Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
البوارح
بروز ظاهرة الجريمة في مجتمعنا
د. دلال بنت مخلد الحربي

أصبحنا في كلِّ يوم، ونحن نتصفَّح الجرائد المحلية، نواجَه بأخبار سيئة مفزعة، تقدِّم لنا صورة قاتمة عن المجتمع، وتجعلنا نعيش في بحر من الأفكار عن الأسباب والمسبّبات، وعن الدوافع وراء ما حملته الصحف أو الجرائد من الأخبار المفزعة.

هذه الأخبار المفزعة تتعلّق جميعها بجرائم تتنوّع من السرقة والسَّطو إلى القتل وإزهاق النفس، وتتفاوت بين جرائم يرتكبها مواطنون وأخرى ترتكبها عمالة وافدة، وفي كلِّ الأحوال الجريمة هي الجريمة، والخاسر والمتأذِّي منها هو المجتمع الكبير بكلِّ فئاته.

وليس هناك مجال في مثل هذه العجالة أن نبحث في أمر الجريمة وكيفيّة معالجتها، ولكن يمكننا القول إنّ الجريمة هي سلوك واكب الإنسان منذ نشأته، وفي كلِّ عصر وفي كلِّ زمان ارتكبت جرائم، وحمل إلينا التاريخ شواهد كثيرة من الجرائم الكبيرة والصغيرة.

ولا شك أنّ الديانات عندما نزلت، كان هدفها الأساسي هو تهذيب الإنسان وحثِّه عن البُعد عن الشر، وتحبيب فعل الخير إليه، ثم تخويفه بما سيحل له في اليوم الآخر، عندما يبغي ويظلم ويرتكب الشر، والجريمة هي أكبر أنواع الشر.

أعود إلى ما تنشره الصحف فأذكر بعدّة أخبار منها سطو مجموعة من صغار السن على سائقي السيارات لسلبهم ما لديهم، وقتل أب في الرياض لابنته ضرباً مبرحاً، وقتل رجل من المدينة لزوجته وطفلته الرضيعة، وأعمال تزوير واختلاس ... وإلى غير ذلك.

وهنا يجب أن نعرف أنّنا لا نستطيع أن نلوم جهة من الجهات، ولا نستطيع أن نلوم الأمن أو الجهات الأمنية في كثير من هذه الجرائم، ولكن هناك أمور تجمّعت، منها ضعف الوازع الديني، وهذا يحتاج إلى إعادة نظر في المناهج الدينية، وفي خطب المساجد، وفي عمل الدعاة الذين يجب أن يركِّزوا تركيزاً كبيراً على معالجة السلوك الإجرامي الذي يتفشّى بين فئة من الشباب أولاً، وبين فئة من العمالة الوافدة وأغلبها مع الأسف الشديد من المسلمين.

كما أنّ لوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم دوراً كبيراً يفترض أن يقوما به، فيعملا على التركيز على الجوانب الأخلاقية، ثم هناك أيضاً دور يتطلّب من الجامعات القيام به، وهو تكثيف الدراسات عن أنماط الجرائم هذه الأيام، والبحث عن أسبابها ومعالجتها.

إنّ من أهم الأمور أن لا ينظر إلى هذه الجرائم كقصص تروى ومن ثم تناسيها مع الوقت، بل يجب أن نسعى إلى البحث عن أسبابها ومعالجة هذه الأسباب، ويجب أن لا نلوم الجهات الأمنية، فمهما فعلت لا تستطيع أن تغطي رقعة الأرض الشاسعة أولاً، وليست رقيباً على الأنفس ودواخل الإنسان، بل الرقيب هو الدِّين والأخلاق.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5222 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد