Al Jazirah NewsPaper Thursday  27/03/2008 G Issue 12964
الخميس 19 ربيع الأول 1429   العدد  12964

قبلة في جبين (تركي)

 

تركي وتختنق الآهات وجداني

ويستثير عيوني دمعها القاني

وتشتكي نفسي اللهفى ويعصرها

سيل من الحزن بل هم وهمان

ما إن رأيتك عند القبر مرتجفا

تبكي أباك بدمع منك هتان

حتى تحاميت من حزني إلى جلدي

وخانني الصبر لولا فضل إيمان

لاتبك إني إذا مالحت في نظري

ومنك دمع تهز الروح أحزاني

لاتبك تركي فما صبري بمسعفني

من الدموع وما أبكاك أشقاني

مصابنا في أبيك اليوم أقعدني

حتى عن الدمع في عيني الهاني

آهٍ.. وما آهُ يا تركي بنافعتي

لكنها سلوتي إذ عزّ سلواني

ما خلت يوماً بأن الموت يفجعنا

به ولا أن يُرى يوماً بأكفان

لاتبك تركي فما مات الذي بقيت

له وإن طال عهد كف إحسان

قد كان يحنو على الأطفال مبتهجاً

يقبل الطفل من قاصٍ ومن داني

ما خان يوماً ولا أخفت سرائره

خلاف ما أظهرت للكل عينان

قد كان سمحاً كريماً في تعامله

وكان بالوالدين العاطف الحاني

ما استقبل الناس إلا وهو مبتسم

طبع به قد تجلى منذ أزمان

لا تبك تركي فكل الناس باكية

على أبيك وما أشجاك أشجاني

أبوك في كل قلب ذكره عطر

يصب برداً فيسقي كل شريان

أبوك تكفيه دمعاً كل مكرمة

قد بثها بين إنسان وإنسان

أبوك تكفيه دمعاً كل ساجدة

كبيرة السن تدعو عفو رحمان

قد نالها منه في سرٍ وفي علنٍ

جزيل جودٍ وإكرامٍ وتحنان

أبوك يكفيه دمعاً كل ذي عوز

ضاقت به الحال ما استجدى بذي الشان

أتاه من كف عثمان الذي فرجت

به الكروب فذاق النوم جفنان

لا تبك تركي فما والله من أسفٍ

على رحيل إلى خلدٍ ورضوان

يا رب فاجعله في نهر وفي ثمر

واجبر مصاباً دهانا في (أبي هاني)

محمد عبدالله السحيم


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد