Al Jazirah NewsPaper Thursday  10/04/2008 G Issue 12978
الخميس 04 ربيع الثاني 1429   العدد  12978
هذرلوجيا
الديناصور يتحدث!!
سليمان الفليح

في معرض الكتاب الأخير الذي أقيم في الشهر الماضي في مدينة الرياض وقع بيدي كتاب بعنوان (تاريخ نجد) وهو من تأليف العلامة العراقي محمود شكري الألوسي وقد قام بتحقيقه والتعليق عليه تلميذه (المخلص) محمد بهجة الأثري، والكتاب صادر عن دار الوراق للنشر وهو حسب الناشر يعتبر هو الطبعة الأولى المؤرخة في عام (2007م) بينما هو يعود في الأصل إلى 5 شعبان سنة 1347هـ حسبما جاء في كلمة المحقق الأثري عن الطبعة الثانية! والتي جاء بها بكل (براءة وصدق) ما يلي: (إنه كتاب أبان فيه مؤلفه (حقيّه) ما عليه هذا الشعب الإسلامي معززاً بأجلى الأدلة ومؤيداً بأمتن الحجج وأحكم البراهين التي لا يكاد يتطرق إلى مقدماتها نقص لو. أن ولعل. وليت فإذا ما تدبره إخواننا المسلمون في أنحاء المعمورة لا سيما العرب الكرام منهم. رجونا أن يزول من صدورهم (الغل والحقد) و(وغر) البغضاء وداء القطيعة والتدابر الذي أوهن قوانا وفرق أشلاء جامعتنا الإسلامية وقوميتنا العربية إرباً إرباً وتركنا كالشُذّاد شذر مذر).

***

ويستمر المحقق بهجة الأثري بالقول: (ولقد دعاني إلى إخراج هذا الكتاب من مكنونات الغيب إلى عالم النشر مسيس الحاجة إليه في معرفة تاريخ أمة عربية عظيمة لا يعرف الناس عنها إلاّ أقاويل مرقشة تلوكها أشداقهم وترمي بها أفواههم في الرسائل والصحف وحكايات باردة لا نصيب لها من التحقيق والعلم اليقيني (يتفيهق) بها (الذملقانيون) من أعداء الإصلاح وأنصار الجمود.

***

أقول إنه حينما وقع بيدي هذا الكتاب رحت أتصفحه لما رأيت فيه من صدق وتلقائية ولغة تكاد أن تنقرض اليوم كان يستخدمها (العروبيون) الحقيقيون الأوائل لا (مدّعي) العروبة اليوم الذين جلبوا الويلات والثبور وعظام الأمور لأمتهم العربية بفضل حماقاتهم الكبرى وجهلهم الذريع وقبل أن نتطرق إلى هذا الأمر الفادح دعونا أولاً ننقل ما جاء على لسان المؤلف العروبي (الألوسي) في وصفه للدرعية حينما اجتاحها العثمانيون: وأمر محمد علي ابنه إبراهيم أن (يهدم الدرعية ويدمرها فأمر العساكر أن يهدموا قصورها ويقطعوا نخيلها وأشجارها ولا يرحموا صغيرها ولا يوقروا كبيرها فهدموها على أهلها وهم مقيمون فيها وقطعوا الحدائق ونفذ فيها القدر المقدور فتركوها خالية المساكن كأن لم يتوطنها مستوطن ولا سكنها ساكن ونعبت في خرابها البوم والغربان بالرغم من أنها من أعظم بلاد نجد وأحسنها بناء ووضعاً وكان الداخل إليها في موسمها لا يفقد أحداً من أهل الآفاق كاليمن وتهامة والحجاز وعمان والبحرين وبادية الشام ومصر ما بين داخل فيها وخارج منها ومستوطن فيها، وكان كل بيوت البلدة مقاصير وقصوراً حتى أن من يُشرف عليها من محل مرتفع يرى أمراً عظيماً ولا سيما موسمها وما فيه من جماهير الأمم والخلائق الذين تسمع لهم دويّاً كدوّي النحل من مكان بعيد).

***

أما عن أخلاق أهل نجد فيقول الألوسي (أخلاق أهل نجد من أخلاق العرب المحمودة وهي الوفاء والغيرة وصيانة العرض ومحاماة الدخيل وصدق اللهجة والشجاعة والفروسية ومراعاة الحقوق والعهود والكرم والذكاء المفرط.

***

هكذا كان العروبيون (الخُلّص) يحبون أمتهم وشعبهم العربي دون أي تفرقة أو تمييز أو (تخوين) أو استهانة على عكس بعض مدعي (القومية والوحدة) والذين لا زالوا يعيشون على شعارات (ميتة) عفا عليها الزمن وثبت عدم جدواها إن لم نقل أنها هي سبب (خيباتنا) اليوم فها هو أحد (الديناصورات) القومية يخرج من أحقورته لينصح الأمة في مقال رثّ نُشر في إحدى الصحف العربية يبدي إعجابه بوحدة الإمارات العربية ووحدة اليمن ووحدة القطرين ولم يتحدث عن الوحدة العظمى التي حققها عبدالعزيز. بل ينعى علنياً أيضاً (زوراً) فشل المبادرة العربية فعن أي وحدة يتحدث هذا الديناصور.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد