Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
مستعجل
وكم عدد المرغمات على الاستقالة؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

هناك أشخاص تتطلب طبيعة أعمالهم أن يكونوا موجودين في الخارج.. مثل الدبلوماسيين والعاملين في الملحقيات بشتى أشكالها.. منها.. الثقافي.. ومنها الإعلامي ومنها العسكري والعاملون في ممثليات أو مكاتب أو بعثات.. وكذا من يكلف بدراسة أو دورة لمدة عام أو أكثر.

** هؤلاء.. يضطرون لترك بلادهم سنة أو أكثر.. وبالطبع.. لهم زوجات عاملات.. تضطر هذه أو تلك.. لترك عملها بعد أن تحصل على إجازة أو توقف نظامي.. ولكن المشكلة عندما تعود وتبحث عن عملها.. فإنها لا تجد وظيفتها.. بل تعامل كما لو أنها موظفة جديدة جاءت تبحث عن موقع أو وظيفة.

** هي سافرت بغير إرادتها..

** سافرت طاعةً لزوجها..

وحفاظاً على أسرتها.. أجبرتها ظروف قاهرة خارجة عن تصرفها الشخصي إلى أن تترك وظيفتها بشكل مؤقت.. فتفاجأ بعد العودة أن وظيفتها طارت.. وأن هناك بديلة لها.. وأن عودتها مجدداً أشبه بموظف جديد يبحث عن وظيفة ومكان.. لتدخل المسكينة في دوامة أخذ ورد.. والمعاملة راحت.. والمعاملة جاءت.. وتدخل في مسرحيته.. المعاملة في الموظفين.. المعاملة في

التوجيه.. المعاملة راحت.. المعاملة جاءت.

** وتبقى أياماً.. بل ربما أشهر.. تطرد هي مرة.. وزوجها مرة..

** هي تراجع التوجيه.. والتوجيه يحيلها على الإدارة.. وزوجها يترك عمله ليطارد المعاملة في الإدارة.. فالمعاملة.. يوم لدى الرجال.. ويوم لدى النساء.. وهكذا تعيش المسكينة دوامة هي أشبه بالعقوبة القاسية.. لخطأ هي لم ترتكبه.. بل هي عملت الصواب..

** وإذا حصلت المسكينة على تعيين جديد بعد (طلوع الروح) وبعد عناء ومشقة وشفاعات ووساطات.. تُفاجأ.. أن هذا التعيين في مكان بعيد.. وكأنما هم يقولون لها (اتركي العمل)..

** أكثر الأنظمة المعمول بها حالياً.. هي مجرد ضغوط لإلزام المعلمات والإداريات بالاستقالة وتسهيل مهمة تركهن للعمل لإحلال بدائل.

** ليس هناك أي مبرر لإرغام معلمة أو موظفة أخذت إجازة رسمية معتمدة.. وعملت وفق الأنظمة واللوائح.. ليس هناك أي مبرر لطردها من مدرستها ووظيفتها.. وليس هناك مبرر للإساءة إليها من خلال (معاملتها) التي يقذف بها من مكان إلى مكان.. والهدف.. هو مجرد تشكيل ضغوط نفسية عليها حتى تترك العمل.. ليُقال في تصاريح الترزز.. أننا وظَّفنا هذا العام.. هذا الرقم الكبير.. مع أن الرقم غير المعلن.. أننا طردنا هذا العام.. كذا موظفة.. أو ألجأنا هذا العام.. كذا معلمة وموظفة على ترك العمل قسراً من خلال تعامل غير مقبول.

** قد يقال.. إن مكانها كان شاغراً ويحتاج إلى (شغل) والحل.. أن يشغل بمنتدبة.. ما دام لها رغبة للعودة.. وما أكثر الراغبات في (الندب).

** لماذا تُثبت البديلة؟!

** ولماذا تطرد المسكينة صاحبة الحق؟!

** ليس هناك أسهل من طرد الناس..

** وليس هناك أسهل من مضايقتهم نفسياً.. وهذا.. لا يحتاج إلى عقول وخطط.. بل يكفي أن يسند الأمر إلى شخص كله عقد وتراكمات ومشاكل نفسية و(يتفنن) في تطفيش الناس.

** إلى متى.. سنظل نعامل التربويين هكذا؟

** هل نجهل دورهم ورسالتهم والمهمة السامية التي يقومون بها؟..

** هل نجهل حجم تأثيرهم على الأجيال!

** أم أن المسألة مسألة.. كم طردنا اليوم.. وكم استقال هذا اليوم.. وكم شغر هذا اليوم من وظيفة؟

** قبل أن تعلن الوزارة أرقام عدد الموظفات الجديدات.. عليها أن تعلن عدد اللاتي أجبرن على الاستقالة نتيجة سوء المعاملة..

** هذه مواطنة.. وهذه مواطنة.. وكون الخريجة لا تجد وظيفة.. أهون بكثير.. من إجبار موظفة على ترك العمل.

** قد تقول الوزارة أو أي إدارة.. نحن لا نجبر أحداً على الاستقالة لكن سوء التعامل وما تجده الموظفات والمعلمات من تعامل (صعب) هو أقسى من الإجبار على الاستقالة..

** المشكلة.. ليست في منطقة تعليمية واحدة.. بل في جميع المناطق، فهل تجد هذه المشكلة أذناً مُصغية لدى المسؤولين؟!

** وهل نكافئ مَنْ ضحت بوظيفتها لمرافقة زوجها - نظاماً - في مهمة رسمية بنقلها من مدرستها إلى مدرسة أخرى؟

** نظام غريب فعلاً.. وما أكثر العجائب والغرائب في عالم المدرسين والمدرسات..!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد