Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/03/2008 G Issue 12963
الاربعاء 18 ربيع الأول 1429   العدد  12963
السهل الممتنع
الهلال بين المطرقة والسندان!!
صالح السليمان

اللجنة الفنية والأمانة العامة لاتحاد كرة القدم تصران على وضع نفسيهما في صورة غير جيدة أمام الجمهور الرياضي.. ومن خلال قراراتهما وتصرفاتهما تستمران أمام الجماهير في محل جدل واستغراب ودهشة.

الان تضعان الهلال في الكماشة عنوة.. وتحشران موعد نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد بين لقاءين دوريين مهمين جداً.. فالنهائي تسبقه مباراة الاتفاق بثلاثة أيام ويعقبه بـ 48 ساعة مباراة الشباب.. أي ثلاث مباريات مصيرية للهلال في ستة أيام.. وخمس مباريات حاسمة خلال أسبوعين.

لو كان موعد النهائي مجدولا من فترة بعيدة فمن الممكن تمريره وقبوله.. ولكن الموعد تم جدولته مؤخراً ومواعيد المباريات الدورية (المضغوطة) معروفة سلفاً!.

إدارة الهلال استبقت الحادث أو توقعته فعندما استشارت اللجنة الأندية الأربعة حول تغيير مواعيد مربع الأمير فيصل.. لم توافق وفضلت المواعيد السابقة مع إنها تصادف غياب لاعبي الفريق الدوليين.. وذلك خشية إن تجعل مواعيدها وسط المباريات الدورية.. ولكن وقع المحذور!.

الأغرب أن اللجنة رفضت طلب الشباب تأجيل نهائيات المسابقة ليتمكن لاعبوا المنتخب من المشاركة وخرج من البطولة لهذا السبب.. والآن يؤجل موعد النهائي وتحشره في موعد ليس مناسبا أبداً لفريقي الهلال والشباب (لو لم يخرج).. ويخدم منافسهم بالدوري الاتحاد!.. وأيضا يخدم النصر الذي سيلعب في النهائي!

عصفور باليد

لاشك أن مدرب الهلال والجهاز الفني والإداري في حيرة من أمرهم وبين خيارات كثيرة في كيفية المحافظة على حظوظ الفرق في بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة الدوري الممتاز.

إذا تمسك المدرب بالواقعية واشتغل على المضمون فسينجح.. أما إذا فرط بالسهل لأجل الصعب فقد يفقد البطولتين ويصير الهلال مثل (معيد القريتين).

بين الهلال وبين كأس الأمير فيصل 90 دقيقة فقط.. أما الدوري فلا زال طريقه وعرا وفيه مطبات وعقبات.. وحسب المعطيات القادمة فالاتحاد الاقرب للدوري وللهلال أمل لا بأس به.

المتوقع أن أفضل سيناريو سيحققه الهلال بالنسبة للدوري هو الوصول للمباراة الختامية أمام الاتحاد وله أمل بفرصة الفوز فقط.. ليتعادل الفريقان بالنقاط ويكون الحسم بنتيجة مباراتي الفريقين حسب تصريح صحفي للأستاذ ماجد الحكير رئيس اللجنة الفنية.. وهو نفسي النظام المطبق في الدوري الأسباني.فلو فاز الاتحاد على الشباب فسيكون الهلال مطالب بحصد خمس نقاط من تسع نقاط أي أن له فرصة فقد أربع نقاط قبل الوصول لمواجهة الاتحاد.. ولو تعادل الاتحاد مع الشباب فالمطلوب من الهلال إحضار ثلاث نقاط.

إذن يوجد فرص كبيرة في الدوري ويمكن التعويض.. وكأس فيصل فرصة واحدة لن تعود.. والمدرب والجهاز الفني والإداري بإمكانهم بشيء من ترتيب الأوراق أن يحتفظوا بفرصة للهلال في البطولتين..

أولاً الفريق الأولمبي الذي كسب الأهلي في نصف النهائي فريق جيد لكن لابد أن يضاف إليه ياسر القحطاني (الخراشي) وخالد عزيز (البرقان).. أي يكون العمود الفقري للفريق ياسر عزيز تفاريس.

بالنسبة للتايب.. فمنطقة المناورة وصناعة الألعاب أحد مراكز القوة بالفريق الأولمبي واعتقد أنه من الممكن أن يستغنى عن التايب أو يجعله ورقة رابحة يستعان بها عند الحاجة أو لو وصلت المباراة لأوقات إضافية.

خطط مقترحة:

وأتصور أن يحدث ما يلي..

ياسر وخصوصا أنه قادم من مباراة المنتخب..

مباراة الاتفاق (احتياط أو غياب) نهائي الكأس (أساسي) مباراة الشباب (احتياط) بحيث تكون لمشاركته أمام الاتفاق لا تتجاوز شوط عند الحاجة فقط.

عزيز بسبب المشاركة مع المنتخب ووجود محاور كثيرة الغامدي والغنام والخثران .

مباراة الاتفاق (غياب) نهائي الكأس (أساسي) الشباب (غياب).

التايب.. الاتفاق (أساسي) نهائي الكأس (احتياط) الشباب (أساسي).

الخلاصة لابد من وجود العمود الفقري (ياسر وعزيز وتفاريس)..

ولو كان الأمر بيدي لأبعدت ياسر وعزيز عن مباراة الاتفاق نهائياً خصوصاً أنهم لعبوا قبلها مع المنتخب.

وتكون التشكيلة المقترحة.. الذياب تفاريس (المفرج الصغير).. عزيز والخثران.؟. الفريدي ومؤشر وعبدالعزيز الدوسري.. ياسر.

والتايب على الدكة.. وممكن يكون أساسي بديلاً عن مؤشر بحيث يغيب أمام الشباب.

بالنسبة للتمياط اعتقد سيكون له دور كبير في مباراتي الاتفاق والشباب لأن اللعب فيها سيكون فيه انضباط تكتيكي وحذر وأعصاب.

ونواف عائد من إصابة صعبة ولن تسعفه لياقته البدنية وفورمته على مسايرة إيقاع المباراة خصوصا لو لم تحسم بوقتها الأصلي.

النصر وورطة الحارثي:

بالنسبة للنصر فهو لن يتعرض لمثل ظروف الهلال أو ظروف الشباب.. فهو مكتمل الصفوف ولديه لقاء دوري مع القادسية نتيجة غير مهمة.. بل ظروف الأندية المنافسة تسير لصالحه.. وتمكن من اقتناص الفرصة الأولى.. وهي مشاركة الشباب دون دولييه.. وبقي اقتناص الفرصة الثانية وهي تورط الهلال بثلاث مباريات حاسمة خلال ستة أيام.. واضطرار الهلال إلى توزيع قواه بين هذه المباريات!.

النصر لن يضطر إلى تغيير تشكيلة مباراة نصف النهائي..

لكن مدرب النصر سيتورط بعودة الحارثي.. لان مشاركته لابد أن تكون على حساب أحد اثنين أما الشهراني أو بلال.. وهذه خيارات صعبة أمام مدرب النصر.

فالشهراني أفضل كهداف من الحارثي.. أما بلال فهو لاعب أولمبي ملأ خانته وصار عنصراً مهماً في أولمبي النصر.

ولكن الحارثي هو نجم جماهير النصر الأول ولن ترضى باستبعاده.. كما تتمنى أن يشارك الحارثي في أول بطولة نصراوية منذ عشرة أعوام والأولى له شخصياً لتكون فأل خير على النصر..

ولكن مشاركته ولو على الدكة حتماً ستكون على حساب الخطوط الأخرى حيث سيطر إلى الاستغناء عن أحد عناصرها.. فكيف يوفق المدرب آساد بين رغبة جمهور النصر ومصلحة الفريق!.

الحكم الأجنبي أمر حتمي

عسى أن تكن الأخبار التي تتري عن إسناد تحكيم نهائي كأس الأمير فيصل لحكم أجنبي صحيحا.. ولا يكون مجرد تخدير وإضاعة وقت.. فالحكم الأجنبي حان وقت عودته والنهائي بين الهلال والنصر لا يحتمل أي خطأ تحكيمي.. ومأساة نهائي 1415هـ لا نتمنى تكرارها من جديد.

وكما أدار نهائي المسابقة في الموسم المنصرم بين الأهلي والاتحاد طاقم تحكيم أجنبي فمن حق هذا النهائي أن يعامل بالمثل حفاظا على عدالة ونزاهة وتوازن المباراة.

حالة الفرح العارم الأخيرة ستشكل ضغطا نفسيا على صافرة الحكم المحلي وإدارة الهلال أحسنت صنعا عندما رفعت خطابا رسميا تطلب فيه حكاماً أجانب للمباراة (إن صح الخبر).

ونأمل من الإدارة الأخرى رفع خطاب مماثل ولتطلب بشكل صريح حكما أجنبياً للنهائي.. خصوصاً أنهم دائمي الشكوى من الحكم وليقتنع الجمهور الرياضي أن التصريحات المعتادة ضد الحكم المحلي صحيحة وليست لذر الرماد في العيون..

واستغرب ما صرح به الأمين العام فيصل عبدالهادي من أنه لم يحسم أمر الطاقم التحكيم للنهائي وان الوقت ضيق!.. كيف يكون الوقت ضيق وبين نصف النهائي والنهائي عشرة أيام!!.. وبين النهائي وبين تصريحه ثمانية أيام.

أيضاً كان مرتباً من قبل أن يدير المباريات الحاسمة بالدوري بين الهلال والاتحاد والشباب حكام أجانب.. فأين الحكم الأجنبي عن مباراة الاتحاد والشباب القادمة؟!

هل هناك نية للتخلي عن الحكام الأجانب ولماذا في هذا الوقت الحاسم من الموسم.. ومن هم هؤلاء الذين لا يريدون حضور الحكم الأجنبي؟.. وهل الهدف توجيه البطولات!.. أشعر أننا قادمون على كوارث رياضية وأتمنى أن يكون شعوري خاطئاً؟!!

ضربات حرة

* أعضاء مجلس الشورى انتقدوا كل شيء يتعلق بالرياضة أداء المنتخبات السعودية والملاعب الاحتراف واللاعبين الأجانب وتأخر الخصخصة وهناك من ركز على جزئية نقد (الحكام الأجانب).. وهو لا يعدوا تعليق من عضو واحد.. وأبرزوه في العنوان والهدف ضغط إعلامي لإبعاد الصافرة الأجنبية عن النهائي!..

* بدر الدعيع حارس واعد ولكن لديه ثقة زائدة وشيء من الغرور.. فلابد أن يعرف أنه لا زال في أول الطريق وعليه أن يكتب له تاريخا خاصاً به وينسى أمجاد أبيه وعمه.

* عندما نزل ياسر والأمير بندر مضمار الملعب أقاموا الدنيا لم يقعدوها.. ومع أنه صدر مؤخراً قرار من الأمير سلطان بن فهد يشدد على المنع إلا أنه عقب مباراة النصر والشباب اختلط الحابل بالنابل فوق المضمار احتفالاً بفرحة التأهل!!

* من حق رئيس الشباب الأستاذ خالد البلطان أن يغضب.. ففقد ستة لاعبين دفعة واحدة أدى على مغادرة الشباب بطولة الأمير فيصل.

* الهلال سيعود إليه لاعبوه الدوليون عقب أن لعب نصف النهائي دونهم ولكنه تورط بالموعد الصعب.

* لا ذنب للنصر في استفادته من ظروف الشباب وحتى ظروف الهلال فهي فرص ثمينة مجانية ومن حقه اقتناصها.

* في بلاد العالم من يدعم المنتخب ينال مزايا واستثناءات وهنا يتمنون فقط الإنصاف ومراعاة غياب لاعبيهم ومساواتهم بالأندية التي بالكاد تدعم المنتخب.

* مشكلة ما يحدث في نهائيات كأس الأمير فيصل!!.. عدم مشاركة الدوليين وضغط المباريات والآن محاولة لأبعاد الحكام الأجانب.. والمستفيد واحد!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6210 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد