Al Jazirah NewsPaper Monday  31/03/2008 G Issue 12968
الأثنين 23 ربيع الأول 1429   العدد  12968
أضواء
التخلي عن بطولة الأكشن..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

الإشارات الواردة من دمشق التي شهدت عقد واختتام القمة العشرين للقمة العربية دون أية مفاجآت باستثناء ضعف التمثيل حيث غاب عن هذه القمة جميع الملوك العرب وعدد لا يستهان به من الرؤساء العرب، باستثناء هذا لم تشهد القمة أحداثاً غير عادية، إلا إذا اعتبرنا جنوح دمشق إلى الابتعاد عن الأسلوب الصدامي الذي كان يقوده تيار فاروق الشرع، وقد عزز ما كتبته صحيفة الثورة السورية الرسمية هذا التوجه؛ إذ أوضحت بأن السياسة السورية الهادئة التي انتهجتها في أثناء القمة ستستمر بعد القمة.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أمس أن الاتجاه السوري لانتهاج سياسة هادئة يبدو واضحاً في الخطاب الذي افتتح به الرئيس بشار الأسد جلسات القمة أمس الأول السبت.

وجاء خطاب الرئيس السوري هادئاً بخلاف كثير من التوقعات بخطاب ساخن وبخاصة في ظل الخلافات العربية - العربية ومستوى التمثيل العربي المنخفض في القمة العربية من قبل الدول العربية المعتدلة.

وذكرت الصحيفة أن (سوريا ما بعد القمة لن تكون بطل فيلم أكشن، بل ستستمر بطلة العمل الصبور المثابر للوصول إلى السلام عبر التفاهم العربي - العربي).

وأضافت أن الاتجاه السوري حالياً (يشير) بوضوح إلى أن تنقية الأجواء العربية ستكون أحد أهم عناوين العمل السوري في المرحلة القادمة.

ويرى المراقبون الذين تابعوا قمة دمشق - وبعضهم كان متواجداً في العاصمة السورية أثناء انعقادها - أن جنوح سورية إلى التهدئة والتعهد للزعماء خلال جلسات القمة المفتوحة والمغلقة بالتعاون من أجل حل أزمة لبنان ساعد إلى حد بعيد إلى وصول القمة إلى نهاياتها دون أي حدث مزعج ودون صدامات كان متوقعاً لها بين الجناح المعتدل، والجناح الرديكالي.

والملاحظة الثانية التي رصدها المراقبون هي أن القمة انتهت دون أن تضيف شيئاً، ولم تستطع رغم تخلي القيادة السورية عن أسلوبها المعتاد في إلقاء (المحاضرات) وتضمينها (دروساً ثورية) فقد غابت المبادرات وبخاصة بالنسبة لحل الأزمة السياسية في لبنان التي ستظل مقتصرة على تحركات وجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في محاولة لإنجاح المبادرة العربية التي أطلقت قبل القمة.

والذي يجمع عليه المراقبون والمتابعون لها كما الحضور، بأن النجاح الذي حققته سورية من انعقاد القمة هو تفوقها على نهجها القديم والتخلي عن دور البطولة الذي تقمصته في الفيلم الذي تابعته الجماهير العربية على مدار العامين الماضيين.. فحسب تعهد (الثورة) صحيفة الدولة السورية الرسمية، بأن سورية لن تكون بطل فيلم أكشن بعد الآن...!!



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد