Al Jazirah NewsPaper Sunday  23/03/2008 G Issue 12960
الأحد 15 ربيع الأول 1429   العدد  12960

أتسألني!!
علي بن عبدالله الصليهم

 

لماذا تلوك الجرح يا شاعر الأسى

وتغرقُ في بحر الجراح.. وتَنْزِفُ

لماذا يراكَ الحزنُ صورته التي

يصورها دمعاً مِنَ الروحِ يُذْرَفُ

لماذا.. أَتَسألُنِي لماذا.. أما ترى

مطارقَ هولٍ.. تجعلُ القلبَ يرجفُ

مطارقَ دهرٍ زلزلتني بطرقها

مطارقَ تستهوي عذابي.. وتُسْرِفُ

ألستَ ترى مثلي.. جراحَ أحبتي

بغزة.. لا واللهِ.. ما أنتَ تعرفُ

لماذا ألوك الجرحَ.. إني مكبلٌ

وحولي إسرائيلُ.. فوقي تقصِفُ

متى ينتهي إذلالنا.. ومتى نرى

ثمارَ انتصاراتٍ هنالكَ يقطفُ

***

أتسألني..

لماذا الحزنُ يقتلني؟

أتسألني..

لماذا الغيظُ يخنقني؟

لماذا الغمُّ يشقيني؟

أتسألني..

لماذا الجرح ينزفُ (من) عذاباتي..

وأغرق فيهِ.. لا ألقى..

طبيباً منه ينقذني..

ويشفيني..

أتسألني..

لماذا أمطرتْ عينايَ

سحَّا من دموعِ الحزنْ..

فغارَ الدمعُ في عيني

ولم تنضبْ مواردُهُمْ..

وما زالت تطاردني مطارقهمْ..

لتغرقني..

بأمطارِ المعاناةِ

وطوفانِ العذاباتِ

فصارتْ تمطرُ الأجفانُ

سحَّا من دمائي..

***

كم ألاقي من جحيمٍ..

في فؤادي

حينما يغزوهُ

طوفانُ الحممْ..

حينَ يهوي كبريائي..

من سماءِ المجدِ

من أعلى القِمَمْ..

حين تغدو عزتي

من ثريا.. لثرى..

حينما تقصفُ إسرائيلُ

إخواني بغزهْ..

حينما يصرخُ إخواني

ويشكونَ الحصارْ..

حينَ لا يلقونَ ماءً..

حين لا يلقونَ خبزاً..

حين لا يلقونَ حتى الكهرباءْ..

حينما يستصرخونْ..

حينَ لا يلقونَ حتى من يجيبْ..

حينه..

يصرخُ قلبي من ألمْ..

ويذوقُ القلبُ طوفانَ الحممْ..

ويموتَ الكبرياءْ

من عذابات الجراح..

***

عرفتَ الآنَ يا هذا

لماذا الحزنُ يقتلني..

لماذا الهمُّ يخنقني..

لماذا الغمُّ يشقيني..

لأن أعزتي كُسروا

لأنَّ كرامتي ماتتْ..

ومِنْ أشلائها نَهَشَتْ

كلابُ الذلِّ وجبتها

وما قامتْ..

وهلْ ما زلتَ تسألني؟؟

***

إلهي.. بقلبي غصةٌ لا أطيقها

يعذبني إعصارها.. حينَ يعصفُ

بغزة إخواني.. يلفهمُ الأسى

وأعلامُ إسرائيلُ فيها ترفرفُ

فيا ربُّ.. عاجلهُمْ بنصرٍ مؤزرٍ

وخفف عذاباتي.. فإنكَ ألطفُ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد