Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
أضواء
قصة نجاح سعودية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أن تصبح المملكة مركزاً، ومقصداً للحصول على نوعية متخصصة من اللقاحات الفريدة فهذا بحد ذاته إنجاز علمي نفتخر كسعوديين جميعاً بتحقيقه. وأن تكون المملكة مقصداً أيضاً لتحقيق الإنجازات الطبية، كإجراء العمليات الجراحية الدقيقة كفصل التوائم السياميين، فهذه أيضاً مفخرة تُضاف إليها ميزة إنسانية حينما تُفتح أبواب مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لكل البشر دون تفريق في انتماءاتهم ودولهم وأعراقهم. فقد تم وبنجاح فصل توائم من السعوديين والأفريقيين من مصر والسودان والمغرب ومالي والآسيويين، كالفلبين ومن الأوروبيين كبولندا والدول العربية كالعراق وسلطنة عمان.

وهذا يجعل من المملكة بحق مملكة الإنسانية, فقد حرص خادم الحرمين الشريفين على أن يشمل كل إنسان مسلماً كان أو عربياً، آسيوياً أو أفريقياً أو أوروبياً بما أنعم الله علينا من خير وفير، وبما أفاء علينا من فضله، وألهم أبناءنا ليتفوقوا ويبرعوا في تخصصات نادرة نافعة للإنسانية، فقد استطاعت مجموعة مباركة من (أبناء وتلاميذ الملك عبدالله بن عبدالعزيز) في تحقيق إنجازات يحق لنا جميعاً أن نفخر بها، مثلما تفخر بها مؤسسة الحرس الوطني، فهذه المؤسسة ذات الطابع العسكري أضافت إلى عملها العسكري تفوقاً في المجالات الثقافية والفكرية، فقدمت مهرجان التراث والثقافة الذي يعد عرساً ثقافياً لكل العرب وليس للسعوديين وحدهم إذ يلتقي مثقفو العرب طوال أسبوع أو أكثر يتحاورون ويتناقشون ويقدمون فكرهم في ندوات ثقافية يترقبها المتلقون، وفي المجال الطبي قدمت مؤسسة الحرس الوطني للوطن، مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التي تضم عدداً من المراكز الطبية وكليات الطب والتمريض وغيرها من المعاهد المتخصصة، وأفضل من ذلك ما رفدت به المملكة من أطباء متميزين على رأسهم الجراح العالمي الدكتور عبدالله الربيعة الذي قاد العديد من عمليات فصل التوائم ومن الإنجازات العلمية لمؤسسة الحرس الوطني المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات، الذي يشكل بدوره قصة نجاح سعودية باهرة فهذا المركز الذي تعتبره الهيئات والمنظمات الطبية العالمية مصدر الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات للملكة ودول الخليج والدول المجاورة.. هذا المركز، باختصار شديد لأن المساحة لا تتيح التوسع في الحديث عنه، يحتاج تحقيقاً متكاملاً لأهميته ولكن بإضاءة بسيطة نقول إنه عالج مشكلة كبيرة لدول الخليج والجزيرة العربية والدول المجاورة، بسبب كثرة المصابين بلدغات الثعابين والعقارب ووفيات العديد من المصابين لعدم ملاءمة الأمصال المستوردة ولمعالجة هذه المشكلة بادر الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية كمؤسسة حضارية وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنتاج الأمصال واللقاحات تلبيةً لحاجة وطنية ملحة إلى توفر أمصال محلية عالية الكفاءة في معادلتها لسموم الثعابين والعقارب المحلية التي تمثل مشكلة طبية للمملكة العربية ودول منطقة الخليج والدول المجاورة بسبب سميتها الشديدة وضعف الأمصال المستوردة في معادلة سمومها لأنها حُضِّرت لثعابين وعقارب تعيش في بيئات تختلف عن بيئة الجزيرة العربية وفي وقت أكدت فيه الحقائق العلمية الثابتة أن مضادات الأجسام المحضرة لمعادلة سم ثعبان أو عقرب لا تكون ذات كفاءة ما لم يكن السم المستخدم في إنتاجها مأخوذاً من ثعابين وعقارب تعيش نفس الظروف البيئية والمناخية..

وقد أكدت ذلك الندوات والمؤتمرات العلمية التي عُقدت لدراسة مشكلة الوفيات من الثعابين والعقارب في المملكة وتلك التي تطرقت للتطورات الحديثة في مجال العلاج بالأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب وكان آخرها المؤتمر العالمي الذي احتضنه مستشفى الملك فهد للحرس والوطني في 27 شوال من عام 1408هـ الموافق 11 يونيو1988م وقد أوصت جميع هذه المؤتمرات بضرورة تبني إحدى الجهات في المملكة لإنتاج أمصال محلية عالية الكفاءة قادرة على إنقاذ أرواح المصابين, وهنا شمَّر رجال الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن سواعدهم وأقاموا المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات الذي حقق الحلم بإنتاجه العديد من الأمصال واللقاحات التي استفاد منها المصابون في المملكة والخليج والجزيرة العربية ومصر والسودان والعراق.

قصة نجاح سعودية انبثقت من فكرة وإنجاز لم يقتصر على إنتاج لقاحات فحسب، بل قصة نجاح وفكرة رائعة قدمت للمملكة والإنسانية علماء سعوديين في علم الصيدلة من بينهم زميلنا الدكتور محد الأحيدب... عالم الصيدلة القادم من جلباب الصحافة.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد