Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/04/2008 G Issue 12985
الخميس 11 ربيع الثاني 1429   العدد  12985
أخطار التخييم في الصحراء الناتجة عن الثعابين السامة

بقلم - د. عبدالملك بن عبدالله زيد الخيال

لقد ذكرت فيما سبق بتاريخ 21 و27 من مارس و4 من أبريل 2008م في جريدة الجزيرة، أن التخييم في البر، عادة يتوارثها الناس في جزيرة العرب، وخاصة في موسم الربيع وموسم الأمطار، عندما تتزين الصحاري بغطاء أخضر، وتنقلب الأراضي الجرداء إلى مسطحات خضراء تفوح بأنواع الزهور المختلفة الألوان بإذن الله.

ويستبشر ويفرح بها كل فئات المجتمع السعودي من حاضرة وبادية، وسنشهد هذا الموسم الربيعي الخلاب بعد سقوط الأمطار إن شاء الله في القريب العاجل، وسيتمتع الجميع بالتخييم في البراري والصحاري حيث يستمتع البعض بالمشي في الهواء الطلق بعيداً عن هموم المدينة وصخبها، لكن يقال (الحلو ما يكمل) فهناك خطران من التخييم.

خطر على البيئة، وخطر على المخيمين ومرتادي الصحراء نتيجة جهلهم بأمور السلامة التي تحدثت عنها في المقالات السابقة من حيث السلامة في البر والمخيم، وكل ما يتعلق بالأخطار المتعلقة بالحيوانات الصحراوية والحشرات الضارة والسامة.

وسنتحدث اليوم عن الأخطار المتعلقة بالثعابين السامة المنتشرة في بلادنا. وأهم شيء أن تتذكروا ما قيل سابقاً، أنك إذا ذهبت إلى الصحراء، فلا تأخذ أي شيء إلا الصور، ولا تترك أي شيء إلا الذكريات، ولا تقتل أي شيء إلا الوقت واهتم بنظافة وسلامة البيئة وكن صديقاً لها وأخيراً أقول أنا (ابعد عن الشر وغني له).

قبل الحديث عن أخطار الثعابين يجب أن نعرف بعض الحقائق عنها، فمثلاً لا يوجد رابطة اجتماعية أو علاقة أسرية بين الثعابين ولكن سبحان الله، تجتمع الإناث والذكور فقط في موسم التزاوج الموجودة في نفس البيئة للتزاوج، وذلك عن طريق رائحة مميزة تنطلق من الإناث في وقت محدد من السنة تجذب إليها الذكور وتتم عملية التزاوج، ثم ينفصل كل عن الآخر مباشرة ولا تبقى بينهما أي علاقة فيما بعد، وبالتالي فليس للذكر إناث خاصة به. وبعد عدة أسابيع تضع الأنثى البيض في مكان مناسب وتتركه دون رعاية عدا بعض الأنواع القليلة التي تبقى مع البيض حتى يفقس ثم تترك صغارها تعتمد على نفسها، وبعض الأنواع من الثعابين قد تلد صغاراً بعد الاحتفاظ بالبيض داخل جسمها حتى يفقس ثم تخرج الصغار وتتركها الأمهات تعتمد على نفسها، لذلك الثعابين أيضاً ليس لديها أمومة أو علاقة أسرية اجتماعية وهي وحيدة المعيشة.

والثعابين لا تقذف السم في الطعام عندما تجده أمامها، أو حتى إذا مشت عليه كما يعتقد البعض، وبالتالي لا تؤثر عليه من حيث السمية، كما أنها لا تأكل من تلك الأطعمة المطبوخة أو غير المطبوخة، لأن غذاءها عبارة عن حيوانات حية مثل الفئران وغيرها من الطيور الصغيرة، التي تقوم بصيدها بنفسها وبلعها وهضمها يأخذ وقتاً طويلاً.

وهي ليست حيوانات شريرة كما يعتقد البعض، والدليل على ذلك أنه عندما يكون الإنسان نائماً فإنها تمر بالقرب منه دون أن تهاجمه أو تعضه، لأن جميع الأفاعي والثعابين لا تهاجم، ولكنها تدافع عن نفسها بالعض إذا ضايقها أحد الأشخاص في بيئتها وشعرت بالخطر. ولا توجد مواد خاصة تطرد الثعابين، وعموماً صغار السن يتأثرون بالسم أكثر من الكبار، وكبار السن أكثر من الشباب القوي، وأن عضة الثعبان أو الحية السامة الكبيرة والجائعة أخطر من عضة الثعبان الصغير أو الثعبان الشبعان.

وتذكروا أن تأثير سم الثعبان على البشر يتم إذا وصل إلى دم الإنسان عن طريق اللدغ فقط، ولكنه لا يؤثر على الإنسان عند وصوله إلى الفم من خلال الشرب أو أكل الثعبان، وإذا كنت جائعاً في البر ولم يتوفر من الأطعمة إلا صيد ثعبان، فقم بفصل رأسه وشويه أو طبخه.

والأفاعي في حالة كسر أنيابها فإنها لا تستطيع العض وتوصيل السم إلى الفريسة، وبالنسبة لها فإن كل ناب خلفه ناب بديل في حالة كسر الناب الأساسي ولا تعود الأنياب إلا بعد فترة طويلة. والثعابين تبقي سمومها في غددها السامة ولا تفرغها إلا في حالة العض لأي فريسة. وهناك بعض البشر أجسامهم تعودت على سم الأفاعي وتكونت لديهم مناعة، مثل بعض صائدي الثعابين لأنهم ينجون في كل مرة يلدغون، خاصة إذا كانت الأفاعي صغيرة.

وعلى الجميع قبل إقامة المخيم استكشاف المنطقة أولاً، والبحث عن أي آثار أو جحور للحيوانات خاصة الثعابين، والابتعاد قدر الإمكان عن المناطق التي يحتمل اختباء الثعابين فيها مثل مناطق الشجيرات والصخور وجحور القوارض والضبان. وتلك التي يتواجد بها بقية أطعمة أو نفايات مخيمات سابقة حيث إن تلك المناطق تجلب الفئران التي بدورها تجلب الثعابين التي تملك جهازاً دقيقاً داخل جسمها، حساساً جداً لدرجات الحرارة التي بها تتعرف على فرائسها من خلال حرارة أجسامها مثل القوارض والطيور وغيرها. وأنصح الجميع باستعمال عصا قوية أو عمود من الحديد لرفع وتقليب الأحجار الكبيرة بحذر، فقد يكون مختبئاً تحتها أفعى قد تتسبب في أذى أحد أفراد العائلة أثناء الليل، ولذلك حذر أطفالك وأكرر حذر أطفالك بعدم تقليب الصخور في الصحراء، كما لا تنسَ أن تقوم بتنظيف الخيام في جميع الأوقات حتى لا تتجمع أي قوارض الجاذبة للثعابين.

ويجب على الناس الذين يقطنون في أماكن تنتشر فيها الثعابين أن يرتدوا الأحذية الطويلة وسراويل واقية لأن أكثر من نصف العض يكون في الأجزاء السفلى من الساق تحت الركبة بكثير، كما تجنب السير ليلاً إذا استطعت خاصة في مناطق الأعشاب الكثيفة والكهوف والجبال والمناطق الصخرية الوعرة، كما يجب الحذر عند المشي في المناطق الرملية وبالذات عند تجمعات النباتات حيث تتوفر جحور القوارض المختلفة وتكثر الثعابين، كما تجنب لمس الشجيرات باليدين خاصة ليلاً لاحتمال وجود ثعابين. وعدم محاولة قتل الثعابين إذا لم تكن هناك ضرورة أو خطر منها لأن كثيراً من الناس يتم عضهم في مثل هذه المحاولات، وإذا اضطررت للمشي ليلاً فاحملْ معك كشافاً يعمل على البطارية، لكشف طريقك، والنظر جيداً إلى موطئ القدم، وتوقف بحذر عند سماع صوت فحيح، وهو صوت يصدر من احتكاك حراشف جلد الثعبان ببعضها عند زحفه أو نتيجة النفخ أو سحب الهواء للداخل للانتفاخ، ومن الضروري ولزيادة الحرص تفقد الملابس والأحذية يومياً كل صباح قبل ارتدائها للتأكد من عدم وجود ثعبان يكون قد بحث عن الدفء ليلاً فوجده في ملابسك.

وعند تعرض أي شخص إلى عضة ثعبان سام فستظهر ثلاثة أعراض عبارة عن ألم شديد جداً وتورم في مكان العضة، وتغير لون الجلد إلى اللون الأزرق المحمر خلال النصف ساعة الأولى. وفي هذه الحالة، يجب على الملدوغ أن يكون هادئ الأعصاب وألا ينزعج أو يخاف، حتى لا تزداد سرعة نبضات القلب، التي قد تؤدي إلى سرعة سريان السم في الجسم وبالتالي حدوث تأثيراته الخطيرة، وضع الملدوغ ممداً على جانبه الآخر البعيد عن العضو الملدوغ وذلك لاحتمال حدوث القيء وعدم ارتجاعه أو سده لقناة التنفس. وارفع العضو المصاب إلى أعلى، قدر الإمكان وثبته على هذا الوضع. وفي الحال اربط العضو المصاب بين مكان اللدغة والقلب بحيث ألا يكون الربط شديداً حتى لا يمنع تدفق الدم تماماً ولا مرتخية فلا تفيد. ويقال سابقاً اعمل شقاً لتوسيع مكان العضة بموس أو سكين نظيفة (عقمها بتعريضها للنار). واضغط على العضو المصاب من أسفل وأعلى مكان العضة والاتجاه بهما إلى مكان الشق وذلك لعصر السم خارجاً، كما قيل سابقاً إنه من المستحسن وضع ثلج إذا وجد على مكان العضة وذلك لتعطيل سريان السم في الدم، وانقل المصاب فوراً إلى أقرب مستشفى (ومن الضروري اصطحاب الأفعى المقتولة) وذلك لمعرفة المصل المناسب حتى لا يكون هناك وقت مهدر لمعرفة نوع الثعبان وبالتالي معرفة نوع المصل الذي سيستخدم، لأنه بحمد الله تعالى وبفضل كثير من الرجال في بلادنا، يوجد أمصال متخصصة لبعض أنواع الثعابين الموجودة في المملكة مثل الأفعى المقرنة والحية النافثة وأفعى السجاد الشرقي وأفعى الحراشف المنشارية والكوبرا العربية والصل الأسود وأمصال ضد العقارب أيضاً، وهي منتجة محلياً من قبل مركز الأمصال بالحرس الوطني. وبحمد الله تتوفر هذه الأمصال المضادة لسموم الثعابين في المراكز الطبية والمستشفيات خاصة في المدن والقرى التي ينتشر في براريها الثعابين السامة.

وللعلم الأمصال عبارة عن أجسام مضادة للسموم فلذلك لا يمكن إعطاؤها الشخص قبل تعرضه للعضة، ويقال إنه من الصعب جداً نقل الأمصال معك للبر واستخدامها عند تعرض أحد الأشخاص لعضة أفعى لأنه يجب عمل اختبار حساسية قبل الشروع في إعطاء المصل، وذلك تحت إشراف طبي، مع العلم بأنه يجب أن تحفظ الأمصال في مكان بارد، واختبارات الحساسية التي تعمل في المستشفى مفيدة لمعرفة مدى تقبل الشخص المصاب للمصل المستخرج من الخيول أو المصل المستخرج من الماعز أو هل يحتاج إلى أمصال أخرى موجودة في مركز الأمصال. لذلك ليس هناك أي مواد يمكن أن يتناولها الإنسان أو يحملها معه للبر لحمايته من العضات، إلا ما يباع في المحلات المتخصصة في أغراض الرحلات أو الصيدليات التي قد تساعد على استخراج السم مثل شافط الدم المستعمل في حالات عضات الثعابين، ووضع الرباط على العضة. ويحذر الدكتور محمد الأحيدب مدير مركز الأمصال بأن ما يفعله البعض حيال الشخص المصاب بلدغة الثعبان من طرق علاج شعبية، لا تفيد المصاب في شيء مثل وضع التمر أو البنزين أو بعض المواد الطبيعية التي يعتقد البعض عندما يرى مكان العضة يفرز مادة صفراء أنها تمتص السم فهذه الأمور كلها لا تفيد بل إن هذه الإفرازات الصفراء هي رشح بسبب بلازما الدم يعقب أي لدغ بصرف النظر عن نوعية العلاج، كما يقول إن هناك معتقدات طبية قديمة خاطئة ومنها جرح المكان المصاب لامتصاص السم عن طريق الفم، حيث أثبت الطب الحديث عدم جدوى هذه الطريقة بل على العكس قد تكون سبباً في التهاب الجرح وتفاقم المشكلة، كما يؤكد أن التصرف السليم حيال الشخص المصاب كما ذكرت بعاليه هو ربط المكان بين الجرح والقلب ربطاً متوسطاً بحيث لا يمنع سريان الدم في الجسم ورفع العضو المصاب إلى أعلى والإسراع إلى أقرب مركز صحي إذا كنت تضمن توفيره للأمصال، وإذا كان لديك شك في إمكانيات المركز أو المستوصف فتوجه إلى أقرب مستشفى والله الحافظ، لأن المصل المضاد لعض الثعابين الذي ينتجه المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات متوفر لدى جميع المستشفيات والمراكز الطبية.

وفي منطقة عسير بلغ عدد الإصابات لعام 1427هـ ما مجموعه 4359 حالة لدغ عقرب وثعبان منها 1274 حالة عولجت وأخرجت من المستشفى و1206 نومت بالمستشفيات و1879 حالة تحت الملاحظة، بينما في منطقة الرياض بلغ عدد المصابين في عام 1427هـ 4118 حالة منها 1765 حالة عولجت وأخرجت من المستشفى و733 نومت بالمستشفيات و1620 حالة تحت الملاحظة.

والجدول التالي يبين أن عدد من عولج من عضات الثعابين حوالي 2894 شخصاً في عام 1415هـ والعقارب حوالي 37572 شخصاً أي بمجموعة 40466 حالة، وقل العدد حيث بلغ عدد الحالات خلال الأربع سنوات الماضية أكثر من 120000 حالة بمعدل 30306 حالة لدغ عقرب وثعبان في كل سنة، غالبيتها لدغات عقارب. واللدغ بنسبة الثلث للإناث والثلثين للذكور.

جدول (1) يبين عدد لدغات العقارب والثعابين لعام 1415هـ وبين أعوام 1424-1427هـ بمعدل 30306 حالة (إحصائيات وزارة الصحة بالمملكة)

السنة عدد الإصابات ذكور إناث

1415 40466

1424 32079 21130غ 10949

1425 30884 20867 10017

1426 30716 20120 10596

1427 27546 18195 9351

المعدل 30306

جدول (2) يبين حالات لدغ العقارب والثعابين بمناطق المملكة المختلفة لعام 1427هـ، ونسبة أعلى حالات الإصابة في منطقة عسير ثم الرياض تليها المدينة المنورة ثم جيزان. (حسب إحصائيات وزارة الصحة)

عدد حالات لدغ العقارب والثعابين في مناطق المملكة

المنطقة علاج وخروج تنويم بالمستشفى تحت الملاحظة مجموع

الرياض 1765 733 1620 4118

مكة 421 242 34 697

جدة 584 169 83 836

الطائف 321 305 965 1591

الأحساء 45 17 113 175

حفر الباطن 203 66 97 366

الشرقية 732 67 263 1062

تبوك 162 261 831 1254

القريات 191 40 0 231

الحدود الشمالية 23 182 53 258

الجوف 83 538 209 830

المدينة المنورة 731 58 8 1499 2818

القصيم 305 301 824 1430

حائل 190 341 786 1317

عسير 1274 1206 1879 4359

جيزان 1183 595 828 2306 نجران 645 180 43 868

بيشة 142 30 254 426

الباحة 570 281 585 1436

القنفذة 559 152 457 1168

المجموع 27546

وثقافة الخطر تتوجب معرفتنا بتعريفات معينة ومعلومات تفيدنا في مجال موضوع مقال اليوم وغيره من الموضوعات، لنفيد منها كل من يحيط بنا من أولاد، أحفاد أو أصدقاء لتعم المعرفة إن شاء الله وتقل الإصابات من جراء لدغ العقارب والثعابين، والله الحافظ دائماً.

ولنبدأ بتعريف كلمة (أفعى) أو (حية) التي تعني ثعباناً ساماً جداً، مثل الأفعى المقرنة (حية أم جنيب) والأفعى النفاثة وأفعى الطفى المنشارية وأفعى السجاد الشرقي. والحية أو الأفعى لها في العادة رأس مثلث الشكل أعرض من أجسامها ورقبة قصيرة، وذيل قصير، وهناك ثعابين لها رؤوس صغيرة ومع ذلك فهي سامة مثل أي ثعبان أسود اللون سام جداً مثل الصل الأسود والثعبان الأسود الخبيث، الذي يحتوي فمها على زوج من الأنياب الحادة الطويلة التي تتصل بقناة السم التي تقع في أعلى الفك العلوي، وأما باقي الأنواع فبعضها نصف سام تتميز بوجود أنياب تشبه المحقن ويكون لها قناة سمية تفتح فيه ولكنها غير كاملة وسمها ضعيف، والبعض الآخر غير سام وتتميز بعدم وجود أنياب للسم في فمها. أما كلمة ثعبان فتطلق على معظم الثعابين غير السامة التي رأسها مثل بقية جسمها وذليها طويل. وللعلم أيضاً أي ثعبان بحري يعيش في الخليج العربي سام جداً. وعموماً يجب الحذر من جميع أنواع الثعابين وعدم الاستهتار بها بأي صورة مهما كانت الأحوال. ويذكر السعدون والفراج وجود حوالي 23 نوعاً من الثعابين السامة بالجزيرة العربية منها 7 أو ثمانية أنواع بمقدرتها إحداث عضة سامة قاتلة.

جدول (3) أنواع الثعابين السامة في المملكة

ومناطق وجودها (محور عن السعدون والفراج)

المنطقة الوسطى الشرقية الغربية الشمالية الجنوبية

الأفعى المقرنة 0 0 0 0 0

أفعى السجاد الشرقي 0 - 0 0 0

الصل الأسود 0 0 - 0 -

الثعبان الأسود 0 - 0 - 0

ثعبان أبو العيون 0 0 0 0 0

ثعبان

أبو السيور الشجري 0 0 0 0 0

ثعبان شبيه القط 0 - 0 0 0

الأفعى النفاثة

(النافثة) - - 0 - 0

الكوبرا - - 0 - 0

أفعى الطفى المنشارية - - - - 0

الثعابين البحرية - 9 أنواع - - -

كما يذكرون أيضاً أن أكثر الحيات انتشاراً بالمملكة العربية السعودية هي حية أم جنيب السامة جداً، وسميت بذلك نظراً لتحركها جانبيها، وتسمى أيضاً (بالأفعى المقرنة) نظراً لوجود زوجين من الزوائد في أعلى رأسها، وهي عادة تدفن نفسها في الرمل ولا يخرج منها إلا عيونها وقرونها فقط، وبالتالي فلا يستطيع الشخص أن يراها في حالة دفنها لنفسها لأن لونها مشابه تماماً للون الرمل المحيط بها، ويختلف من الرمادي إلى اللون الأسمر المحمر. وهي تعيش وتنتشر في كل مناطق المملكة شمالها وجنوبها شرقها وغربها، ولكنها لا توجد في المناطق المرتفعة التي يتعدى ارتفاعها 1500 متر، وهي تفضل البيئات الرملية كما توجد بالقرب من البيئات الصخرية، وهي ليلية المعيشة، ومسؤولة عن معظم حالات العض، وذلك نتيجة انتشارها الواسع مقارنة مع الأنواع الأخرى التي ينحصر وجودها في مناطق محددة، وسمها يهاجم الجهاز الدموي ويكسر خلايا الدم.

والأفعى النفاثة أو النافثة أو النافخة فسميت بذلك بسبب أنها تملأ جوفها بالهواء ثم تخرج إلى الخارج بصوت عالٍ مع نفخ شديد، وتسمى أيضاً (أم شكوة أو أم مشكي) في بعض مناطق الجنوب مثل النماص والباحة وغيرها من المناطق. وأيضاً يطلق عليها (النوامة) وأقترح استعمال مصطلح الأفعى الساكنة بدل النوامة بسبب أنها تقضي أغلب أوقاتها ساكنة لا تتحرك في مياه البرك والمستنقعات وليست نائمة، تنتظر أن تأتي إليها فرية إما من طيور صغيرة أو ضفادع أو سحالي أو أرانب أو سمك. وتمتاز برأسها العريض والمغطى بالحراشف المتراكبة، ولها عنق دقيق وجسم ضخم أسطواني وذيل قصير تتراوح أطوالها بين 70 و86 سنتيمتراً، لونها رمادي يعلوه علامات بنية أو سوداء، ويتطابق في كثير من الأحوال مع لون البيئة التي تعيش فيها، كما توجد في البيئات الصخرية في المنطقة الغربية والجنوبية، خاصة في المناطق التي يكثر بها المطر مثل المناطق من جبال السروات المحيطة بأبها والباحة وخميس مشيط. وأغلب عضاتها تحدث عندما يطأها الشخص ليلاً، وهي شديدة السمية وسمها يهاجم الجهاز الدموي.

أما أفعى الطفي المنشارية أو (الحية الرقطاء) كما يطلق عليها أهل الجنوب، فهي من الأفاعي السامة الخطيرة جداً، تمتاز برأس مثلث مغطى بحراشف صغيرة، وبعض الحراشف على الظهر والجوانب داكنة اللون، تشكل شكلاً يشبه المنشار، كما تتميز بمقدمة رأس أو بوز قصير ومستدير وذيل قصير طوله 7 سنتيمترات، وقد يصل طول الأفعى إلى 72 سنتيمتراً، وتوجد في بيئات مختلفة من المنطقة الجنوبية الغربية خاصة في مناطق الرمال وقد تسبح في الماء، وتتحرك بسرعة عجيبة بطريقة ثعبانية في العادة وأحياناً بحركة جانبية مثل حية أو جنيب. وهي تعض أكثر من مرة وبسرعة كبيرة إذا شعرت بالخطر ولها ضحايا كثيرة، ويهاجم سمها الفعال الجهاز الدموي.

أما الرقطة أو ما تسمى بالأفعى الخبيثة أو أفعى السجاد الشرقي، أو أفعى السجاد الخبيثة فرأسها صغير مثلث الشكل وعلى رأسه تاج يميزها يشبه الصليب وذيلها قصير، ولونها يشبه لون البيئة التي تعيش فيها ويميل إلى اللون البني المحمر، جسمها عليه بقع فاتحة اللون أشكالها تشبه أشكال السجاد الشرقي، وقد يصل طولها إلى 75 سنتيمتراً، وهي سامة جداً وتعتبر من أخطر الأفاعي بعد المقرنة في عدد العضات، لأنها توجد في جميع مناطق المملكة الجبلية ما عدا المنطقة الشرقية، ولها طباع الحية الرقطاء، وقد تقذف رذاذ السم إذا ما حوصرت، كما أن لها قشوراً مضلعة على جانبي الجسم مما يجعل صوت هذا النوع خشناً ومزعجاً عند إثارتها.

والله ينجيكم من الأبتر، وهو الثعبان الأسود الخبيث السريع الحركة، ويعتبر من أخطر الأنواع وتم العثور على نوعين منه يختلفان بعدد الحراشف على الجسم، الأول وجد في أماكن كثيرة منها الدرعية والزلفي وعنيزة وحائل في المنطقة الوسطى أما النوع الآخر فعثر عليه في المنطقة الغربية والجنوبية في عسير وعلى امتداد ساحل البحر الأحمر حتى جيزان وجنوباً من ذلك ويسمى في الجنوب بالأسود أو الحنش الأسود. وسمي بالخبيث لمقدرته على العض لأن أنيابه متحركة، ولونه أسود لامع ورأسه صغير مثل باقي الجسم، وقد يصل طوله إلى 80 سنتيمتراً، ذيله قصير، ويوجد في البيئات الجبلية الصخرية، كما أنه يدفن نفسه، ولا يظهر على السطح إلا للتغذية، وسموم هذا الثعبان من أشد الأنواع سمية قد تسبب آلاماً موضعية وخدر بمكان العضة وتحلل وتآكل الأنسجة حول مكان العضة وغثيان وتلف الكبد وفقدان الوعي، وقد تسبب في كثير من الوفيات في مناطق عسير خاصة في غامد وزهران.

وأخطر وأشرس الثعابين السامة في المنطقة الجنوبية والغربية من المملكة العربية السعودية، الذي يجب الاحتراس منه، هو الكوبرا العربية أو كما سميه البعض حنش الأحناش أو الداب، بسبب حدة طباعه، وسرعة حركته، لذلك لا تتحرك إذا كنت بالقرب منه، لأنه قد يهجم عليك إذا شعر بالخطر منك. وأهم ما يميزها كبر حجم وطول أفرادها، الذي قد يصل إلى أكثر من مترين، وألوانها مختلفة حسب البيئة المحيطة من لون بني أو مخضر على الظهر وأصفر من ناحية البطن، وأهم ما يميزه قدرته على نفخ رقبته ورفع ثلثه الأمامي مما يخيف من يقابله، وهو ذو معيشة نهارية، ويشكل خطراً على المزارعين في المنطقة الغربية والجنوبية لكثرة وجوده في المزارع بالقرب من الأحواض المائية، لسهولة حصوله على فريسة من ما يتردد على تلك الأحواض من الطيور أو الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والسحالي والضفادع.

أما الصل الأسود أو كوبرا الصحراء أو اليام أو الصل، فيعتبر من الثعابين الشرسة، وقد يهاجم إذا شعر بالخطر، وعضته قاتلة قد تسبب الوفاة، لأنها تؤثر على الجهاز العصبي، مسببة شللاً للجسم، ولون ظهره أسود لامع، أما بطنه فأغبر، وطوله قد يصل إلى أكثر من متر، رأسه أعرض من رقبته، وذنبه قصير ودقيق، ويوجد في المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية من المملكة العربية السعودية غالباً في جحور الضبان، لكنه يختلف عن الكوبرا العربية بعدم قدرته على نفخ رقبته وسواد ظهره، كما أنه ليلي المعيشة.

وبجانب ما ذكرته من أنواع الثعابين السامة، هناك ثلاثة أنواع أخرى من عائلة الثعابين الحقيقية، خلفية الأنياب أي أن أنيابها توجد في مؤخرة الفك، ولذلك فإن سميتها ضعيفة لصعوبة إيصال السم عندما تلدغ مقارنة بالأفاعي والصلال ذات الأنياب الأمامية الموقع والسمية العالية، وهي ثعبان أو العيون أو الحنش، وثعبان أبو السيور الشجري ويسمى الزاروق وثعبان شبيه القط، والموجودة في جميع مناطق المملكة، والأخير منها لا يوجد في المنطقة الشرقية.

وثعبان أبو العيون أو الحنش أو الداب كما يسميه الناس في مناطق كثيرة، لونه رملي مصفر مع وجود نقط بنية على ظهره، مع وجود بقع سوداء خلف الأعين تبدو من بعيد على أنها أعين إضافية، لذلك سمي أبو العيون، يتواجد في البيئات المختلفة مع الأفعى المقرنة، وهو ليلي المعيشة، ويشبه الكوبرا العربية خاصة عندما يرفع جزأه الأمامي وينفخ رقبته عندما يشعر بالخطر.

وثعبان أبو السيور الشجري له خطان يمتدان على جانبيه، لذلك كانت التسمية، ويسمى الزاروق لسرعته، ويتلون حسب البيئة، كما قد يصل طوله إلى أكثر من متر، رأسه صغير بنفس حجم الجسم، وذيله طويل، وهو يكثر حول الشجيرات في المناطق الخضراء، ينشط نهاراً.

وثعبان شبيه القط يسميه الناس في المنطقة الغربية الحنش، عيونه تشبه عيون القط لذلك سمي شبيه القط، لونه بني محمر، الرأس مميز عن العنق والذيل قصير، يعيش في المناطق الجبلية الصخرية، خاصة في جبال السروات، ولا يوجد في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.

كما أن هناك ثعابين غير سامة منها الثعبان الأنيق الذي يتميز بألوانه الزاهية، والثعبان الأرقم أو ثروان أو الحنش المنتشر في كل مكان تقريباً، والثعبان الصخري الموجود في المناطق الجنوبية الغربية بجانب قلة وجوده بالمنطقة الوسطى. والثعبان الدفان أو الدساس الذي يغوص في الرمال.

وللمتنزهين في المناطق البحرية من المنطقة الشرقية ومحبي السباحة، فإنه بجانب وجود الثعابين الصحراوية التي ذكرتها، هناك ثعابين بحرية لا تهاجم الإنسان بسبب سلوكها غير العدواني، التي يوجد منها 9 أنواع في منطقة الخليج، تتغذى على الأسماك. ويتميز شكلها العام بوجود ذيل قصير، متحور على شكل زعنفة للسباحة، ويمكن تمييزها عن طريق وجود فتحات أنف بها، كما لا يوجد قشور على سطح جلدها. ولها أنياب قصيرة تفتح قنوات السم عند أطرافها. وكثير من سموم الثعابين البحرية خطير جداً.

وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع وأرجو المعذرة من أي قصور. ويجب التنويه أنك إذا أردت المزيد من المعلومات عن الثعابين في المملكة، فقم بزيارة للمركز الوطني للأمصال لمشاهدة تلك الأفاعي والثعابين عن قرب والحصول على نشرات توضيحية وترى الجهود الجبارة المبذولة لتزويد بلادنا والبلدان المجاورة بالأمصال، كما أن هناك كتاباً قيماً، استمتعت بقراءته من تأليف الزملاء السعدون والفراج من كلية العلوم بجامعة الملك سعود. وأخيراً أتقدم بشكري لأخي الدكتور محمد الأحيدب لتزويدي بالصور المرافقة للثعابين السامة بالمملكة العربية السعودية كما أشكر المسؤولين بوزارة الصحة لتزويدي ببعض الكتب الإحصائية السنوية.

والله يحفظ الجميع من كل سوء، ودمتم سالمين. والله من وراء القصد.





للتواصل مع الكاتب: abdulmalikalkhayal@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد