Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/03/2008 G Issue 12963
الاربعاء 18 ربيع الأول 1429   العدد  12963
يارا
عبد الله بن بخيت

تضارب الرواة حول دعوة الفنان المصري محمد صبحي لإلقاء محاضرة في مهرجان المسرح السعودي. منهم من يقول إن الرجل أظهر جشعاً وطمعاً، ومنهم من يقول إنه ذهب إلى مكان آخر بعد أن قدم اعتذاره.

مهرجان المسرح السعودي يمكن أن يكون مهرجاناً لتطوير المسرح في المملكة، ويمكن أن يكون استعراضاً إعلامياً يخدم من يريد خدماته، وقد يكون مصدره حسن نية مصحوباً بضيق أفق معتاد يلوث كثيراً من المشاريع الفنية التي ضلت سنوات طويلة تعيش فكرة الرواد الأوائل دون أن تبرحها. لا شك أن دعوة خبير لإلقاء محاضرة في هذا المهرجان مبادرة جيدة من حيث الفكرة. لا يمكن أن يقوم مسرح دون الاستعانة بالخبرات الأجنبية والاحتكاك وهذا لم يحصل لصناعة المسرح في السعودية. كل المشاريع المسرحية السعودية مشاريع محلية بسيطة تكتفي بمحاولات المهتمين وبعض العرب المقيمين في المملكة لأسباب كثيرة ليس بينها المسرح، وحتى هذا توقف وانتهى ليبقى لنا ما سمي بالمسرح التجريبي الذي قام على الانتدابات من طنجة إلى قرطاج إلى كازا وبقية المدن العربية التي يمكن أن تقدم لزوارها شيئاً من الترفيه المزيان.

في كل مرة نتحدث عن تجربة مسرحية ناجحة نقفز إلى تجربة الكويت في الخمسينيات والستينيات وفي السياق نذكر استعانة الإخوة الكويتيين ببعض خبراء المسرح المصري آنذاك مثل زكي طليمات وسعد أردش ونختم حديثنا بالتحسر على تفويت الفرصة. تجربة الكويت تجربة ناجحة بالتأكيد ولكننا ننسى أن الأهداف يمكن أن تتشابه بيد أن تحقيقها لابد أن يأخذ تغير الزمان في الاعتبار. اختلف إيقاع ومفهوم المسافة. تساوت المسافة بين الرياض ولندن بالمسافة بين الرياض والقاهرة. إذا كان الإخوة في الكويت استعانوا بالخبرات المصرية في الستينيات ونجحوا فلسنا مضطرين أن نكرر نفس التجربة. نستطيع أن نستعين بالخبرات الإنجليزية، فما سنأخذه من القاهرة نستطيع أن نأخذ أضعافه من لندن إذا عرفنا الفرق بين المسرح في القاهرة والمسرح في لندن.

تضم لندن مئات من أعرق المسارح وآلاف الممثلين والمحترفين والخبراء. حان الوقت لندخل على الفنون الحديثة من بواباتها الحقيقية المباشرة. هناك مسرحيون وخبراء في لندن على استعداد أن يقدموا تجاربهم. سيسعدهم لو وجهت لهم الدعوة لحضور مثل هذه المناسبات وإلقاء المحاضرات. نأخذ البضاعة من المصنع مباشرة لا من الوكيل المحلي. في الماضي كنا نستورد السيارات ونرسل الحوالات المالية ونتعامل مع الغرب عن طريق بيروت أو القاهرة. تغير الوضع الآن. أصبح النظام المالي السعودي - على سبيل المثال - من أفضل النظم المالية في العالم. جاء هذا لأننا أخذنا الخبرة من المصنع لا من الوكيل المحلي في المنطقة. لا تختلف صناعة المسرح عن الصناعات الأخرى. لماذا نبقى أسرى فترة الستينيات؟. لماذا لا نتجه في فنوننا وآدابنا ومهرجاناتنا إلى الغرب؟. نأخذ حاجاتنا من المنبع نقية بلا دنفسة.

فاكس: 4702164


Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد