Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/03/2008 G Issue 12964
الخميس 19 ربيع الأول 1429   العدد  12964
صدى لون
صالات العرض التجارية الضوابط الغائبة!!
محمد الخربوش

انتشرت في الآونة الأخيرة صالات العرض التجاري خاصة في العاصمة الرياض حيث تعددت المسميات والهدف واحد وهو (الربح المادي) بالدرجة الأولى والذي اعتبره هدف رئيس لأصحاب هذه (الجالريهات) وهو بلا شك حق مشاع لهم لأنهم يعطون وبالتالي فهم في النهاية طبيعي أن يأخذون لأن المعادلة أخذ وعطاء فهم يقدمون القاعات المجهزة بكافة المعطيات المادية والتي تساعد الشخص المستفيد أن يقدم لبضاعته وفق طرح عصري يتناسب مع تنامي الذوق بشكل عام.

ومن هنا فإن أصحاب هذه الصالات يدفعون من جيوبهم في سبيل تقديم معارض فنية راقية تشبع احتياج الزائر وتدفعه للاقتناء. وبالتالي أيضاً فإن المحصلة النهائية تكون مشتركة ما بين الفنان وأنا هنا أتكلم عن (معارض الفنون التشكيلية) التي تعنينا في هذه المساحة.

أقول إن المحصلة النهائية أو النتاج من خلال هذه المعادلة هو الفنان وصاحب القاعة يأتي ذلك وفق ما تم الاتفاق عليه مسبقا ما بين الفنان وصاحب القاعة من حيث أجور الصالة وأجور حفل الافتتاح وتكاليف البرشور وكافة التجهيزات التي تتم قبل وأثناء وبعد العرض. إلا أن ما يلاحظ ومن خلال البعض ممن عاشوا التجربة من الفنانين والفنانات هو شعور بالإحباط من الفنان لأن العائد (المادي) له بعد العرض دائما يكون غير مشجع إطلاقا بل إن البعض يلقي باللائمة على صاحب القاعة الذي بالغ في أسعاره وأجوره وحمّل المعارض رسوم مالية عديدة تحت مسميات عدة يكون الخاسر الأكبر فيها الفنان الذي هو محور العطاء وراسم الإبداع. لست متحاملا على هذه القاعات أو على أصحابها لكن واقع الحال يتطلب أن تتدخل الجهات ذات العلاقة في هذا الوضع أو هذه الإشكالية التي تلقي بظلالها عندما يفكر الفنان أو الفنانة بالعرض والحضور.

وكان من الواجب أن تقوم هذه الجهات بتشكيل لجنة مختصة من الفنانين والمختصين وأصحاب الشأن لدراسة الوضع القائم وتقييمه والعمل على إيجاد صيغة مشتركة أو ضوابط وشروط تحدد العلاقة ما بين الفنان وما بين صاحب دار العرض أو القاعة حتى تكون الصورة واضحة من خلال شروط محددة تراعي الحقوق لكل الطرفين وتحقق لهما معاً الهدف الأهم من خلال هذا التعاون المشترك الذي ستكون نتائجه الإيجابية في صالح التشكيل وأهله وفي صالح مسيرة الحركة التشكيلية المحلية بشكل عام.

أتمنى وهذه أمنيتي شخصياً وكافة الفنان والفنانات أن تجد هذه الملاحظة القبول لدى ممن يعنيهم الأمر في وزارة الثقافة والإعلام ولا أخال الدكتور السبيل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية والزملاء المختصين في الوكالة يغيب عنهم أهمية الالتفات لمثل هذه الأمور التي سيكون علاجها لبنة تضاف إلى لبنات البناء في صرح هذه الحركة المتوثبة.














 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد