Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/03/2008 G Issue 12963
الاربعاء 18 ربيع الأول 1429   العدد  12963
لما هو آت
القادم يكشف...!
د. خيرية السقاف

صناعة الاتصال بالوسائل الإعلامية المعروفة لا تقل تعقيداً في تداخل مهامها وأدوارها تماماً عن حال الاتصال بوسائله الإلكترونية...

ولئن بات على ممارسي الإعلام شأن الإنجاز في مجال الاتصال الإعلامي واضحاً ولديهم خبرات عريضة في التعامل مع أنواعه وأنماطه واختصاصاته بل فنياته بدءاً بالوسيلة كملمس من ورق أو آلة أو أحبار أو كهرباء، فإن أمر التعامل مع الاتصال الإلكتروني يبقى مشوباً بصعوبة وغموض ويحتاج إلى خبرة مستديمة الإنماء ومتواصلة المواكبة ليس للتعرف فقط بل للتعلم, وبمثل ما تتطور الصناعة الإعلامية في شكلها ومضمونها ومنجزاتها وفنياتها وآلياتها بل عناصرها البشرية، فإنها تبقى أبطأ عنها في مجال الإلكترون هذا المنجز البشري شديد الذكاء والدهاء والسطوة...والسرعة الهائلة...

ولئن أخذت الصناعة الإعلامية بإضافة الإلكترون جزءاً من سبل انتشارها وتوثيقها ونجحت لحد كبير في الانتشار وبلوغ الأهداف البعيدة القصية مكاناً وزماناً وعقولاً عنه ...إلا أنها تبقى عنه في مستوى أمان أدنى مما توفره لها وسائل توثيقها المعتادة...

يبدو أن الإنسان في كل حياته وتحديداً في مجال الاتصال الإعلامي وهو أكثر مجالات استقطابه الديمومي على مستوى ثوانٍ ولمحات وقته عليه أن يعيد حساباته بين الصناعات التي ينجزها العقل البشري كي لا تكون معطلة لهذا العقل بطريقة ما...حتى إذا ما وصل لنقطة المحك وجد أنه لم يزاوج بين الآمن وغير الآمن من معطيات عصره ...

فعلى قدر ما تغريك صحيفتك وأنت تقرأها كل صباح على شاشة الحاسوب...فإنك حتماً لن تجد الاطمئنان ذاته حين تبحر فيها وأنت تتعامل مع ورقها جميعه ورائحة أحبارها وملمسها ورقها حيث يبقى لك من هذه الصناعة بعداً آخر.

ثمة خفايا كثيرة ومختلفة المردود لصناعة الاتصال التي تفاجئنا مع شروق كل يوم بجديد...

هو عصر يتواعد فيه الإنسان بتحدياته مع الإنسان ذاته...والقادم يكشف...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد