Al Jazirah NewsPaper Monday  24/03/2008 G Issue 12961
الأثنين 16 ربيع الأول 1429   العدد  12961
عذاريب
هذا هو نواف
عبد الله العجلان

من أراد أن يكتشف سر تألق ونجاح وإنجازات ألعاب القوى السعودية فلينظر إلى رئيس الاتحاد الأمير نواف بن محمد وهو يتابع باهتمام ويحضر بهدوء وبلا ضجيج وبلا أضواء وبمدرجات شبه خالية بطولة أندية المملكة لدرجة الشباب.

هكذا القيادة وإلا فلا، وهكذا تكون المسؤولية، ويكون التحفيز والتشجيع للاعبين، ومن هنا ينطلق النجوم وتبدأ الإنجازات.. في بطولة محلية مغمورة كهذه أجزم أن كثيراً من إداريي الأندية المشاركة لم يحضروا، وفي بطولات وألعاب أخرى يغيب رؤساء الاتحادات وكبار المسؤولين فيها، ولا يكون حضورهم وظهورهم إلا في النهائيات الكبيرة الفاخرة الصاخبة بالأضواء والحاشدة بالجماهير.. وبسبب ذلك تنشأ الفوضى ويزداد التخبط وتتفاقم المشكلات وتتسارع الإخفاقات..

الأمير نواف بن محمد نموذج مشرف للقيادي الواعي المتفتح، الحريص على أداء واجباته ومسؤولياته الوطنية بحماس وإخلاص، هو باختصار شديد الإداري الذي تحتاج لعطائه وخدماته الكثير من القطاعات بما في ذلك غير الرياضية..

نهاية التستر!

هنالك يطالب أحمد عيد حينما سئل بصفته عضواً في لجنة الاحتراف عن مشكلة الاتحاد في الفيفا بأن لا يقول الحقيقة وأن يتحدث بنفس لغة المرجفين إياهم، وأن ينفي وجود هذه القضية الخطيرة أساساً.. لكن لأنه لم يكن كذلك وكشف بوضوح عن الملابسات كاملة أصبح في نظر البعض عدو الاتحاد اللدود الذي لا بد من محاربته وتوجيه الشتائم له..

في المسألة الاتحادية وغيرها من القضايا وخصوصاً تلك التي انتقلت إلى محكمة الاتحاد الدولي، وباتت تشكل خطراً يهدد طموحات الأندية، مطلوب من المسؤولين سواء في لجنة الاحتراف أم غيرها أن يتحدثوا عنها ب(شفافية) وبصورة تبين الأخطاء، وتكشف حقيقة المتورطين بارتكابها، وذلك من أجل أن تكون جماهير هذا النادي أو ذاك على اطلاع بما يحدث ويدور، وحتى لا تتكرر وربما تتطور إلى الأسوأ في النادي والأندية الأخرى.

لو كان التعامل مع هذه القضايا في بدايتها بإنصاف وبتوضيح كامل وبلا مجاملات لأندية بعينها لما تأزمت الأمور إلى هذا الحد..!

هل من مجيب؟!

أتمنى لا بل أتحدى أن يقدم أحد في أمانة الاتحاد أو اللجنة الفنية مبرراً مقنعاً أو إجابة شافية تشرح لنا الهدف الخفي أو المعلن من وراء إقامة مباراتي نصف النهائي في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد في وقت واحد من يوم أمس الأول السبت؟! ولماذا لم تقم إحدى المباراتين في اليوم التالي الأحد أو الذي قبله الجمعة طالما أن الفرق ستشارك بدون لاعبيها الدوليين، أي أنه لا توجد مشكلة من التقديم أو التأخير يوماً واحداً..؟!!

غير ذلك يستمر الغموض ومعه التحدي في العثور على تفسير يتعلق بأسباب ومعايير اختيار مباراة الأهلي والهلال لتنقل تلفزيونياً عبر القناة الرياضية السعودية بينما لقاء الشباب والنصر على (ART) المشفرة وعلاقة هذا الأمر وتأثيره المباشر على زيادة الحضور الجماهيري.. وما هي الجهة التي تقرر ولديها التأهيل والصلاحيات في هذا الشأن..؟!

عموماً هذا الخلل يمثل بطريقة أو أخرى نفس الملمح وذات الإشكالية السائدة في سائر برامجنا ومختلف مسابقاتنا.

أزمة ملاعب

المشهد بين حلب وجدة لم يكن بالنسبة لي متوقفاً عند الفوز الثمين لاتحادنا على الاتحاد السوري، وإخفاق الأهلي على أرضه وبين جماهيره أمام الكرامة، وإنما شمل الإمعان وطرح الأسئلة حول أسباب التباين بين فخامة واتساع وجمال ملعب حلب مقابل تواضع وسوء وبؤس ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة؟! ولماذا تكبر وتتطور ملاعب الدول الأخرى، بينما تأتي ملاعبنا محدودة وعاجزة عن استيعاب الجماهير وعن توفير الأماكن والتجهيزات والخدمات المناسبة لهم؟!

لاحظوا أننا نتحدث بإعجاب عن ملاعب في سوريا وليس في قطر أو الإمارات، مثلما لفتت انتباهنا الملاعب الرائعة والمتكاملة في ماليزيا وإندونيسيا وتايلند وفيتنام خلال أمم آسيا الأخيرة، وفي ذات الوقت نحن نتألم ونستغرب من أن تكون ملاعبنا وفي مدن ومحافظات رئيسية وذات كثافة سكانية وجماهيرية عالية وتوجد فيها أندية عريقة ولها شهرتها القارية والعالمية مثل الاتحاد والأهلي ورغم هذا كله نجدها ملاعب قديمة متهالكة بمدرجات خرسانية مزعجة، وخدمات ناقصة ومرافق معدومة مثل المطاعم والحدائق والمواقف ودورات المياه، إضافة إلى سوء زراعتها بالعشب الطبيعي..!

الملاعب والصالات بتعدادها ومحتوياتها وتجهيزاتها عنصر رئيس ومؤثر، وهي الأهم في نمو وتطور الرياضة السعودية، وبدونها ستظل تعاني من ضعف وتدهور الممارسة وعزوف الجماهير..

***

* الهلال بنجومه الشباب استحق التأهل للنهائي على حساب الأهلي المتواضع.

* استفادة النصر من نقص الشباب لا تلغي أحقيته في الوصول للنهائي.

* دفع الشباب ضريبة دعمه للمنتخب بستة وأبرز نجومه الخروج من بطولة خطط لها وتعب عليها كثيراً.

* النصر المنتعش مرشح للفوز ببطولة لم يتذوقها منذ تسع سنوات، والهلال مضطر للتضحية بها من أجل الدوري.

* حتى لا يتأثر حكم النهائي بالضغوط والشكوك والتأويلات والحروب الاستباقية المعتادة، ما الذي يمنع من الاستفادة من طاقم حكام أجنبي..؟!

* فوز الرائد على جاره ومنافسه التعاون هل يكون مهر الانطلاقة القوية والسريعة نحو الممتاز, أم يحدث العكس ويذهب ضحية تخديره والانشغال بأفراح انتصاره..؟!



abajlan@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد