Al Jazirah NewsPaper Monday  14/04/2008 G Issue 12982
الأثنين 08 ربيع الثاني 1429   العدد  12982
بين قولين
إجازة (السياحة)
عبدالحفيظ الشمري

ليس هناك أخف من دم إجازة تأتي بهيئة مفاجأة، على نحو إجازة هذا الأسبوع، ولا أجمل منها إلا حينما تكون آتية بعد يومي خميس وجمعة؛ فهي في عين الرضا والسعادة عند الكثيرين طلاباً وموظفين، بل هي ذروة طموح وأحلام غالب الطالبات والموظفات اللاتي يستشعرن فيها مخرجاً مهماً من منغصات (الدوام) والمداومة.

فالصيغة الواضحة في سحابة هذه الأيام أن تكون كسولاً خاملاً، وهذا أمر قد لا يروق مرآه في عين الجد، حتى وإن كان من قبيل التقاط الأنفاس وتخفيف اللهاث وراء الحياة ومنغصاتها بعين أخرى.

أمر الإجازة وتسميتها يبدو أنه لم يخرج عن كونه مجرد اقتراح وتواضع على أمرها فهو في كل الأحوال حيز مبهج ومريح حتى وإن كان قصيراً وسريعاً كمدة اجتماع أسرة (أوبك) التي التأم شملها قبل أشهر في العاصمة الرياض، أو على نحو هذه الإجازة الآن للطلاب في منتصف فصلهم الدراسي الذي يقال عنه إنه طويل وشاق.

ففي مناسبة الإجازة فرصة مواتية لأن تخرج عن كونها مجرد فكرة إلى تمثل مثمر ونافع، بمعنى ألا تكون مجرد عطلة وتوقف مباغت لفك الزحام، والاختناقات المرورية التي يفشل معها كل جهد حضاري مفترض في التنظيم والترتيب.

كيف يتأتى لنا جميعاً أن نفكر بأمر جاد يحقق معادلة الغياب المدرسي والوظيفي بما يقابله من حضور لمثل هذه المناسبات في أذهاننا؟ فمن المناسب أن نقيم الحجة ونقدم الأدلة للمرور والسير في شوارع المدن حول أهمية معرفة أين يقع الخلل؟

ومَنْ المتسبب في أمر هذا الزحام؟ ومَنْ الذي سيتضرر؟ هذا أولاً، وتالياً نود أن تكون السياحة حاضرة في هذا التوجه؛ لكي تكون الإجازة مطابقة لمفهوم ما نعتت به في هذا المقام.

فمن المهم أن نحقق لمثل هذه الإجازات كإجازة (أوبك) في الفصل الدراسي الأول أو إجازة السياحة في هذا الفصل أهدافها، ولنجعلها معياراً حقيقياً لما يمكن أن نحققه في مثل هذه المناسبات، كأن تكون هناك دراسة مهمة تحدد تنوع العلاقات الاجتماعية في هذه الإجازات الطارئة، أو الخلوص إلى فكرة حقيقية عن جهود المرور ووسائل خدمات المجتمع من مستشفيات ودفاع مدني وإسعاف؛ من أجل الوقوف على أبرز التحولات في حياة المجتمع في ظل هذه الإجازات القصيرة.

فربما الزحام هو الجدير دائماً باهتمام المختصين بأمر الحركة المرورية رغم أنهم يشاطروننا الفرحة بهذه الأيام الرشيقة في حضورها، وأمر آخر نتمناه قبل أي إجازة أن تنتفي عن عقول الناس فرضية أن الإجازة خلقت من أجل أن ننام، لنستسهل أمر تحرير تعميم يوعز بالإجازة، لكن من المهم أن تكون هذه البرهة ذات مردود نفسي جيد ومفيد يحقق أهداف الغياب والتوقف من أجل الترويح عن الذات في مشاريع الرحلات أو السياحة الممتعة، ومن ثم تقديم الأفضل في بناء جيل يعمل بقدر ما يفكر بأمر هذه الإجازات.



hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد