Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/03/2008 G Issue 12964
الخميس 19 ربيع الأول 1429   العدد  12964
للرسم.. معنى
نقاد في عمر الزهور
محمد المنيف

لفت نظري طفلان صغيران في عمرهما، كبيران في وعيهما، كان ذلك في معرض مسابقة فنية نظمتها الإدارة العامة للتعليم بالرياض، شارك بها عدد كبير من الطلبة، أقيمت في صالة الفنون بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابع لمعهد العاصمة النموذجي. هذان المبدعان يدرسان في الصف السادس الابتدائي بمدارس شمس الأهلية، جاءا لزيارة المعرض، لم يكن مرورهما باللوحات مروراً عابراً كغيرهما، بل كشفا لنا ما يمتلكانه من تميز وقدرات استثنائية؛ فالطفلين وليد العنزي وزميله ريان النفيسة يشكل الأول مشروع ناقد تشكيلي والآخر مبدع في تنظير الفن والأعمال الفنية. هذان الطفلان بحق يمثلان نموذجاً حياً لجيل جديد تنتظره الساحة في حال تبنيهم والاهتمام بهم وهذا ما لاحظناه من معلمهم الذي كان بالفعل ملماً بدوره التربوي والتعليمي.

لقد دهشت بما يحمله العنزي من ثقافة عالية في مجال الفنون التشكيلية وقدرة على النقد العالي المستوى مقارنة بعمره وبمكتسباته الثقافية في هذا المجال، لقد تحدث عن بعض الأعمال بعين الناقد وفكر المثقف وألمح للواقع التشكيلي وما ينقصه وكأنه ممارس لهذا الجانب ومشارك فيه، طالب بالإنصاف في تحكيم مثل هذه المسابقة، كما نقد تدخل بعض المعلمين في رسوم تلامذتهم، واحتج على لجنة التحكيم لمنحها بعض الأعمال جوائز رغم تدني مستواها، مستشهداً بأعمال أفضل منها، كما ألمح إلى أن الفن التشكيلي على مستوى الكبار يحتاج لإعلام يرفع من قيمته ويشجع الفنانين، مشيراً إلى صفحات (الجزيرة) بأنها قليلة في حق هذا الفن (نعتز بمتابعته)، كما استشهد بأسماء عالمية في مجال الفنون التشكيلية وكيف كانوا يتلقون الدعم والتشجيع، أثار دهشتنا بمعرفته بها في وقت يجهلها كثير من معلمي التربية الفنية، أما زميله الطفل ريان النفيسة فقد أكد على أهمية احترام خيال الطفل وعدم توجيهه للنقل من الصور، وأشار إلى بعض نقاط الضعف في أعمال مشاركة في المعرض، كما طالب أولياء الأمور أن يمنحوا أبناءهم الموهوبين في الفن الفرصة، أما الأهم في هذا الحوار معهم فهو أنهم من تقدم بتلك الآراء وجاءوا إلى موقع جلوسنا أنا ومشرف التربية الفنية الأستاذ عبدالرحمن المزيعل في وسط القاعة بكل جرأة وإقدام عوداً إلى ما تلقوه من تربية عالية المستوى في بناء الشخصية أدباً وخلقاً وحسن منطق.

ألا يستحق مثل هؤلاء اهتماماً من خلال حوارات موازية لمسابقة الرسم تختص في الرأي حول المعرض أو أن يقام لهؤلاء ومن يتم اكتشاف مواهبهم في مجال التنظير والنقد الفني.

أتمنى ذلك وأختم برسالة لكل من تعنيه التربية الفنية بأن من بين الطلاب من له أعين فاحصة وعقول نيرة تحق الحق وتكشف أخطاء ما يحدث في محيط مادتهم فاسمعوهم واستنيروا برأيهم الذي يستشرفون فيه مستقبل إبداعهم.. وأعدوهم إعداداً سليماً ليتسلموا رايته.. خدمة لمن بعدهم من الأجيال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد