يظن الكثير من السادة المرضى والأطباء أيضاً أنّ استخدام مراهم المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية النظيفة (غير المختلطة بالتهاب) أمرٌ هام في تسريع وتحسين التئام الجروح، والحقيقة أنّ هذا الظن يشوبه الكثير من المبالغة. وسأستعرض معكم اليوم مدى فعالية استخدام المضادات الحيوية موضعياً في الجروح النظيفة عند استخدامه تحت الضماد الكتيم.
لقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة الأرشيف الجلدية مؤخراً (نوفمبر 2007م). وكانت الدراسة قد أجريت على جميع المرضى المحولين إلى عيادة الجراحة الجلدية على مدى 18 شهراً.
أما الجراحات الجلدية المجراة فتنوعت ما بين الخزعة الجلدية بأشكالها والطعوم الجلدية. لقد كان عدد المرضى العام 778 لديهم 1801 جرح بأشكال وأنواع متنوعة.
المجموعة الأولى تكونت من 247 مريضاً لديهم 510 جروح لم يتم تطبيق أي مرهم على الجروح بعد العمليات. والمجموعة الثانية مؤلفة من 269 مريضاً لديهم 729 جراحاً تم تطبيق الفازلين تحت الضماد الكتيم. في حين أنّ المجموعة الثالثة تألفت من 262 مريضاً لديهم 562 جرحاً تم تطبيق مرهم المضاد الحيوي موضعياً تحت الضماد الكتيم. ثم أجرى تقييم لتلك الجروح بعد 6 و 9 أشهر من العمل الجراحي.
وتمت دراسة معدلات الالتهاب والمضاعفات الحاصلة عند المجموعات الثلاثة من المرضى (لا كريم، الفازلين، مرهم المضاد الحيوي).
يُقصد بالالتهاب في منطقة الجرح عند حصول ثلاثة من أصل أربعة من العلامات التالية: (الألم، النز، الاحمرار، والصلابة) ويُقصد بالمضاعفات الأولية الحاصلة (الخرّاجات، التهاب النسيج الخلوي، تنخر الجلد، التهاب العقد اللمفية).
أما المضاعفات النهائية أي التي تحصل بعد 6 إلى 9 أشهر من العمل الجراحي (الندب، تشكل الجدرات والندبات الضخامية، التبدل في اللون، ارتفاع الجلد في المكان أو حصول شد في الجلد).
كانت معدلات الالتهاب الحاصلة عند مجموعة (لا شيء موضعياً) 1.4% والمضاعفات 3.5%. أما في مجموعة الفازلين فكانت 2.3% للالتهابات و 4.7% للمضاعفات.
والمجموعة الأخيرة التي تم فيها تطبيق مرهم المضاد الموضعي على الجروح كانت نسبة الالتهابات فيها الأعلى 3.5% ونسبة المضاعفات كانت الأعلى أيضاً 4.8%.
تلك الدراسة تبيّن أنّ المجموعة التي تم فيها تطبيق المرهم الموضعي تحت ضماد كتيم كانت نسبة المضاعفات والالتهابات الجلدية فيها هي الأعلى.
ومن هنا تم اقتراح أن وضع مرهم المضاد الحيوي موضعياً بعد العمليات الجراحية المغطاة بضماد كتيم ليس أمراً ضرورياً، وإن استخدام مرهم الفازلين ليس أمراً مقبولاً لدى العديد من المرضى وبالتالي خلصت الدراسة إلى التوصية التالية: إن عدم تطبيق أي كريم سواء كان مضاداً حيوياً أو الفازلين على الجروح التالية للعمليات الجراحية النظيفة والمغطاة بضماد كتيم هو أفضل بكثير.
لأن نسبة حدوث الالتهابات الجلدية والمضاعفات عند عدم تطبيق أي كريم أقل بكثير مقارنة بنسبة حدوثها عند تطبيق مرهم المضاد الحيوي أو الفازلين على الجروح النظيفة التالية للعمليات الجراحية والمغطاة بضماد كتيم.
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر