Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/04/2008 G Issue 12980
السبت 06 ربيع الثاني 1429   العدد  12980

جداول
الشيخ ابن إدريس والوفاء لشريكة العمر!
حمد بن عبدالله القاضي

 

فضاءات الشعر العربي مليئة بالشعر الوجداني الرقيق لكن هذا الشعر تتوجّه بوصلته - في الأغلب - نحو الحبيبات ولا تثريب في ذلك.. لكن نادراً ما نجد هؤلاء الشعراء يقولون في زوجاتهم وشريكات حياتهم!

لقد قرأت - بتأثر وبهجة - تلك القصيدة البالغة التأثير لشاعرنا الكبير الشيخ عبدالله بن إدريس التي خاطب بها زوجته وأم بنيه - حفظهما الله -.

ليس مصدر تأثري وفاؤه لها وحسب ولكن لأنه جسد مشاعره بل يتمه ولوعة قلبه عندما استشعر كيف ستكون حياته بعد رحيل شريكته - متعهما الله بالصحة وطول البقاء - أدعكم مع هذه الأبيات من هذه القصيدة الشجية في مفرادتها المدثرة بالوفاء في قوافيها التي نشرتها صحيفة (الجزيرة) قبل عدة أيام:

أأرحل قبلك أم ترحلين

وتغرب شمسي أم تغربين؟

ويذبل ما شاقنا من ربيع

تؤرجِّه نفحة الياسمين

وتسكب سحب الأسى وابلاً

على مرقد في الثرى مستكين

فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل

فيا حزن روح براها الحنين

وإن كُنتِ من قد طواها المدى

فيا فجعة لفؤادي الطعين!

لقد كُنت لي سعد هذا الوجود

ويا سعدنا بصلاح البنين

سلكنا سويا طريق الحياة

وإن شابها كدر بعض حين

لقد كُنتُ نعم الرفيق الوفي

وأنتِ كذاك الرفيق الأمين

تسابقني في اصطناع الجميل

وتغبطني في انثيال اليمين

حياتي بدونك حرُّ وقرُّ

وأنت على صدق ذا تشهدين

وينفضّ سامرنا موغلا

رحيلاً إلى أكرم الأكرمين

سيدي أبا عبدالعزيز: متعكما الله بحياة سعيدة وسنين طويلة وجمعكما بعد فراق هذه الدنيا في جنات ونعيم على سرر متقابلين.

***

(2)

** مرور الرياض

**

** أشفق على إخواننا بمرور الرياض كلما رأيت عشرات الآلاف من السيارات بطرق وشوارع الرياض التي يقودها سائقون ما بين عقلاء في قيادتهم وما بين سائقين على الضد من ذلك طرائق قددا.

أشفق عليهم وأنا أرى هذه السيارات وتهور ومخالفات بعض السائقين وفي ذات الوقت أكبر جهودهم في متابعة حركة السير، وفي إيقاف المخالفين ومباشرة الحوادث بوقت سريع فضلاً عن الحفاظ على سلامة الناس.

إن صعوبة إدارة المرور بشوارعنا التي وإن تميزت في سعتها فهي مع الأسف متميزة أيضاً في العدد الكبير من المتهورين وفي السائقين الذين يقطعون الإشارات وفي المتجاوزين لغيرهم دون مبالاة!

أقول أخيراً لمدير مرور منطقة الرياض العقيد عبدالرحمن المقبل ما قلته له عندما بدأ عمله بمرور الرياض: إن الحفاظ على أرواحنا - بعد الله - على أيدي رجالكم. أعانكم الله ومزيداً من البذل والجهد للحفاظ على أرواحنا وأطفالنا وسياراتنا.

***

(3)

** بقدر ما يعطي يسلب..!**

** يتصور البعض منا أن كل ثريّ يسكن في قصر ويركب أفخم مركب، ويسافر لأجمل قطر أنه هو السعيد دون غيره.

وبالطبع ليس ذلك صحيحاً على إطلاقه.

فكم من الآلاف هم مثل ذلك الثري لكن لديهم منغصات كثيرة مثل غيرهم ويعانون كالآخرين الآلام.. قد يكون الله أعطاهم زينة الحياة الدنيا ولكنهم يعانون من أمراض وأدواء أو محرمون من شيء لا يحس به الآخرون!

إن الله سبحانه يعطي لكنه يسلب أيضاً.. ألم يقل الحكيم:

(( ولا تغبطنّ أهل الكثير فإنما

على قدر ما يعطيهم الدهر يسلب))

وقد صدق، وقد صدقته الحياة

منذ عهد الحجر إلى وقت الصعود إلى القمر..!

***

(4)

** وطن

**

** لدينا الكثير من القيم التي نعتز بها والتي تكاد أن تندثر في كثير من المجتمعات.. لدينا الكثير من قيم التراحم.. وصلة الرحم.. والتعاون على الخير.. وتعاضد الجيران.. والأهم من كل ذلك رسوخ الإيمان المتجذرة في قلوب أبناء هذا الوطن.. إنك تجد الإنسان يدع متجره وتجارته ويذهب لتلبية نداء ربه والصلاة في مسجده، وتجد قائد السيارة يوقف سيارته وهو مسافر في أعماق الصحراء ليؤدي الصلاة لله حيث لا يراه إلا الله، وترى النشء الصغار يملؤون بيوت الله في مشاهد إيمانية كم نسعد وتطمئن لها نفوسنا ونحن نراها على ثرى هذا الوطن المورق خيراً.

***

(5)

** آخر الجداول **

** للشاعر سعد البواردي:

لا يصنع الحبُ لا مال ولا جاه

الحب أجمل ما أعطى لنا الله

لو أن للصخر قلباً في تحجره

لأنطق الحبُ من أعماقه (فاهُ)!

النهر من غير حب ما أفاض روى

إذاً لغار.. ولم يسعفه مجراه

فاكس 014565576

hamad.alkadi@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد