Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/03/2008 G Issue 12963
الاربعاء 18 ربيع الأول 1429   العدد  12963
أضواء
وشهد شاهد من أهلها
جاسر عبدالعزيز الجاسر

والشاهد هو الدكتور أياد علاوي أول رئيس لحكومة الاحتلال في العراق بعد ترتيبات حكم مجلس حكم المحاصصة الذي أوصى به الحاكم الأمريكي بول بريمر، والذي كوَّنه من ممثلين للطوائف المذهبية والعرقية، وبعضاً من السياسيين الذين قبلوا أن يكونوا متعاونين مع غزاة بلدهم، وآخرون ضموا للمجلس مكافأة على عمالتهم كأحمد الجلبي وأياد علاوي وعبدالعزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وصحبهم الذين قدموا للعراق مع جيوش الغزاة.

والآن -بعد خمس سنوات من الاحتلال- يحاول أياد علاوي التبرؤ مما آل إليه العراق ويحاول أن يرمي المسؤولية على نوري المالكي وحكومته.. وقد كان أياد علاوي مشاركاً وبنسبة كبيرة في الحالة التي وصل إليه العراق وشعب العراق؛ فالدكتور أياد علاوي الملتزم قومياً والمتمسك بالليبرالية وصديق الإنجليز والأمريكان، لم يجد غضاضة من أن يكون جزءاً من لعبة المحاصصة الطائفية، فقد أسند إليه تشكيل الحكومة العراقية الأولى في زمن الاحتلال بوصفه (شيعياً) وليس أياد علاوي رئيس القائمة العراقية، وعلى الرغم من أن الرجل محسوب على التيار العروبي -ولا أحد يشك في وطنيته العراقية، وكان محارباً حتى من الأحزاب الطائفية الشيعية لأن الأوامر التي كانت تأتيهم من طهران، تأمرهم بإسقاطه وإبعاده- إلا أنه كان أحد أدوات الاحتلال وكان منفذاً ومطيعاً لتعليمات الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر الذي ضرب كل شيء، ولم تظهر صلابة أياد علاوي -الذي كان يقارع صدام حسين- ولم تظهر شجاعته إلا بعد أن غادر الوزارة، وابتعد ممثلو قائمته عن حكومة المالكي.

يقول علاوي (إن مستوى الأوضاع في العراق أصبح تحت الصفر وليس صفراً.. وهذا يعني أن العراق غير مؤهل لأن يستقر أمنياً).

وهذه شهادة من (الجماعة) التي أوصلت العراق إلى ما عليه الآن، ولا ندري ماذا فعل الدكتور علاوي عندما كان رئيساً للحكومة؟.. ألم يرسل الدبابات لتدمير مدينة الفلوجة؟.. ألم يحرض قوات الاحتلال الأمريكي على مشاركة ما يسمى ب(جيش العراق) لقتل السنة العرب في الأنبار وشيعة العرب في النجف؟!..

لقد فات أو تغافل الدكتور علاوي بأن النتيجة التي وصل إليها العراق -بأنها تحت الصفر- هي نتيجة عمل تراكمي بدأه الغزاة وتابعته قوات الاحتلال وأكملته الحكومات العراقية الثلاث، حكومتك الأولى يا دكتور علاوي ومن ثَم حكومة الجعفري والآن تسير على نفس المنوال -وإن كانت أكثر وضوحاً في الانتقام- حكومة المالكي. ولهذا فأنتم والمحتلون في (الهوى سوى).



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد