Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
مَنْ يرث هذه الخبرة ؟!
منيف خضير

لقد قمتم بعمل عظيم.. هكذا خاطب الشعب البولندي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد نجاح عملية فصل التوأمين البولنديين، وكانت مواقع الإنترنت البولندية قد خصصت مساحات للحديث عن هذه الإنجازات الطبية في المملكة والتي ارتبطت باسم ملك الإنسانية، واشتُهر بها الجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة.

والشعب البولندي حينما يخاطب المليك يدرك تماماً أن المسألة إنسانية بالدرجة الأولى، فالمليك يقف فعلاً خلف هذا النجاح وحينما سُئل والد الطفلين البولنديين عن سر اختياره للمملكة دون أمريكا وبريطانيا قال ما معناه إنه من الغباء أن أفرط بتذاكر مجانية وسكن في فنادق خمسة نجوم وعملية مجانية في قطاع أثبت نجاحه على مستوى العالم، وهذا مصداق ما ذهبنا إليه في بداية المقالة من أن المملكة تكرس مفهوم مملكة الإنسانية بدلاً من المفهوم الربحي في معظم دول العالم التي تشتهر بهذه العمليات المعقدة، والمملكة رغم ذلك حققت تقدماً هائلاً في هذا المضمار، حيث تحتل بلادنا ولله الحمد المرتبة الأولى بين دول العالم في إجراء هذه العمليات تليها دولة مهمة مثل بريطانيا.. وتتفوق مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني على المراكر العالمية المتقدمة في عدد الحالات السيامية التي تمت مشاهدتها، ورعى خادم الحرمين الشريفين بنفسه أكثر من 20 حالة لتوأم سيامي أكثرهم من السعوديين وهذه رسالة أخرى يوجهها المليك رعاه الله لشعبه، فالإنسانية تنطلق من هذا الشعب ومردودها إليه في نهاية المقام، وأكبر دليل أن تكاليف معظم العمليات تتم على نفقة المليك رعاه الله، ولم تقتصر هذه الخدمة الإنسانية على المسلمين أو العرب، فلمسات المليك الإنسانية وصلت إلى بولندا - كما أشرت في بداية المقالة - حيث ولدت الطفلتان (أولغا وداريا) ملتصقتين ببعضهما وتشتركان في عمود فقري واحد.

وبعد العملية زارهما المليك، وأكد أن المملكة قدمت رسالة للعالم مفادها أن الإسلام دين إنسانية لا يفرق بين عرق ولون مما ولّد ردة فعل إعلامية تثمن موقف ملك المملكة العربية السعودية والذي كان محوراً للإعلام البولندي، والإنترنت لأيام عديدة، وتم منح المليك وسام النسر الأبيض، وأعطي أيضاً وسام (ابتسام) جمعية الأطفال البولندية ووساماً آخر عالياً من اتحاد الصحافة، كما مُنح حفظه الله لقب المواطنة الفخرية لمدينة (قدويرش) مدينة الطفلتين وسمي أحد شوارعها ومدرسة فيها باسم المليك رعاه الله.. وما أريد قوله إن هذه الإنجازات التراكمية هي مفخرة حقيقية للمنطقة قاطبة وليس للمملكة فقط، وهي خبرة لا يستهان بها.

ولقد صرح مهندس الإنجاز الجراح العالمي عبدالله الربيعة أن هناك دراسة لإنشاء مستشفى متخصص بالأطفال وفيه جزء يخص السياميين، ونحن نتمنى أن يكون المستشفى كله مخصص للسياميين وأن يكون هناك كليات طبية أو جامعات متخصصة، فهذه الخبرة العريقة نريد أن نورثها للأجيال المقبلة عبر تخطيط إستراتيجي بعيد المدى لا ينتهي بنهاية المتحمسين للفكرة، وهذا هو رهان مملكة الإنسانية القادم.



mk4004@hotmail.com *

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد