Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/04/2008 G Issue 12985
الخميس 11 ربيع الثاني 1429   العدد  12985
من أسباب وقوع الجريمة
خلف بن محمد بن عبدالله العرم - عضو هيئة التحقيق والإدعاء العام

في هذه الآونة الأخيرة انتشرت الجريمة بشكل لافت وتعددت طرقها وأساليبها من شخص لآخر والبعض يتساءل عن هذا السبب: لماذا انتشرت الجريمة؟ وما أسباب ازديادها؟

وبصفتي (عضوا بهيئة التحقيق والادعاء العام) وعملي يختص بالجريمة ويعيش أجواءها وحيثياتها كان لزاما علي أن أكتب عن بعض أسبابها الرئيسة وذلك محاولة لتعريف القراء بهذه الأسباب ومحاولة علاجها من قبل المجتمع ومن هذه الأسباب:

1- ضعف الوازع الديني الذي يعتبر من الأسباب الرئيسة في انحراف الأولاد وقد تبين أن ضعف الوازع الديني كان سببا في ارتكاب كثير من الجرائم وذلك لأن وجود الوازع الديني يكون رادعاً للشخص من فعل الجريمة لأن هناك محاذير شرعية تحرم على الشخص الوقوع فيها فوجود الوازع الديني يكون حصنا منيعاً للشخص من الانحراف وسلوك طريق الجريمة أياً كان نوعها - بإذن الله - والعلاج لا يمكن أن يكون ناجعا إلا بتربية أولادنا على العقيدة الإسلامية ومراقبة الله والخوف من انتهاك حرمات حدوده وأوامره.

2- التربية السليمة الخالية من الإفراط والتفريط والشدة والتساهل والاهتمام بالأسرة من قبل الوالدين نفسيهما فنسبة كبيرة من المجرمين وبعد النظر لأحوال أسرهم وكيفية التربية نجد أنهم لم يأخذوا بمنهج الإسلام في التربية وبنظامه في التكوين والإعداد وقد رأينا كيف يسيء بعض الآباء والأمهات إلى أولادهم حينما يقسون بالضرب أو بالحبس فيقسو عليهم في التربية أو يكلون تربيتهم إلى الخدم والخادمات، وما أحسن ما فعله عمر حين علم أن أبا لم يقم بحق ولده عليه في انتقاء أمه وتحسين اسمه وتعليمه القرآن... فلم يلبث إلا أن صرخ في وجهه قائلاً: جئت إليّ تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، فجعل الأب حين أهمل تربية ولده هو المسئول الأول عن عقوقه وانحرافه.

3- الفراغ سبب رئيس في انحراف الأولاد، فقد تبين أن40الجزيرة من المحكوم عليهم بجرائم جنسية لديهم أوقات فراغ طويلة في اليوم تمتد من 7 إلى 12ساعة، وهناك 35الجزيرة من المجرمين يشعرون بفراغ طويل أكثر من 12ساعة يوميا والعلاج يكون بشغل فراغ الأولاد بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم.

4- من العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ولقد ذكر كثير من الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية المحرمة والعلاج يكون بأن يراقب الآباء والأمهات أولادهم مراقبة تامة خاصة في سن التمييز والمراهقة، ليعرفوا من يخالطون، ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون.

5- الطلاق سبب رئيس في انحراف الأولاد وذلك بسبب تفرق الوالدين فيكون الأب مشغولا مع زوجته الثانيه وأولاده منها، والأم تكون قد تزوجت زوجا آخر فيصبح الأولاد ضحية هذا الشتات، ونسبة الطلاق منتشرة وواضحة في المجتمع السعودي وأن العلاج يكمن في أن يقوم كل من الزوجين بأداء حقوقه ناحية الآخر وأن تتخذ الاحتياطات الشرعية قبل الطلاق من الوعظ والإرشاد والهجر في المضاجع والضرب غير المبرح وأخيراً اللجوء إلى التحكيم.

6- من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد احتداد النزاع واستمرار الشقاق بين الزوجين وكثرة المشاكل بينهما والعلاج يمكن في اختيار الزوجة على أساس الدين والصلاح والمعرفة.

7- البطالة سبب رئيس في انحراف الأولاد وقد انتشرت في مجتمعنا انتشارا كبيرا وعلاجها يكمن في تأمين سبل العمل للعاطلين سواء أكان ذلك في أجهزة الدولة أم في القطاع الخاص بعد تدريبهم وتعليمهم حتى يكونوا منتجين. أما إذا كانت البطالة بطالة كسل وخمول فينبغي سوقه بالقوة إلى العمل وإلزامه به إذا كان محتاجا للعمل، فإن كان سبب البطالة العجز أو الشيخوخة أو المرض فعلى المجتمع كل حسب قدرته أن يرعى حق هؤلاء ويؤمن لهم سبل العيش الأفضل.

8- وكذلك من أسباب وقوع الجريمة تعدد الثقافات وذلك بتعدد الجنسيات الوافدة حيث إن كثيرا من العمالة الوافدة تصدر الجريمة للمجتمع السعودي وهذا ما نراه في هذا الوقت بحيث تكثر جرائم العمالة وبعضها جرائم غير متعارف عليها في المجتمع السعودي فيكتسب الشاب هذه الجريمة ويتعلمها بكافة تفاصيلها الدقيقة.

هذا ما تيسر لي جمعه فإن كان من صواب فهو من الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان.












 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد