Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
دفق قلم
جامعة الملك عبدالله بين السعودي والصيني
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

كنت قد كتبت مقالة في هذا المكان مشيداً بفكرة جامعة الملك عبد الله للعلوم، مستبشراً بها صرحاً علمياً رائداً، وأشرت في تلك المقالة إلى أمل رجوت أن يتحقَّق ألا وهو أن يكون لهذه الجامعة التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الريادة والسَّبْق - وهي بميزانيتها الضخمة أهل لذلك - في تعليم العلوم التطبيقية باللغة العربية الفصحى، لغة العلم والمعرفة، لغة القرآن الكريم، لغة الفردوس الأعلى والكمال الصوتي والثراء اللغوي كما عبَّرتْ عن ذلك الكاتبة الألمانية الراحلة (آنا ماري شمايل).

وهنا ستكون هذه الجامعة رائدة قائدة لتأصيل العلوم المختلفة عربياً وإسلامياً، كما أصَّل الغرب علومنا التي أخذوها منا في بداية نهضتهم العلمية الأخيرة إفرنجيا وأوروبياً ونصرانيَّاً، ولكنَّ خُطَّة هذه الجامعة التي وُضعت وأعلنت وبدأت لم تلتفت إلى هذا الأمر، ويبدوا أنها لم تفكِّر فيه أصلاً.

وحينما اطلعت على مقال الأستاذ عبد العزيز السويد في جريدة الحياة تحت عنوان (محمد يانج ينتظر دعماً)، استيقظ في ذهنيِ ذلك الإحساس بأهمية الدور التأصيلي لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في مجال العلوم والاختراعات، وليس في مجال استخدام اللغة العربية.

أشار الكاتب السويد إلى خبر سابق منشور في جريدة الحياة نقلته عن نشرة صدرت من الجامعة الأمريكية (ستانفورد)، مشيراً إلى أن هذا الخبر لم ينشر عن طريق الجامعة في أي صحيفة سعودية أو عربية، يتعلق الخبر بمنحة علمية من جامعة الملك عبد الله للعلوم مقدَّمة للباحث الصيني البروفيسور كوي (32 سنة) الذي يعمل في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، ومبلغ المنحة المالية عشرة ملايين دولار، لمساعدته في إجراء أبحاثه حول تخزين الطاقة الكهروكيماوية في البطاريات، ومقابل زيارة لمدة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر ليشارك في الأبحاث داخل جامعة الملك عبد الله.

ثم ذكر الكاتب اسم المواطن السعودي المخترع محمد الخميس الذي حصل على براءة اختراع من الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، ومنذ ذلك الوقت وهو يبحث عمن يموِّل أبحاثه الخاصة بتخزين الطاقة، وقد حصل محمد على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما منحته رابطة مهندسي الطاقة جائزة (مبدع العام) في الشرق الأوسط لأن كفاءة هذا التخزين للمخترع السعودي تصل إلى 90%، مقابل نسبة 25% لاختراع ذلك الصيني الذي حظي بعناية جامعة الملك عبد الله للعلوم ومنحتها المالية الكبيرة.

هنا توقفت مرَّة أخرى، وقلت في نفسي: لم تعد القضية متعلقة بذلك الأمل (الساذج) الذي طرحته في مقالتي السابقة، أعني أملي في أن تتبنى هذه الجامعة الكبيرة لغتنا العربية لغة للعلم، فإن الأمر أصبح أبعد من ذلك غوراً، وأعمق خطراً، فلقد كنت أظنُّ ظنَّ المتأكد أنَّ أوَّل من سيسعد بدعم هذه الجامعة ورعايتها هم المخترعون المبدعون من السعوديين والعرب والمسلمين وإذ بمقال الأستاذ السويد يصدم هذا التوقع، ويبدِّد هذا الأمل، وعلى أية حال فنحن لا نزال في بداية الطريق، وبإمكان الجامعة أن تعيد النظر، وتراجع الخطط، بما يتناسب مع حجم المسؤولية العلمية التي تحملها.

إشارة: على أكتاف أبنائها تقوم الحضارات.

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد