Al Jazirah NewsPaper Monday  24/03/2008 G Issue 12961
الأثنين 16 ربيع الأول 1429   العدد  12961
من القلب
الإمبراطور والعقلنة!!
صالح رضا

سنَّ الأهلي سنة حميدة عندما رشح ممثليه في الاتحادات الرياضية عن طريق الانتخاب في خطوة حضارية و(راقية) سيحسبها التاريخ الرياضي للأهلاويين، وانطلاقاً من هذه الأجواء الحضارية يجب - حسب وجهة نظري - أن تكتمل الصورة الحضارية لكل ما هو أهلاوي بإعادة ترشيح مجلس إدارة قوي وقادر على السير بالنادي إلى قمم جديدة لتعانق ماضياً من الأمجاد الخالدة في السجل الرياضي السعودي.

** فالأهلي يحتاج فعلاً إلى مجلس إدارة قوي ومؤثر ومتابع، وعامل على كافة الأصعدة بما يتماشى وتاريخ الأهلي العريق.. وهذا لا يتأتى إلا بفتح الانتخابات على مصاريعها لمجلس إدارة يُنتخب عن طريق الجمعية العمومية للنادي على أن يدعم كافة الأهلاويين الإدارة المنتخبة أياً كانت كما يفعل (الحضاريون) في حياتهم العامة في المجتمعات المثقفة والمتعلمة والراقية.

** فالتكتل.. وتقديم سوء النوايا.. والاستسلام للظنون السلبية التي أعطاها الأهلاويون مساحة واسعة في الماضي يجب تضييقها فهي لن تفيد الأهلي في شيء لأنها ببساطة تضره ولا تنفعه.. في الوقت الذي يجلب التسامي والتسامح وحسن الظن بالنوايا ومد يد التعاون والتواصل مع الجميع الخير - كل الخير - لهذا النادي الكبير مهما كانت الهنات والمؤاخذات والخلفيات السابقة.. فقد حانت مرحلة هامة لا بد أن يكون فيها الأهلي قوياً وشامخاً.

** الأهلي أو الإمبراطور أصبح إمبراطوراً كهلاً لا يقوى على التركيز في شيء.. فهو يعيش التشتت لإصراره على البقاء إمبراطوراً للأندية السعودية لاهتمامه بكل الألعاب.. قد حان الوقت ليترجل ويتنازل الأهلي عن هذه (المشيخة) وأن يركز على فريق كرة القدم لا غير، فالجميع يعلم أن الأهلي ينافس في ألعاب الطائرة والسلة واليد وألعاب القوى والسباحة وكرة الماء وغيرها من الألعاب منافساً قوياً وكبيراً ومؤثراً في وقت تبرز لبقية الأندية لعبة هنا أو بطولة هناك.. بينما القاسم المشترك بينها هو الإمبراطور الأخضر.

** الأهلاويون يوفرون دعماً كبيراً وقوياً للاعبي السلة واليد والطائرة وبقية الألعاب ويوفرون لبعضها لاعبين أجانب يكلفون النادي الكثير والكثير من الأموال، بينما فريق الكرة يعاني ما يعانيه، فليت من ينقل بند التكاليف الباهظة في الألعاب المختلفة إلى كرة القدم بالنادي وتبقى بقية الألعاب مثلها مثل الأندية الأخرى.. فكرة القدم هي أساس الأندية لدينا ولدى الآخرين، لكن الأهلاويين لم يقتنعوا بعد بهذه النظرة.. فحال الأندية اليوم يقول بملء فيه لا صوت يعلو على صوت ثقافة كرة القدم مع احترام الألعاب الأخرى في حدود الاحترام المعقول والمتعقل.

** هنا في هذا المقال قد لا يكون التوقيت مناسباً لهذه المطالب فقد يُنشر المقال في الوقت الذي يحصل فيه الأهلي على كأس مجلس التعاون الخليجي في كرة اليد.. وقد يتأهل لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد.. ومع ذلك أكتب من أجل مستقبل إستراتيجي أهلاوي، بعد أن كادت الجماهير الأهلاوية تنسى الكؤوس والبطولات في كرة القدم إذا استثنينا بطولتي الموسم السابق.

** هنا أطالب بمجلس إدارة جديد ومدعوم من كل الأهلاويين وليكن عن طريق الانتخابات ثم يدعم الجميع المجلس المنتخب بما يليق بالأهلي والأهلاويين.. ثم أطالب بالتركيز على كرة القدم ثم كرة القدم والبقية تأتي.

** والحقيقة إنني في مقالي هذا حاولت أن أتجنب ذكر الأسماء قبل أن أختم، لكني لم أستطع تجاوز ذكر الرجل الزاهد في الأضواء والمتواضع تواضع الكبار سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي إذا ذُكر الأهلي فلا بد من ذكر اسمه العطر، وإذا تخلى الكثير من الأهلاويين عن الأهلي وجحده الجميع بقي صامداً وصادقاً ومقدماً للنوايا الحسنة قبل أن يقدم الريال والدولار في كل ما يقدمه للأهلي في ظاهرة لا تتكرر كثيراً في تاريخ الأندية السعودية، فقد رأينا من يدعم متى ما كان في النادي ولكن بعد ذهابه كأنه لم يكن له علاقة بناديه إذا ما تجاوزنا رؤساء نادي الهلال تحديداً فهم و- بكلمة حق - لم ولن يتخلوا عن ناديهم سواء قربوا من رئاسته أو ابتعدوا فالمهم لديهم هو الكيان.

** وبالعودة إلى الشأن الأهلاوي فبودي كسب صوت أبي فيصل القوي والنافذ في إجراء انتخابات قوية في نهاية الموسم و - قد أزف - عن طريق الجمعية العمومية، وإعادة روح الأهلي بإعادة توجيه سياسة النادي والتركيز على كرة القدم خصوصاً، وقد بدأها أبو فيصل بالأكاديمية ومدرستي الناشئين والشباب والاهتمام بالفريق الأول وإن شاء الله يكملها بإدارة قوية ونافذة وعاملة ليقف الأهلي شامخاً كما كان في تاريخه الطويل.. وكذلك فتح صفحة جديدة مع كل أعضاء الشرف والفعاليات الأهلاوية لعل بعضهم يعود ويدعم ويضحي كما كانوا من قبل في التسعينيات الهجرية عندما كانت شمس الأهلي تبهر الناظرين.. والله تعالى من وراء القصد.

نبضات

* بصفتي مواطناً سعودياً يهمني نجاح كل فعاليات مسابقاتنا الرياضية.. عليه أتمنى بكل صدق وتجرد ووطنية الاستعانة بحكام أجانب في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - لتختتم البطولة بما يليق بالاسم العزيز والغالي الذي تحمله وتقدم المباراة بصورة حضارية وراقية!!

* الكثير يتساءلون.. هل مباريات الحسم والنهائي في كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - أقل شأناً عن باقي البطولات حتى لم تحظ بحكام أجانب؟!

* الفرحة النصراوية الطاغية بعد التأهل لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - ليس لها ما يبررها.. ففريق النصر فريق بطولات سابق لن تعيد أمجاده ويطفئ جذوة وجمرة لوعة البطولات لدى عشاقه بطولة على مستوى الناشئين أو الشباب أو حتى الأولمبي.. فالنصر يحتاج لبطولة تليق بتاريخه للعودة لمجده التليد!!

* الأهلي والشباب خسرا مباراتهما في (السيمي فاينل) بتقصير منهما ولسوء ظروفهما.. فالشباب غاب عنه ستة لاعبين مؤثرين.. والأهلي تغيبت عنه إدارة محنكة ومتمرسة!! ومبارك للمتأهلين للنهائي الهلال والنصر!!؟؟

إليه مع التحية

هناك من (تقتلهم) البطولات المتتالية.. فيجد المرء ردودهم ومداخلاتهم في كل (جحر) وقد جندوا أنفسهم ليكونوا فقط ضد النجاح مستغلين أحياناً مساحات الرأي ولينفثوا سمومهم وأحقادهم القهرية من خلالها.. فكم أشقيت وأبكيت؟!! ولا عزاء للمهمشين والمحرومين!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد