Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
وتاليتها..
د. هند بنت ماجد الخثيلة

الجهود العربية الخيّرة التي تُبذل؛ لتنقية الأجواء وتحسين العلاقات بين الدول العربية التي طغى الكثير من خلافاتها على السطح في الآونة الأخيرة، وظهر ذلك جلياً في انعقاد مؤتمر القمة العربية الأخيرة في دمشق.

ليس مهماً أن نبحث عن الذين يوتّرون هذه العلاقات، ويدفعون باتجاه القطيعة؛ فهؤلاء معروفون، وهم ظاهرون عياناً في تعطيلهم لكل وفاق على ساحة اختلاف، ولا يزال همهم إبقاء درجة حرارة منخفضة في هذه العلاقات؛ لأن هذا الانخفاض من شأنه أن يسخن الوضع المتأزم لديهم، ويبقيهم محور الجدل والتنازع، وبالتالي جهة الاهتمام.

المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك الباني المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله -، وعبر الحِقب الزمنية المتلاحقة من خلال أبنائه الملوك وحتى هذه اللحظة، كانت مملكة الوفاق العربي والدفاع عن الحق العربي والحرص على الصف العربي، وما المؤتمرات والاتفاقات وفض النزاعات التي تمت بحكمة قيادة هذه المملكة وعلى أراضيها الطيبة إلا دليل على أن سيف المملكة هو مع العرب على أعدائهم، ومع صالح العرب عما سواها. لكن يجب ألا ننسى أن هذا السيف هو سيف الحق، فلن يكون مع ظالم عربي على مظلوم عربي. وقد أثبتت المملكة عبر محطات لا تحصى أنها تقف أبدا إلى جانب الحق حيثما كان، ولا تأخذها في ذلك لومة لائم.

الذين ينظِّرون على الفضائيات ويحاولون الإساءة إلى المملكة ودورها في لمِّ الشمل العربي هم أنفسهم الذين كانوا دائماً يلجؤون إلى المملكة عند ملماتهم، وليس للمملكة في ذلك مَنّ ولا رغبة في مقابل ما، أو مديح أو إطراء من أحد.

سياسة المملكة قائمة على الحق، مبنية على الهدى، مسخرة لبناء عالم عربي عامر بالود والمحبة والأخوة؛ لأن قيادة المملكة تضع في اعتبارها أن مكانتها الإقليمية والعالمية إنما تتعزز بهذا العالم العربي الواحد، فكيف إذا كان عالماً إسلامياً واحداً؟؟

لهؤلاء الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر أقول: ما كان أحد ليتجرأ على أمتنا وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كانت دوافعنا كلها في اتجاه واحد، هو مصلحة الأمة، لا البحث عن مصالح ضيقة وآنية، ولما كنا نقف اليوم نبحث عن وسيلة ومصلحين لتنقية أجوائنا وأراضينا، بينما تملأ إسرائيل الأجواء كلها طيراناً حربياً، وإعلاماً موجهاً، وتملأ أراضينا العربية المسلوبة دبابات ومناورات تبحث من خلالها عن أنجع الطرق للانقضاض على أمة تبدو متوزعة شِيَعاً وأحزاباً.. وتاليتها؟!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد