صدق الحق سبحانه، فقد أرشدنا لما فيه صلاح أمرنا وأنعم علينا بأن جعل بيننا وأزواجنا هذه المودة والرحمة التي لا يعرف قيمتها غير الذي يبتليه ربه بأمور لا تجعل استقراره في بيته يكون أساس انطلاق حياة حافلة بالعمل والعطاء. فكل الذين تراهم يتخبطون في حياتهم بين زيف شخصياتهم أو عدم استقرار نفسياتهم هم في واقع الحال يفتقدون نعمة المودة والرحمة فيما بينهم وأزواجهم.

ومن هذا المنطلق، أجزم أن كل الأمور يسهل التعايش معها متى ما وجد المرء سكون روحه في بيته ومودة تجمعه مع إنسان لا يتطلع في الدنيا لأكثر من إسعاده والحرص عليه، حتى وإن غادره الأحباب أو تفرق عنه الأصحاب، وبقيت في حياته زوجة صالحة تسكن إليها روحه ويستشعر بها ومعها جمال الحياة لكفته، ولأسكتت في روحه كل أعاصير التوتر والقلق وعدم الثبات، وبهّرت طعم كل صباح بما تشتهيه نفسه، فلا يعود يؤثر فيه سلباً ما يحدث في العالم من حوله.

فاللهم أسألك يا خير من سئل، أن تهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، وأن تصلح لنا أزواجنا وتعيننا على أن نكون لهم كما أمرتنا، نخافك فيهم، ونبرك بهم، ونرعاهم بما أنعمت علينا به من نعم لا تعد ولا تحصي.. اللهم آمين..

والله المستعان.