Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/03/2008 G Issue 12960
الأحد 15 ربيع الأول 1429   العدد  12960
أبا مصعب.. أنت (حاضر) في القلوب
عبدالله الكثيري

لئن رحلت عن (مؤسستنا) فلن ترحل عن قلوبنا يا أبا مصعب.. تلك حقيقة والحقيقة لا بد وأن تقال.. لقد أديت رسالتك الإعلامية على أكمل وجه وتركتنا بصمت بعد أن أفنيت خمسة عقود من حياتك ما بين وزارة الثقافة والإعلام وما بين مؤسسة الجزيرة تركت فيهما (بصمتك) وذكراك التي لا تُنسَى مع جميع مَنْ عرفك وتعامل معك عن قرب..

أبا مصعب لن أنسى ذلك اليوم الذي قابلتك فيه لأول مرة على متن الطائرة المتجهة إلى الدار البيضاء في العام 1406هـ.

كنت أنا في بداياتي الصحفية وكنت أنت وكيلاً لوزارة الإعلام آنذاك..

كنت أنا في رحلة سياحية وكنت أنت في رحلة عمل كما هي عادتك تحب العمل أينما كنت.. لقد سعدت بترحيبك بي أيها (العزيز) وأنا الصحفي (المغمور) وأنت (الوكيل).

لقد فرحت بك يا أبا مصعب وخففت أحزاني في وفاة والدتي الحبيبة في صيف العام الماضي حين تقدمت أول الصفوف مصلياً ومعزياً فيها رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

لم أكن أتصور أن اللقاء الأول في المغرب سيكون البداية للتواصل مع هذا الإنسان الراقي فبعد أن دارت الأيام ومرت السنون كان عبدالرحمن الراشد بيننا في هذه المؤسسة مديراً لها لمدة اثني عشر عاماً مرت وكأنها اثنا عشر يوماً!!

كنت فيها نعم الصديق، ونعم الزميل، ونعم المدير، كنت فيها إنساناً متواضعاً مع الصغير قبل الكبير من أبناء المؤسسة.. فتحت قلبك ومكتبك بدون استئذان للجميع..

لم أرك يوماً من الأيام (غاضباً) أو متجهم الوجه بل كلما رأيتك وجدت (الابتسامة) لا تفارق محياك، عرفتك تشجع الجميع وتحفزهم على الإبداع وتشيد بما يقدمونه وتثني على العمل الصحفي الراقي..

أبا مصعب إن اللسان يعجز في وصفك وتتعثر الكلمات أن تنصفك فإن غبت عنا (جسداً) فإنك لن تغيب عن قلوبنا وستبقى بيننا (حاضراً).

لا أقول (وداعاً) بل أقول إلى لقاءات بل إلى لقاءات قادمة إن شاء الله.

أتمنى من قلبي في هذه اللحظات أن تستمتع بحياتك الخاصة إلى جانب أسرتك العزيزة بعد أن أحرقت سنوات العمر مخلصاً ومضحياً في حياتك العملية (الإعلامية).

شكراً شكراً أبا مصعب على كل ما قدمت وتحياتي لك من الأعماق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد