Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/04/2008 G Issue 12984
الاربعاء 10 ربيع الثاني 1429   العدد  12984
أضواء
رسالة عبدالله بن عبدالعزيز لأهل العلم
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تنبع أهمية الحديث في مناسبته والمكان الذي قيل فيه، ونوعية المتلقين لذلك الحديث.

وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تحدث أمام نخبة من الأكاديميين العرب لدى رعايته افتتاح اجتماعات مؤتمر اتحاد الجامعات العربية في دورته الحادية والأربعين، ولهذا فإن الحديث ومخاطبة هؤلاء الرجال الذين يحملون أمانة تربية وتعليم الأجيال القادمة، والذين يصونون ثقافة الأمة والحفاظ على هويتها وتطوير فكرها يجب أن يكون بمستوى مسؤوليات هؤلاء المفكرين والتربويين، أساتذة العلم والفكر والثقافة.

حديث يرتقي إلى المستوى الفكري والأكاديمي للحضور؛ فالمتلقون (بنوك فكرية وعقلية) تترجم سلوكنا وتضع القواعد لانطلاق الأمة إلى أفق أوسع، واستثمار أعم للعلم يستهدف خير الإنسانية.

هذا الفهم إيمان بدور رجال الفكر وقدرتهم على خدمة الأمة إن صدقت النوايا وأُحسن العمل، وتفهم خادم الحرمين الشريفين لما يمكن أن تحققه الجامعات العربية ك(مصانع للعلم والفكر والتربية والسلوك) كان واضحاً ومتجهاً للهدف مباشرة، بشفافية وصدق عرف بهما عبدالله بن عبدالعزيز كإنسان أولاً، وكأب وقائد ثانياً يتلمس مصالح دينه ومصالح أبناء أمته وشعبه.

حديثه -رغم قصره- قدَّم بإيجاز ما يمكن أن تقوم به الجامعات العربية من توجيه العقول والنفوس لخدمة الخير ومواجهة الشر؛ فالحديث تضمن محوراً محدداً ومباشراً: (الجريمة تبدأ من العقل المنحرف المريض، وجرائم الإرهاب بالذات لا تولد إلا في أشد العقول ظلاماً وضلالاً).

حكمة استنبطتها خبرة التعامل مع من أشعلوا نار الفتنة والخوف والرهبة في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، خبرة قائد تعامل باقتدار وفهم فأحبط مخططاتهم بالتصدي لهم بأسلوب علمي وعملي بعد درس لأسباب ومنطلقات أعمالهم الإرهابية.

يضيف الملك عبدالله بن عبدالعزيز: (وحين نتصدى للإرهاب، يجب أن نتصدى في الوقت نفسه للفكر القاتل الذي يحول الشباب المغرر به إلى أدوات قتل وتدمير).

هذا التشخيص القاعدة التي بنيت عليها الإستراتيجية السعودية التي وضعها عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة الإرهاب -مما يجعل المملكة العربية السعودية في طريقها بإذن الله لاجتثاث ظاهرة الإرهاب -هو ما يجب أن تهتم به الجامعات العربية، فبالعلم والفكر الصحيح وتنقية الأدمغة المنغلقة من الصدأ الذي أدخله المنحرفون إلى عقول الشباب هو ما يجب أن تهتم به (بنوك المعرفة العربية).

أساتذة الجامعات ومفكرو الأمة وعلماؤها أصحاب العقول النيرة عليهم أن يرفدوا الأمة بعقول متفتحة تطرد الظلام والضلال من أدمغة الناشئة من شباب الأمة، ودفعهم إلى خدمة دينهم وأمتهم بالبناء وإثراء البشرية بالعلم والاكتشافات لصالح الانسان، حتى تزدهر الحضارة وترتقي الإنسانية من أجل خير الإنسان وليس من أجل تدميره وقتله كما يفعل الإرهابيون.

تلك كانت رسالة عبدالله بن عبدالعزيز لمن يحمل أمانة نقل العلم للشباب وغرس المعرفة في عقولهم بتنقية أدمغتهم من الظلام والضلال.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد