Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/04/2008 G Issue 12981
الأحد 07 ربيع الثاني 1429   العدد  12981
أضواء
الانفجار القادم
جاسر عبدالعزيز الجاسر

دائماً الضغط يولد الانفجار، وقطاع غزة لم يعد يحتمل الضغط الذي تفرضه إسرائيل والقوى الدولية بهدف إسقاط حكم حماس!!

والغزاويون ليسوا كلهم مؤيدين لحركة حماس وإن تعايشوا مع الواقع بخاصة أن الأمن استتب في القطاع والمخالفات اللاأخلاقية والفساد اختفى إلا انه في المقابل فإن معاناة المواطنيين قد زادت بسبب إجراءات الحصار فلم يعد المواطن الفلسطيني في غزة قادرا على تأمين لقمة عيش أسرته، فلا توجد بضائع وسلع غذائية معروضة للبيع، فضلاً عن عدم قدرة أهل غزة على الشراء بعد أن تردى الوضع الإنساني في غزة إلى الأسوأ، فخط الفقر في القطاع وصل إلى 2.3 دولار في اليوم وهو أقل معدل في أفقر الدول، ومع هذا فقد ارتفع عدد الأسر التي تعيش على دخل أقل من 1.2 دولار للشخص الواحد يومياً، 3% إلى 70% في الأشهر الأخيرة من الحصار.

وفقد حوالي 70% من وظائف القطاع الخاص بسبب الحصار، وقد أدى إغلاق المعابر وهي ستة معابر، معبر واحد مع جمهورية مصر العربية، وخمسة معابر مع الكيان الإسرائيلي، وقد أدى إغلاق هذه المعابر إلى انخفاض في عدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع من حوالي 250 شاحنة إلى أقل من 45 شاحنة، كذلك منعت كل شاحنات الصادرات من مغادرة القطاع التي وصل عددها قرابة ألف شاحنة، وهذا ما أدى إلى إقفال المصانع وتوقفها عن العمل والتي كانت قبل الحصار حوالي 3900 مصنع، أما الآن فقد تقلص عدد المصانع إلى 197 مصنعا فقط بعد الحصار، وهذا ما تسبب بفقد الشباب الغزاوي 33.250 وظيفة، يضافون إلى عشرات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل والذي كان البعض منهم يعمل داخل الكيان الإسرائيلي حيث منع قرابة 24.000 شاب من العمل داخل الكيان.

هذه العقبات والصعاب التي يعاني منها جميع أهل غزة بلا استثناء ولا يتضرر منها مؤيدو حماس فقط، فالمشاكل والمصاعب تعم القطاع وأهله الذين بات عليهم صرف أكثر من 75% من دخلهم على المواد الغذائية هذا إن كان هناك دخل.

أما الخدمات الأساسية فقد أدى تقليص كميات الوقود والنفط المرسل من الكيان الإسرائيلي إلى قطاع غزة، وقطعه في أوقات كثيرة إلى تكرر انقطاع التيار الكهربائي والذي يعمل فقط من 8-12 ساعة يومياً وهو ما أثر سلباً على عمل المستشفيات بصورة خاصة، كما تعاني البنية التحتية من مشاكل حقيقية وتواجه انهياراً تاماً بخاصة في مشاريع المياه والصرف الصحي.

هذا الواقع المؤلم والمأسوي في قطاع غزة والذي يزيده تفاقماً التوغلات الإسرائيلية التي تخلف دائماً دماراً وتدميراً للمنازل والبنى الأساسية كمشاريع الكهرباء والمياه والإسكان وهو ما يزيد من درجات الضغط التي لابد من أن يتبعها انفجار.. وانفجار كبير.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد