Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/04/2008 G Issue 12981
الأحد 07 ربيع الثاني 1429   العدد  12981
مأدبة على شرف عربي
محمد بن عبد العزيز الفيصل

عربي قد لا يدرك الكثير من البشر المعنى الحقيقي والبعد الدلالي لهذه الكلمة (الدارجة) معنوياً و(المبتذلة) لفظياً عندما تستخدم في غير مكانها الصحيح - بمعنى أدق - أو عندما يتحدث عنها من يجهلها..!، أو من هو بعيد كل البعد عنها فلا يستطيع التفريق بين من ينتمي إليها فعلياً ومن يدعي الاتباع..!

ولا ألومهم في ذلك فليست لديهم القدرة على التمييز بينها وبين مثيلاتها اللغوية.. حتى هي لم تعد تملك تلك اللمعة البراقة (الساطعة) التي كانت تتمتع بها في الستينات والسبعينات الميلادية من الزمان.

نماذج مشرقة (نادرة) من الرجال الأوفياء الذين استطاعوا التغلب على جميع ميولهم وأهوائهم الجارفة التي انساق خلفها العديد من (المبهرجين) الذين يدّعون العروبة ويصفقون لصداها في كل محفل، أو من (الحمقى) الذين يحاولون تقييم مواقف البشر بشكل سلبي وبعيد عن الحقيقة أو بحسب ما يصل إلى مسامعهم المجالسية العامرة.

من النادر جداً أن نجد شخصاً عربياً لا يعتنق الإسلام ويتعصب للمسلمين ويدافع عن قضاياهم الداخلية والخارجية وبروح حماسية عالية، من يعرف د. مقصود فهو يعرف تماماً تلك المواقف النبيلة التي سجَّلها له الزمن والتاريخ خلال مسيرته السياسية والعلمية الحافلة، فكان ولا يزال على استعداد تام للتخلي عن كل شيء في سبيل الوصول إلى المصلحة العربية التي تمليها تلك المبادئ القومية (الراسخة) التي يمثّل التخلي عنها عنده تخلياً عن الذات وانسلاخاً عن الهوية الوطنية (العربية)، وتتجلَّى هذه الرؤية عند أولئك الذين ينظرون إلى الأقطار العربية كوطن واحد لا يتجزأ فشموليتهم لا تسمح لهم بالتفريق بين بلد وآخر فالمهم عندهم أنه بلد عربي وحسب.

يخطئ بعض البشر - ممن لا تتجاوز ثقافتهم المجالس - عندما لا يتبينون من حقائق الأمور فيعتمدون على حواسهم (النافذة)، وبالذات عندما يتعلق الأمر بتلك الشخصيات (العالمية) ثقيلة الوزن، فيكون حديثهم عنها معتمداً على.. وكالة (سمعت ..وقالوا..!؟)، وعندئذٍ تكون الطامة الكبرى، يتحدث البعض عن سبب زيارة الدكتور مقصود لجامعة الملك سعود ولا يعلمون بأنه في كل عام يُدعَى (رسمياً) إلى مهرجان الجنادرية ليلقي المحاضرات والندوات العلمية.

لم يتردد د. عبد الله الغذامي عندما وصف د. مقصود ب(الضمير العربي) ... نعم إنه يستحق هذا اللقب وأكثر من ذلك، من يسمع د. كلوفيس وهو يتحدث فسيعرف جيداً المعنى الحقيقي والفعلي للعروبة؛ العروبة التي ضلت طريقها في هذا الزمن العولمي فأصبحت غريبة على المجتمع الدولي والعربي الذي لم تعد لديه الرغبة في احترامها وتبجيلها.

د. مقصود الرجل الصادق النبيل العاشق للعلم الذي أدرك خادم الحرمين الشريفين هذه الصفة فيه فتكفل - حفظه الله - بإنشاء كرسي علمي بجامعة جورج واشنطن يحمل اسم د. كلوفيس وكرسي آخر يحمل اسم زوجته الراحلة.

الكثير والكثير من الكلمات لا تملك أن توفي هذا الرجل حقه، فكفانا أن نقول إنه الرجل العربي وحسب.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7448 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد