المؤشر الرئيسي الأسبوعي لمعهد أبحاث الدورات الاقتصادية والذي قال المعهد إنه دخل بكل وضوح منطقة الكساد. ومع ذلك فإن معنويات المستثمرين انخفضت فيما يبدو بوتيرة أسرع من تراجع الاقتصاد. وقال ألان بلايندر الاقتصادي بجامعة برينستون في مقال نشر في الآونة الأخيرة بصحيفة واشنطن بوست: (يجب على الجميع أن يأخذ نفساً عميقاً. نعم الاقتصاد يعرج لكنه لا ينهار. كما أن آثار تخفيضات أسعار الفائدة وتدابير التحفيز الاقتصادي التي أقرها الكونجرس الشهر الماضي ستظهر فيما بعد).

وتشير أحدث التوقعات الاقتصادية للمؤسسات الكبرى إلى أن النمو السنوي سيبلغ 0.1 في المئة في الربع الأول من العام و0.5 في المئة في الربع الثاني. لكن 40 في المئة من الاقتصاديين يتوقعون الكساد. وربما يكون الوضع الآن أسوأ لأن المسح أجري قبل أن يظهر تقرير في السابع من مارس آذار الجاري أن عدد الوظائف انخفض 63 ألفاً الشهر الماضي فيما يمثل أكبر انخفاض منذ نحو خمسة أعوام. وظهرت أيضاً دلائل جديدة على ضعف سوق العمل أمس الخميس عندما قالت وزارة العمل إن عدد المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة بطالة زاد 22 ألفاً الأسبوع الماضي بينما ارتفع إجمالي عدد المستفيدين من إعانة البطالة لأعلى مستوى منذ ثلاثة أعوام ونصف العام في الأسبوع السابق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد