Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/04/2008 G Issue 12977
الاربعاء 03 ربيع الثاني 1429   العدد  12977
رياضة.. الشيوخ..!
تركي ناصر السديري

دعوة الثنيان لإلزامية الكشف عن الحسابات البنكية.. متى تتم رياضياً..

هدية ليلة الخميس.. تعجل بإلحاح مدرج نادي الشعب الكبير على التغيير الذي تأخر!

وحتى لا يذهب الظن إلى ما لا أقصده، وبالذات في هذه المرحلة المثيرة للاستفهام في طول وعرض المشهد الرياضي السعودي، فإن المقصود برياضة الشيوخ أي رياضة المشايخ حسب ما أشار إليه الشيخ الرئيس ابن سينا وتحديداً في كتابه المرجعي (القانون)، حيث أفرد فصلاً كاملاً عن رياضة كبار السن موضحاً إلى أن الرياضة تختلف باختلاف حالات أبدان البشر وبحسب ما يعتادهم من العلل، وبحسب عاداتهم في الرياضة، فإن كانت أبدانهم على غاية الاعتدال ووافقتهم الرياضات المعتدلة..

ويرى ابن سينا الذي اهتم بالرياضة وكتب عنها، وألف في مسائلها البدنية والصحية والحركية قبل ألف عام أن أوفق أنواع الرياضة للمشايخ أو الشيوخ أو كبار السن هي الرياضة القصيرة (كرياضة المشي وركوب الخيل..). أما الرياضة الطويلة فلا تناسب قواهم الضعيفة.

والقارئ إلى ما ألفه ابن سينا أو الرازي أو ابن العباس أو ابن المقفى وغيرهم من علماء ومفكري عصور الحضارة العربية الإسلامية يجد اهتماماً منقطع النظير لدى تلك العقول بالرياضة وألعابها وأهميتها للفرد والجماعة.. وعندما يقارن المرء -الآن- بين اهتمام علماء ومفكري الأمة بالرياضة كقيمة وكممارسة للفرد والمجتمع يجد فارقاً وفارقية. حيث وجد هذا الجانب اهتماماً كبيراً ووعياً وإدراكاً بأهمية وقيمة الرياضة وتسابقاً وحماساً في التأليف والرصد والبحث العلمي بمختلف علومها وشؤونها.. فيما نجد عزوفاً.. بل وإهمالاً يصل إلى درجة الإقصاء والتغيب.. للرياضة وعلومها ومسائلها لدى المعاصرين الراهنين من علماء ومفكري ومثقفي الأمة.. بل لن أكون مبالغاً إن قلت: إنهم (يستعيبون، ويستنقصون من قيمة الرياضة وأهميتها) وبالتالي (يتحاشون استعابة وترفعاً عن الاشتغال بمسألة الرياضة بحثاً أو دراسة أو رأياً).

لهذا تزداد تأملاً وإكباراً لما كان عليه حال وإدراك كوكبة مؤسسي علماء الأمة الأوائل ممن بنوا وشيدوا (من خلال مساهماتهم العلمية) في تأسيس حضارتنا العربية الإسلامية المجيدة.. فيكفي أن تعلم أن عالماً عاش قبل ألف عام قد عرف الرياضة (مثلاً!) فيما نحن القابعون في عام 2008م (مثلاً!) لا يوجد لدينا تعريف علمي ورسمي محدد للرياضة.. فلو فتشت في أنظمة ولوائح الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الاتحادات أو الألعاب أو التنظيمات الرياضية في وزارة التربية والتعليم.. لن تجد تعريفاً للرياضة! (من يجد له مني جائزة قيمة جداً!).

يا له من تخلف.. وممارسة عبثية.. كما لو أنها لعب.. شيوخ بصح وصحيح.

يقول ابن سينا والذي تداولت في زمانه مصطلح (الرياضة).. هكذا وقبل أن تعرفها الحضارة الأوروبية الحديثة.. بألف عام! يقول في كتابه القانون معرفاً (الرياضة): حركة إرادية تضطر إلى التنفس العظيم المتواتر.

التنفس العظيم يقصد به ابن سينا الجهد اللياقي.

ولأن الرياضة في زمن الحضارة العربية الإسلامية للجميع.. فإنهم اعتنوا جداً برياضة الصغار.. بل وجعلوا (للرضع) رياضة (!) فهذا ابن علي بن العباس يشير إلى ذلك في كتابه (كامل الصناعة الطبية)، حيث يحدد ما يكون من رياضة للإنسان رضيعاً حتى الرابعة من عمره وحتى يبلغ التاسعة.

وسبق هؤلاء العلماء الأفذاذ النظرية الحديثة عندما نبهوا أن المرحلة العمرية (9 - 12 سنة) هي أفضل مراحل التعلم الحركي للأطفال!

إذاً السؤال المهم: من المسؤول عن وجود رياضة الصغار ورياضة المرأة ورياضة الشيوخ الكبار!!

أهي الرئاسة العامة لرعاية (الشباب) أم وزارة التربية والتعليم؟!

أم أن الوقت حان لتأسيس مرحلة تنظيمية جديدة في المملكة تجعل من رئاسة الشباب مؤسسة رياضية تعنى برياضة.. كل المجتمع، وهو ما تفرضه سنة التطور والتغير الذي أنتجته مسيرة التنمية السعودية وما أحدثته من تغيرات ومستجدات في البنية الاجتماعية والإدارية في البلاد.. ناهيك عن حقبة العولمة الراهنة.

مناقشة مثل هذا الأمر، أجده أكثر إلحاحاً وأهمية من الانشغال في أمور تافهة باتت أكثر تفاهة متى ما حولنا المسألة الرياضية إلى كرة وركل وعضلة تشجيعية.. يعبث بها صغار.. لا يدرون والرياضة وما أدراك ما الرياضة.. اللهم إلا ولع وحمية وضغينة تشجيعية يعبث بها أطفال وإن بزغت شواربهم ولحاهم وارتدوا ما طالب ولذ من المشالح والمراكز..

أية حركة رياضية تعنى بالشباب لوحدهم (!) فيما لا يتواجد لديها في زمن العولمة.. مركز للدراسات والبحوث..!

نعم.. للثنيان..

طالب الدكتور تركي الثنيان في مقالة رصينة بإلزامية الكشف على الحسابات البنكية لكل كتاب العدل للحد والقضاء على أية بادرة إساءة استغلال وتدنيس لهذا الكرسي الرفيع.

الكاتب الرزين أشار في مقالته المهمة: النظيف لن يخشى شيئاً بل سيتمناه. اللص تتسارع نبضات قلبه وتتخبط مصارين بطنه منذ اليوم الأول..!

مقالة الدكتور الثنيان وهو خريج هارفارد الشهيرة، جاءت تعليقاً على خبر نشرته الصحف بعد التحقيق مع أربعة كتاب عدل، أحدهم في حسابه الخاص 250 مليون ريال!!

رياضياً.. أتمنى لو تسن سنة خيرة، تحمي حقوق الأندية الرياضية من خلال إلزامية كشف الحسابات البنكية لجميع العاملين في أمانات الأندية والاتحادات الرياضية وأمناء الصناديق فيها. أعتقد أن كل (نظيف) لن يتردد في تأييد ذلك والعمل على تسريع وجوده.. أما من سيعيق ويرفض.. فلا دخل له برياضة وطنه الطاهر.. النظيف.. وبالتالي (مش ناقصينه!).

هدية.. الحبيب الأول!

تبسم الهلاليون.. للذي يحدث في ناديهم، وبناديهم!

وتأكد لمدرج نادي الشعب الكبير أن التغيير الكبير قادم.. ولا مناص منه. وليضع حداً للعبث الذي يقترف بحق ناديهم.. والذي قد يهدم ما بناه رجال الهلال التاريخيين.

إن هدية ليلة الخميس العجيبة العجينة..! أكدت لجماهير النادي أن كيانهم أحوج ما يكون للعقلية العلمية والحكيمة والرزينة لإدارة شؤونهم.. وأن المال أو الجاه لم يعد هو العكاز الوحيد لتدبير وإدارة الأمور في زمن عولمية الدوسري الصغير والفريدي ونجوم قادمة ستجلب مزيداً من البطولات مهما فعل وفعلل وبربس ودنفس طابور (شد لي واقطع لي).. أقصد كتائب التشجيع الغالي.

على فكرة، ضياع البطولة الأولمبية من الهلال نتيجة منع لاعبيه الكبار من المشاركة.. أطلق عليها جمهور النادي هدية ليلة الخميس..

فعلاً.. متى تكون كوكبة نجوم الهلال هم من يدير ويترأس ناديهم؟؟




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد