Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/04/2008 G Issue 12969
الثلاثاء 24 ربيع الأول 1429   العدد  12969
شيء من
الكيبتاقون والتوعية
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

الحبوب المنشطة والمعروفة في بيئتنا بعقار (الكيبتاقون) هي بكل المقاييس آفة حقيقية تستهدف الشباب خاصة، لا يضاهيها في الخطورة إلا (الإرهاب) أو قُلْ: ثقافة التطرف الديني، وهناك من يؤكد أنها من وسائل دفع (الانتحاريين - الجهاديين) إلى العمليات الانتحارية كما سيأتي لاحقا. ولولا أنني لا أؤمن بالمؤامرات، لقلت إن انتشارها وبأسعار زهيدة كما يقولون مؤامرة خارجية. كل المؤشرات تقول إنها (كوباء) في تزايد مستمر في بلادنا، وأنها تنتشر بين الطبقات الفقيرة؛ نظراً إلى رخص أسعارها. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها قوى مكافحة المخدرات إلا أن ذلك لم يؤثر تأثيراً كبيراً في الحد من انتشارها.

هذه الحبوب المنشطة تأثيرها على الإنسان في غاية الخطورة، ومُدمر؛ فهي في بداية التعاطي تحفز على النشاط، وتبعث على الحيوية والتركيز في العمل، والتلذذ بالمُتع، وتُحسن المزاج، وتمنح متعاطيها شعوراً وهمياً على الخلق والإبداع؛ الأمر الذي يخلق لديه - في البداية - رغبة جاذبة ومغرية لاستعمالها. لكن مع الوقت، ستبدأ الحالة النفسية تتدهور شيئاً فشيئاً، حتى ينتقل المتعاطي دون أن يشعر إلى اكتئاب نفسي حقيقي، وتتدهور حالته، ليضطر إلى زيادة الجرعة؛ وبسبب الإدمان، وتعوُّد الجسم على هذا العقار، لا يستجيب مزاج المدمن إلى زيادة الجرعات؛ لينتهي المتعاطي في الغالب إلى الانهيار النفسي التام، وفي بعض الحالات إلى الانتحار.

يقول د. أحمد توتونجي أخصائي الطب النفسي في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض: (من الأعراض المرتبطة بتعاطي (الكيبتاقون) السهر المتواصل ليوم أو أكثر دون نوم، يليها فترة طويلة في النوم إلا إذا كان تعاطي الكيبتاقون متتالياً ويومياً، عندها يكون السهر متواصلاً لعدة أيام. يترافق تعاطي الكيبتاقون بنقص الشهية للأكل، وربما يؤدي للغثيان والقيء؛ ما يؤدي إلى نقص وزن الجسم والنحافة. يترافق تعاطي الكيبتاقون (الجرعة المنشطة) بزيادة النشاط النفسي الحركي، أي كثرة حركة المريض عموماً، كما يمكن أن يرافق هذه الحالة سهولة تهيج المزاج، ويترافق أحياناً بتفكير اضطهادي وشك بالآخرين).

ويسهل على الشباب في سن مبكرة إخفاء تعاطيهم لهذه العقاقير عن أهاليهم؛ فهي لا تصدر أي رائحة، أو تصرف يدل على أن الإنسان يتعاطى مخدراً أو مسكراً، وهذه النقطة بالذات هي السبب الرئيس الذي يجعل الشباب، و(المراهقين) منهم خاصة، يتجرؤون على تعاطيها دون خوف، فينتهون إلى الإدمان.

وفكر تدمير الشعوب مرتبط ببعضه، لا فرق بين الإرهاب والمخدرات؛ فهناك بعض التقارير تتحدث عن أن منظري الفكر الانتحاري يزودون انتحارييهم بجرعات عالية من هذه المخدرات قبيل تنفيذ عملياتهم الانتحارية؛ لأن من شأنها وضع الانتحاري في جو نفسي (حالم) يجعله ينفذ العملية طمعاً ورغبة فيما هو وراء العملية من مغريات تم حقنه بها أيديولوجياً.

ومثل أي آفة (انحراف أخلاقية) تصاب بها المجتمعات، فإن (العقاب) لا يكفي إذا لم يواكب هذا العقاب جهود لتتبع أسباب ودوافع هذه الآفة لاجتثاثها، أو على الأقل التضييق عليها ومحاصرتها قدر الإمكان.

والسؤال: هل جهودنا التوعوية لمكافحة هذه الآفة توازي خطورتها؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6816 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد