Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/03/2008 G Issue 12960
الأحد 15 ربيع الأول 1429   العدد  12960
هذرلوجيا
(الحلال) واللقمة
سليمان الفليح

لا أحد يعرف بالقطع مدى ابتهاج مربيّ الماشية في (صحراوات) بلادنا العزيزة حينما سمعوا وهم في فجاج البراري والقرى النائية بالتوجيه الملكي السامي بدعم الأعلاف لمواشيهم بعد أن وصل كيس الشعير إلى (50) ريالاً، وذلك مما أثقل كواهلهم وشارك عوائلهم في لقمة العيش، بل إن الكثير منهم قد لجأ إلى شراء الطحين بديلاً للشعير ليقتسموه بين حلالهم وأولادهم وذلك لأنهم لم يستطيعوا غير ذلك سبيلاً وبالطبع ارتفع سعر الطحين من قبل (بعض) التجار الجشعين لدرجة أن أسواق المملكة كادت أن تخلو تماماً من الطحين مما ترك نقصاً هائلاً في رغيف الخبز في أنحاء متفرقة من البلاد ورافق ذلك أيضاً ارتفاع لسائر أنواع الأعلاف الأخرى (البرسيم، الشوار، المكعب، والمسمن، والذرة).. الخ. أقول حدثت تلك الارتفاعات بالأسعار لتترافق وللأسف الشديد مع (محل عام) أو جفاف ذريع أصاب مراعينا نتيجة لاحتباس المطر هذا العام مما يسميه أهل البادية (الدهر) لذلك حق لنا أن نسمي هذا العام وما رافقه من معطيات سلبية، وكما قال أهل البادية قديماً (دهر ومعاوينه)، و(المعاوين) لمن لا يعرفها هي الأزمات التي تُعاون الجفاف على إنهاك سكان البوادي والقرى مثل الأوبئة والأمراض والسرقات وهذا ما حصل تماماً هذا العام إذ ازدادت أمراض الماشية وتعددت السرقات وشحت الأعلاف حتى وصلت إلى رغيف الإنسان!!

* * *

أقول لا أحد يتصور كم هي فرحة أهلنا في البوادي إزاء توجيه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بدعم الأعلاف (100%) وقالوا إن الأسعار ستعود إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، وبالفعل هبط سعر كيس الشعير إلى (30) ريالاً إلى حد الآن!! بالرغم من أنه من المفترض وبعد هذا الدعم السخي أن يصل ثمن الكيس إلى (20) ريال تقريباً.. أي أن بعض الجشعين من تجار الأعلاف وللأسف الشديد لم يزل (يماطل) أو (يسوف) أو يتذرع بالأعذار الواهية للإذعان والخضوع لهذا التوجيه الملكي النبيل الذي جاء لإنقاذ (رزق البسطاء) من جشع بعض التجار وهذا (الحال) إن بقي على ما هو عليه من (عدم التزام) سيعيد الحال إلى ما كان عليه وهذا هو أبشع احتمال (!!).

* * *

وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن كل مواطن سعودي اليوم يصفق ابتهاجاً لمليكه المفدى وهو يوجه أيضاً بكبح جماح ارتفاع سعر (الأرز) الذي أصبح هو الآخر مثل الرغيف، لذا فإننا نهيب بوزارة التجارة، ووزارة الزراعة، وحماية المستهلك، أن (تحمي) هذه القرارات من جشع الذين يتلاعبون بالأسعار والقرارات وأن يتوقفوا عن (سرقة) حلال المواطن ولقمته أيضاً وأن يخافوا الله فيما يفعلون، وليحفظ الله لنا مليكنا الصالح أميناً على كرامة المواطن حريصاً على كرامة الوطن إنه سميع مجيب.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد