Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/04/2008 G Issue 12984
الاربعاء 10 ربيع الثاني 1429   العدد  12984
لقد وضعت النقاط على الحروف يا خادم الحرمين
د. فهمي حسن أمين العلي

لقد استمعت كما استمع أبناء وطنك الغالي إلى مضامين كلمتكم السامية في لقائكم السنوي لأعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى، واسمح لي يا خادم الحرمين الشريفين أن أقف مع تلك الرؤى والآمال بعض الوقفات حفظك الله ورعاك.

لقد جسدت في بداية كلمتك -رعاك الله- وفاء الابن البار لأبيه ورددت الفضل في الأمن والاستقرار في هذه المملكة إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى من تأسست وتوحدت على يديه الجزيرة العربية، ودعوت بلسان حالك ومواطنيك بالرحمة والمغفرة له ألا وهو مؤسس هذه الدولة المملكة العربية السعودية الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته التي وضعها على مسار من العلم والورع والتقى ومن ثم تابع المسيرة المباركة من بعده أبناؤه البررة رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، حتى آلت إليك مسؤوليتها فقدتها وولي عهدك الأمين وساعدك وعضيدك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى مشارف التقدم والرقي في إطار التنمية المتواصلة.

يا خادم الحرمين الشريفين إن من أنصت لكلمتكم عرف دون البوح بها بأنها نابعة من القلب لأنها كانت خالصة وصادقة وداعية لإصلاح حقيقي منطلقاً يا خادم الحرمين الشريفين من قول الله سبحانه وتعالى: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

فعلى كل الصعد كانت هناك لمسات وقفات تنمية شاملة اقتصاد متسارع تعمل على تطويره ورفع كفاءته مدن صناعية منشآت عمرانية مدن جامعية وجامعات تعليم راق على كل المستويات وحراك ثقافي وابتكارات ومؤتمرات أخرجت المملكة من الدائرة الوطنية إلى الشهرة العالمية والدولية ولم يغب عنكم يا خادم الحرمين الشريفين أن الاستثمار الحقيقي للوطن يكمن في التنمية البشرية وبناء العقول فأكرمتم الموهوبين ويسرتم الأمر للمبتعثين.

وعلى الصعيد الخارجي جمعت الأشقاء وقاربت بين الفرقاء ومددت يد العطاء للمحتاجين.

وأحطت الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة بعناية خاصة ورعاية وتوسعة شاملة سيسجلها التاريخ وتتذاكرها الأجيال تلو الأجيال.

واليوم أمام هذه النخبة والعالم كله يشهد أكدت في كلمتك يا خادم الحرمين الشريفين أن هاجسك -حفظك الله- هو الوطن والمواطن وكيف تحقق له الرفاه والأمن والاستقرار حيث قلت إنك ستعمل على تحقيق النمو ورفع مستوى معيشة المواطن.

رفع الله قدرك وأعزك وهذا يا خادم الحرمين الشريفين ما يتطلع إليه أبناؤك وإخوانكم من أبناء المملكة الغالية أن ينعموا بحياة رغيدة سعيدة في مسكن آمن وخدمات صحية وتعليمية ميسرة ووظيفة ملائمة أو ضمان اجتماعي تعينه وأسرته على ظروف الحياة الاجتماعية المختلفة في ظل الأمن والأمان ولله الحمد الذي تعيشه بلادنا الغالية بتوجيه من قيادتكم الحكيمة مع عزم وتصميم وتضحية من رجال الأمن المخلصين الأوفياء من أبناء الوطن وفي مقدمتهم رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله.

ثم انتقلت يا خادم الحرمين الشريفين إلى الحياة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الناس جميعاً وأنت تدرك بيقين المؤمن الصادق أن سلوك البشر وتصرفاتهم ليست كلها سواء فيهم من يخطئ ومن يصيب ومنهم المستضعف والقوي وهذه سنن الله سبحانه في خلقه منذ أن خلق الكون، فقلت حفظك الله -وهذا توجيه للمسؤول وغير المسؤول الذكر والأنثى- أوصيكم أن لا يكون بيننا ظالم ومظلوم وحارم ومحروم وقوي ومستضعف، والله لو دقق الجميع في تلك العبارات لساد الرخاء وازداد النماء وأظلنا الله ببركته ورحمته لأن بتلك المعاملة الحسنة بين الناس سيتحقق رضا الله عن الجميع، ثم عدت يا خادم الحرمين إلى نفسك التي بين جنبيك وحاسبتها في الدار الفانية لتريحها بعفو الله ورحمته في الدار الباقية إن شاء الله حين قلت وأشهدت عظيماً على ذلك ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي إلى حد القسوة المرهقة فجزاك الله عنا وعن أبنائك ومواطنيك وجميع المسلمين خير الجزاء.

وأخيراً يا خادم الحرمين قد رسمت منهجاً واضحاً وحددت المسار والطريق في سياسة دولتك الداخلية والخارجية لتكون المملكة العربية السعودية في مصاف الشعوب والأمم الأولى رقياً ومكانة ومهابة ولتبقى كما قلت عزيزة متفوقة وأكدت على المسؤولين وحملتهم أمانة عظيمة أمام مواطنيكم والعالم أجمع ووضعت لهم برنامج عمل ومنهجاً ليرتقوا بهذا الوطن على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.

لقاؤكم السنوي هذا يا خادم الحرمين الشريفين مثال حي على التواصل المستمر بين القيادة والشعب من أجل العمل والبناء والاستمرار في الإصلاحات أدامكم الله وحفظكم وسدد على الخير خطاكم.

مدير حماية البيئة - الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد