Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/04/2008 G Issue 12980
السبت 06 ربيع الثاني 1429   العدد  12980
المنشود
القاضي الشجاع!!
رقية سليمان الهويريني

أصدرت المحكمة الكبرى بجدة حكماً عادلاً ومنصفاً لمواطنة انفصلت عن زوجها بعد مرور سنتين على القضية في أروقة المحاكم! وينص الحكم على أحقيتها بضم أطفالها الثلاثة. وذكرت جريدة الوطن أن تلك السيدة قد تفاجأت عند سماعها الحكم الصادر لصالحها ولم تصدِّقه أثناء النطق به، فسقطت مغشياً عليها من شدة الفرح لتمكينها من حضانة أولادها! حيث لم تتوقع ذلك، ولاسيما بعد وقوع حالات مشابهة لم تستطع أمثالها الحصول على حقوقهن الأدبية أو المادية حتى حقهن العاطفي بحضانة أطفالهن!

وتقول هذه السيدة: (إن الزوج قبل تطليقها أخذ أولادها منها وأسكنهم مع زوجته الأولى التي مارست ضدهم شتى أنواع التعذيب والحرق، وتم إثبات ذلك في تقارير طبية أرسلتها إلى المحكمة وحقوق الإنسان ودار الحماية)، كما تضيف أنها (تعرضت لهدر كرامتها وطردها إلى الشارع بعد أخذ أطفالها منها، وإجبارها بالقوة من لدن الحقوق المدنية؛ ما اضطرها إلى تسليم أولادها له!فلجأت إلى جمعية حقوق الإنسان وطلبت مساعدتها، فخاطبت بدورها الشؤون الاجتماعية، التي قامت فوراً بإسكانها في دار الحماية الاجتماعية. وأقامت دعواها ضد طليقها مطالبة بالحضانة لأطفالها).

وتثني تلك السيدة البائسة على المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة (الذي خاطب الجهات الأمنية بإرسال قوة لحماية المواطنة من تهديد زوجها بقتلها أو حرمانها من أولادها على الرغم من حصولها على الحكم شرعاً وقانوناً).

وهنا يستحق هذا الرجل الشكر لوقوفه معها بشهامة ومروءة؛ شعوراً منه بمسؤولية الشؤون الاجتماعية تجاهها، وتحية لجمعية حقوق الإنسان على دورها النبيل مع هذه السيدة المظلومة.

وتحية شكر وتقدير لهذا القاضي الشجاع لحكمه المستند إلى العقل والمعزز من الشريعة الإسلامية، منذ أن أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم حق امرأة شكت زوجها الذي حرمها من الحضانة، وقد صورت علاقتها بابنها بقولها: (كان بطني له وعاء وصدري له سقاء)، فقال عليه الصلاة والسلام: (أنت أحق به ما لم تتزوجي)، بينما نرى الأحكام القضائية الحالية تثبت حق الحضانة للأب أيا كان سلوكه، والنتيجة حصول مآس ٍ وكوارث! وما حادثة البريئة غصون عنا ببعيد! وهي صرخة أطلقها في وجه كل قاضٍ أن ينشد العدالة في مسألة الحضانة ويحكم للطفل بالأفضل وليس الأقوى سواء الأب أو الأم أو الأجداد أو أحد الأقارب.

ولعلها مرحلة نضوج فكري للمجتمع في النظرة المنصفة للمرأة، كما أنها بداية لمرحلة جديدة من القضاء العادل بعد مراحل موحشة كان يبدو فيها القضاة وكأنهم ينتقمون من المرأة!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342






لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد