Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/04/2008 G Issue 12980
السبت 06 ربيع الثاني 1429   العدد  12980
مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول العربية كما ينبغي
عبد الله بن راشد السنيدي

كان الهدف الأساسي من إنشاء الجامعة العربية في الثاني والعشرين من شهر مارس من سنة 1945م هو جمع كلمة العرب ولم شملهم والتنسيق بينهم في كل المجالات وحماية الأمن القومي العربي وصون استقلال الدول العربية، وبما يؤدي بهم للوصول إلى مرتبة متقدمة بين دول العالم. وكانت الدول المؤسسة للجامعة هي المملكة العربية السعودية ومصر والأردن ولبنان واليمن وسورية والعراق.

فالدول العربية التي يبلغ عددها في الوقت الحاضر (22) دولة وإن كانت كل دولة منها تتمتع بالاستقلال والسيادة إلا أنه يوجد عدة عوامل مشتركة بين تلك الدول استلزمت إنشاء الجامعة العربية ويأتي في مقدمة هذه العوامل: العقيدة، اللغة، الدم والمصير الواحد.

إلا أنه ينبغي ألا تؤثر هذه العوامل المشتركة بين الدول العربية التي اقتضت تأسيس الجامعة العربية في سيادة أي دولة من هذه الدول، فكل دولة من الدول العربية دولة مستقلة وذات سيادة وعضو في هيئة الأمم المتحدة مهما كان حجم هذه الدولة أو موقعها أو مستواها الاقتصادي، فمثلاً: نرى الاتحاد الأوروبي يتألف من غالبية دول أوروبا وبعض هذه الدول كبيرة وغنية وقوية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وبعضها دول صغيرة وغير غنية مثل لكسمبورج ومالطا وبلجيكا، ومع ذلك يوجد احترام متبادل بين هذه الدول ومعاملة بالمساواة فيما بينها.

ولذلك فقد حرص ميثاق جامعة الدول العربية من أجل تحقيق أهداف الجامعة على ضرورة توافر الاحترام المتبادل بين الدول العربية ومراعاة كل منها لسيادة الدولة الأخرى وخصوصيتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

ومما يسيء إلى مبدأ الاحترام المتبادل المفترض بين الدول العربية العديد من التصرفات ومنها:

- قيام إحدى الدول العربية بالتدخل في شؤون دولة عربية أخرى أو بادعاء الوصاية عليها أو بغزوها؛ بحجة أنها جزء منها كما حصل عندما قام العراق بغزو الكويت سنة 1990م واحتلالها؛ بحجة أن الكويت جزء من العراق ولم يعدل العراق عن هذا التصرف إلا تحت ضربات قوات التحالف التي حُشدت من أجل تحرير الكويت وإعادة الاستقلال والسيادة إليها.

- قيام أي دولة عربية بالتحالف مع أحد الأحزاب أو إحدى القوميات التابعة لدول عربية أخرى لتكون جبهة معارضة بهدف المساس بنظام الحكم في هذه الدولة العربية.

- إشاعة جو الخوف وعدم الاستقرار في إحدى الدول العربية من قبل دولة عربية أخرى، إما عن طريق الاغتيالات أو التفجيرات أو المسيرات بهدف إخضاع هذه الدولة لهيمنتها.

إذاً تلك بعض الصور التي في حالة حصول أي منها في أي دولة عربية تجاه دولة عربية أخرى، فإن ذلك يشكل انتهاكاً لميثاق الجامعة العربية الذي يدعو إلى ضرورة احترام سيادة أي دولة عربية واستقلالها، وبالتالي التأثير سلباً في العمل العربي المشترك.

ولذا فإنه في حالة وقوع خلاف بين دولتين عربيتين فإن الأمر يتطلب لتلافي الوقوع في أي من تلك الصور ما يلي:

- مناقشة الاختلاف بين الدولتين عن طريق وفدين منهما.

- اللجوء إلى جامعة الدول العربية لكي تعمل عبر قنواتها على حل الخلاف، وقد يكون من تلك القنوات قيام أمانة الجامعة بدعوة مجلس الجامعة الذي يتألف من وزراء الخارجية للاجتماع ومناقشة الخلاف والوصول إلى توصيات حول حله.

- قيام إحدى الدولتين اللتين وقع الخلاف بينهما أو كليهما بدعوة إحدى الدول العربية الفاعلة بالتوسط لإنهاء الخلاف بينهما.

- اللجوء إلى التحكيم الدولي أو محكمة العدل الدولية إذا لم تُجْدِ القنوات السابقة في إيجاد حل مناسب للخلاف، وذلك باعتبار أن الدولتين العربيتين اللتين وقع بينهما الخلاف عضوين في هيئة الأمم المتحدة.

وقد حرصت بلادنا على أن تكون علاقتها مع الدول العربية علاقات أخوة واحترام ما دام أن تلك الدول تتقيد بما ورد في ميثاق الجامعة العربية حول الاحترام المتبادل بين الدول العربية وعدم التدخل في شؤون الآخرين.

وبعد فإننا نعتقد أن اللجوء إلى أي من هذه القنوات عند وقوع اختلاف بين دولتين عربيتين أفضل من استمرار الخلاف، وبالتالي احترام ميثاق جامعة الدول العربية وتجنيب العمل العربي المشترك من الاهتزازات.

asunaidi@mcs.gov.sa



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد