Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/04/2008 G Issue 12984
الاربعاء 10 ربيع الثاني 1429   العدد  12984
دفق قلم
الوازع الديني
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}

(قل آمنت بالله ثم استقم)

(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

الوازع الديني هو المِقْود السليم الذي يوجِّه الإنسان إلى الخير دائماً، ولا يكون الوازع الديني مِقْوداً سليماً إلا إذا بُني على فهم صحيح سليم لتعاليم الدين، وشرائعه، وإذا سلم من النفاق والرِّياء، وهوى النفس الأمَّارة بالسوء، وإذا برئ من البدع والشبهات والأهواء التي تتحكم في الإنسان المستسلم لها حتى تريه الحق باطلاً والباطل حقاً.

الوازع الديني القائم على الإيمان القوي الراسخ الصحيح هو الذي يبني عقل الإنسان وروحَه، ويزكيِّ أخلاقه، ويداوي علل نفسه، ويسدِّد رأيه، وينير بصيرته.

الوازع الديني الصحيح هو الذي يقوِّم الفكر والسلوك، ويردع الإنسان عن الأخطاء والمعاصي، وإذا غلبت الإنسان نفسه الأمَّارة بالسوء فوقع في بعض الأخطاء والمعاصي، أعاده الوازع الديني إلى الصواب، وألهمه التوبة والاستغفار، والرجوع إلى الحق.

الوازع الديني الصحيح هو الذي يجعل قلب الإنسان سليماً من الحقد والبغضاء وقصد السوء مهما اختلف مع الآخرين، وهو الذي يحول بين قلب الإنسان وبين الحسد والضغينة والميل إلى الإساءة والانتقام.

الوازع الديني هو الذي يساعد الإنسان على تحويل القيم التي يؤمن بها إلى واقع ملموس محسوس، ومراقبته في السرِّ والعلن.

الوازع الديني الصحيح هو الذي يشعر الإنسان بحقيقة دوره في الحياة، ويذكِّره دائماً بأنه مخلوق للعبادة الخالصة لله وحده، وليس مخلوقاً للتفاخر بالدنيا، والتكالب عليها، والتصارع على حُطامها الذي لا يساوي عند الله جناح بعوضة.

الوازع الديني الصحيح هو الذي يجعل الإنسان عملياً، موضوعياً، عادلاً، بعيداً عن الإفراط والتفريط، إذا أحبَّ اعتدل في حبه وأنصف، وإذا أبغض اعتدل في بغضه وأنصف، فما يظلم إذا قدر، ولا يفجر إذا خاصم، ولا يتحامل إذا خالف، ولا ينمُّ بين الناس، ولا يأكل لحم أخيه إذا غاب.

الوازع الديني الصحيح هو الذي يعلِّم الإنسان الجدَّ والاجتهاد، ويبعده عن الكسل، ويحميه من الانسياق وراء بريق الدعايات، وضجيج الأبواق، وخداع الأباطيل.

إننا بأمسِّ الحاجة إلى بعْث الوازع الديني في نفوس أجيالنا، وتكوينه تكويناً صحيحاً واضحاً على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعند ذلك سنجد الأجيال التي لا يتدحرج فكرها مع الكرة حيثما تدحرجت، ولا يتذبذب موقفها مع المواقف المتذبذبة، ولا يتلعَّب بها أصحاب الأهواء والانحراف الذين يبرزون أمامها في آلاف المواقع الإعلامية بصورٍ متعددة وأشكال مختلفة.

الوازع الديني الذي يُحيي الضمائر، ويحرك النفوس الغافلة، ويهدي العقول الحائرة، ويطمئن القلوب المضطربة هو الطريق الحق إلى النجاة والنجاح، ولهذا نرى الأعداء يركزون على تجفيف منابعه تحت عشرات الشعارات المضلَّلة، فهيا - أيها الأحبة - إلى بناء الوازع الديني الصحيح فالأمة بأمسِّ الحاجة إليه.

إشارة:

خُطاي في الدرب بالإيمان ثابتة فما يزعزعها بغي ولا زور

www.awfaz.com


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد