Al Jazirah NewsPaper Friday  04/04/2008 G Issue 12972
الجمعة 27 ربيع الأول 1429   العدد  12972
عملية السلام تكتسب زخماً جديداً
إعادة توحيد قلب نيقوسيا.. وآمال بالتئام كامل قبرص

نيقوسيا - ا ف ب

أعيد أمس الخميس فتح معبر مغلق منذ 45 عاماً في قلب نيقوسيا آخر عاصمة مقسمة في العالم، ما يبشر بدفع جديد في الجهود الهادفة إلى إعادة توحيد قبرص. وأطلقت بالونات في الهواء بمناسبة فتح معبر شارع ليدرا السياحي في قلب مدينة نيقوسيا القديمة.

وكان هذا المعبر الواقع في المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة مغلقا منذ 1963 وهو يفصل بين شطري العاصمة الشمالي والجنوبي. وحضرت رئيسة بلدية نيقوسيا القبرصية اليونانية ايليني مافرو ونظيرها من نيقوسيا القبرصية التركية جمال بولوتوغلولاري المراسم يحيط بهما ممثلون عن الاتحاد الأوروبي ودبلوماسيون.

واعتبرت إيليني مافرو أن إعادة فتح المعبر هو (محطة أولى) على طريق إعادة توحيد قبرص المقسومة منذ التدخل العسكري التركي في 1974 إثر انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون لربط قبرص باليونان، ما أدى عام 1983 إلى قيام (جمهورية شمال قبرص التركية) المعلنة من طرف واحد والتي لا تعترف بها سوى أنقرة. وقالت رئيسة بلدية جنوب نيقوسيا (إن هذا اليوم التاريخي أحيى الأمل في تحقيق تقدم جديد).

من جهته قال اوزديل نامي مساعد الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت (نشهد اليوم سقوط أحد الحواجز أمام إعادة توحيد الجزيرة، أنه يوم تاريخي).

وخيمت أجواء احتفالية في محيط المعبر فيما احتشد الناس عند طرفي المنطقة العازلة في انتظار سلوكه وكان مئة قبرصي تركي ينشدون أغاني ويرددون شعارات من أجل السلام. وكان السياج الحديدي الذي يقطع شارع ليدرا رفع فجراً.

وفي آذار - مارس 2007 هدمت السلطات القبرصية اليونانية الجدار الفاصل بين القطاعين الجنوبي والشمالي وأقامت مكانه حاجزاً حديدياً بعد سنتين على هدم الجدار من الجانب القبرصي التركي.

ويشير هذا الحدث الذي يحمل دلالات رمزية كبرى إلى تغيير في الأجواء السياسية بعد أربع سنوات بقيت خلالها عملية السلام مشلولة في قبرص.

وبعد سنوات من تعثر المحادثات، أحيي انتخاب الرئيس الشيوعي ديميتريس خريستوفياس في شباط - فبراير الماضي الأمل بالتوصل إلى حل تفاوضي لإعادة توحيد الجزيرة المتوسطية.

وأعلن خريستوفياس وعلي طلعت إثر لقاء أول بينهما في 21 آذار - مارس أنهما سيعاودان نهاية حزيران - يونيو مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة المتعثرة منذ 2004م. وفي انتظار ذلك تعهداً بفتح معبر ليدرا بدون إبطاء.

وفي هذا الشارع إقيمت المتاريس الأولى في نيقوسيا نهاية العام 1963 خلال أعمال العنف بين المجموعتين اليونانية والقبرصية التي استدعت تدخل الأمم المتحدة العام 1964م. وستكون هذه نقطة العبور الثانية للمشاة بعد نقطة (ليدرا بالاس) الواقعة غرب المدينة القديمة، والسادسة منذ رفع القيود على حركة العبور بين شطري الجزيرة في نيسان - إبريل 2003م. وتشرف أجهزة الهجرة والجمارك على نقاط العبور.

ورأى المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع أولي رين في تصريح الخميس أن (هذا يثبت أن شطري الجزيرة على استعداد لطرح مشكلات الماضي جانباً والعمل معا من أجل التوصل إلى تسوية كاملة وإعادة توحيد قبرص برعاية الأمم المتحدة).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد