Al Jazirah NewsPaper Friday  18/04/2008 G Issue 12986
الجمعة 12 ربيع الثاني 1429   العدد  12986
رئيس المحكمة العامة بالقريات ل(الجزيرة):
الدعاية المغرضة والإعلام المضاد سبب نشر الفتنة وفكر الغلاة

القريات - خاص ل(الجزيرة)

أكد فضيلة الشيخ إبراهيم بن جاسر الجاسر رئيس المحكمة العامة بالقريات على أن محاربة الغلو والتكفير والإرهاب مهمة عاجلة وضرورية وتقع على عاتق العلماء والمفكرين والمثقفين، وطالب الشيخ الجاسر بتضافر الجهود التربوية والإسلامية في مواجهة هذا الخطر، وقال إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- (لا غلو في الدين ولا مساومة على الوطن) يجب أن يكون شعارنا جميعاً في إستراتيجية مواجهة الإرهاب، جاء ذلك في الحوار مع الشيخ الجاسر الذي خصص للحديث عن الإرهاب والتكفير وفيما يلي نصه:

* الغلو السبب في جنوح الشباب نحو العنف والإرهاب.. كيف ترون خطورة هذا الموضوع؟

- إن موضوع الغلو لأمر جدير بالاهتمام وبذل الجهد، وإنه لأمر خطير، وخطورة الغلو في أنه يؤدي إلى الشرك أو ذريعة له، كما أنه يؤدي إلى العدوان والظلم أو ما يسمى الآن بالإرهاب والتطرف، والإسلام دين يدعو إلى التوسط والاعتدال، قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين) لحديث ابن عباس المشهور، فالغلو في الدين أمر خطير ومردوده مثل مردود التفريط والجفاء، ووجود الغلو سبب عرقلة الدعوة الإسلامية، وتكمن خطورته في أنه موقف يبدأ بالمعارضة حتى يؤدي إلى معارضة الإسلام، لذا نجد أن الإسلام قد حذر من الغلو، كما جاء في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للخوارج والتحذير منهم، والتطرف والانحراف أمر مرفوض شرعاً مهما كانت الأسباب والمسوغات، وأن الغلو أصيب به أتباع الأديان السماوية السابقة وكان سبب هلاكهم، والذي ينظر في تاريخ الأمم قديمها وحديثها من السهل أن يرى ألواناً من التطرف والغلو، وأن فترات الرفض والتطرف والخروج نقطة سوداء في تاريخ الأمة وكانت من جراء الغلو، وحضارتنا الإسلامية العظيمة لم تنتشر إلا بالتسامح فالإسلام دين يسر وتسامح.

* تحرير المصطلح ومعرفة أبعاده من الأمور المهمة في التعامل مع القضايا المعقدة مثل قضية الغلو، فكيف ترون تحديد هذا المفهوم لغة واصطلاحاً؟

- الغلو لغة هو الارتفاع ومجاوزة القدرة في كل شيء، واصطلاحاً: قال الحافظ بن حجر (الغلو هو البالغة في الشيء والتشديد فيها بتجاوز الحد) فتح الباري ج13-291، والخلاصة أن الغلو هو تجاوز الحد الشرعي بالزيادة، لذا جاء التحذير من الغلو، ثم إذا أردنا أن نواجه الغلو فلابد أن نتعرف على أسبابه، ومنها الجهل بدين الله، والاعتماد على مصادر غير إسلامية، وإلزام الناس ما لم يلزمهم الله به، مثل التزام التشديد دائماً مع قيام موجبات التيسير، فالمسلم قد يقبل التشدد على نفسه، لكن لا يقبل أن يلزم جمهور الناس به قال تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر)، وقال تعالى: (يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)، والتعصب الأعمى للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر، الغرور والكبر، كما أن من أقوى الأسباب التعصب الأعمى للرجال أو المبادئ أو الأحزاب، والإسلام حذر من الغلو وذمه وأمر بالتوسط.

* هل الغلو نوع واحد أم يشمل جوانب مختلفة؟

- الغلو ليس نوعاً واحداً بل يتنوع باختلاف متعلق بأفعال العباد، فهو على نوعين، اعتقادي وعملي، والغلو الاعتقادي أشد خطراً وأعظم ضرراً لأنه المؤدي إلى الانشقاقات وهو المظهر للجماعة الخارجة عن الصراط المستقيم، وإن الناظر في الغلاة والفرق الغالية على مر العصور يجد أوصافهم متقاربة ويجمعهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري في قصة الرجل الذي اعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم وإعطائه صناديد نجد أكثر من غيرهم وفيه: (ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله، يرون أنه خالد بن الوليد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (أن من ضئضيء هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان) رواه البخاري، وهذا تفصيل هذين الوصفين، فالوصف الأول هو عدم فهم القرآن وهو من أهم وأقوى الأسباب حيث إنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، والوصف الثاني هو التكفير واستحلال الدماء.

* وماذا عن منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الغلو؟

- إن منهج أهل السنة والجماعة منهج وسط بين الأمم، ووسط بين الفرق الغالية، ووسط بين المفرطين المتساهلين والمتشددين وهذه وسطية في كل شيء، والوسطية ليست التساهل، لكنها التزام بالدين، كما قال ابن تيمية (هم وسط لأنهم متمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان).

والحضارة الإسلامية لم تصل إلى مستواها الراقي إلا بالتسامح والوسطية والحوار، وقد عاشت الأمم والثقافات داخل الأمة الإسلامية وقبلتها واستفادت منها دون أن يكون هناك تغيير في الثوابت، وأي حضارة من الحضارات لا يمكن أن يكون لها تقدم إلا حينما تقبل الرأي الآخر وتحاوره، ولذا حينما نقول عن الإرهاب والتطرف وهي مصطلحات غريبة عن الكتاب والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعمل كلمة الإرهاب، لكنه استعمل كلمة الغلو، والإرهاب والتطرف الذي هو العدوان والظلم هو نتيجة من نتائج الغلو وهو موجود في كل الأمم، وفي جميع الأجناس والأديان والقوميات، ولا يصح أن نقول إن هناك تطرفاً أو إرهاباً إسلامياً أو مسيحياً، لأن الغلو لا دين له ولا قومية فلا يجوز الربط بين الإرهاب والإسلام فالإرهاب ظلم وقتل وترويع.

* كيف عالج الإسلام موضوع الغلو؟

- الإسلام عالج موضوع الغلو وواجهه، وإذا رجعنا إلى أسبابه ومظاهره نجد أولاً أن الإسلام في علاجه يشخص الداء ويقدره وذلك بتحليل أسباب الغلو والتعامل مع المشكلة من جذورها، لأن كثيراً من محاولات معالجة مشكلة الغلو تنصب على بعض المظاهر كالعنف وتغفل الجانب الأهم في معالجة الغلو وهو التركيز على جذور الغلو لتكون معالجة فعالة ولتقطع المشكلة من أسبابها فتجف آبارها وتغور منابعها، وأقول إننا لا نسارع إلى نسبته إلى الدين ونصرفهم بهذا الترهيب عن التدين مع أنه في ذاته عصمة من الزلل وطاعة لله ونزول على حكمة، وقد أغلق الإسلام جميع السبل المؤدية إلى التطرف والغلو، وقد سلك طرقاً متعددة واستعمل أساليب متنوعة لذلك وتطهير حياة المسلمين من آثاره وأخطاره، ولعلاج الغلو لابد من نشر عقيدة السلف الصالح لأنه إذا انتشرت بعدت الأمة عن الغلو، والاعتصام بكتاب الله والسنة الصحيحة عملاً وقولاً واعتقاداً على علم وبصيرة، والتزود بالعلم الشرعي الصحيح والأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال في شؤون الحياة كلها لأنها من أبرز خصائص الإسلام، وسلوك منهج السلف الصالح ولزوم جماعة المسلمين، والتربية الإيمانية الصحيحة على منهج القرآن وبنبراس من تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وأصحابه، من التربية على منهج السماحة وخفض الجانب للمخالفين، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وترك الجرأة في الحديث عن العلم، والسماح بالحوار الصادق الهادئ الناشد للحق مع الآخرين، وذم الجدل والتحاكم في الأفكار والمناهج والأعمال إلى الكتاب والسنة الصحيحة، وقيام العلماء والأئمة بواجبهم وبدورهم برفع الجهل عن الناس وأن يكونوا قدوة لهم وترك ما يكون بينهم من خلاف، والنزول عند الحق، ويجب التحصين من الغلو إذ إن الغلو ليس مشكلة آنية، ولكنه قد يطرأ مرة أخرى إذا وجدت أسبابه، فلابد من بيان الغلو وجذوره لتقطع المشكلة ويحصن الدعاة ضدها فلا تتكرر.

* الغلو في الدين هل هو سبب المشكلات الأساسية للتطرف؟

- الغلو والإرهاب والتطرف من الأمور التي تستدعي الاهتمام وبذل الجهد لأنه يترتب عليه إشكالات خطيرة ونتائج وخيمة، فالغلو في الدين منهي عنه لأنه يؤدي إلى العدوان والظلم أي إلى الإرهاب والتطرف بينما الإسلام دين الاعتدال والوسطية، لقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، ولقوله تعالى أيضاً: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين).

* هل الظروف الصعبة في بعض البلدان لها دور في صناعة الغلو والإرهاب؟

- مما لاشك فيه أن الظروف العصيبة والمستجدات الخطيرة التي نعيشها حالياً عقب الأحداث في أمريكا وأفغانستان، تتطلب من المسلمين قدراً من الحكمة والوعي للتعامل معها، فلا عزو إن أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن بلادنا بعيدة عن الغلو في الدين، معتبراً أن ما تعيشه بلادنا والأمة الإسلامية في هذه الظروف هي (أيام عصيبة تتطلب الحكمة والوعي في الحديث والخطاب والتصرف)، مشدداً على أنه لا غلو في الدين ولا مساومة على الوطن.

* الحديث عن العلاج من الجذور لمشكلة الإرهاب والتطرف أمر متفق عليه فما هو هذا العلاج من وجهة نظرك؟

- لا علاج للغلو والتطرف إذا وجد في فئة مسلمة إلا بتصحيح تصوراتها عن الإسلام وإعادتها إلى الكتاب والسنة، وإيضاح منهاج سلف الأمة الصالح، والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، لكي يعودوا للحق ويبتعدوا عن المغالاة، أي يعالج الغلو بالعلم الشرعي الصحيح، بتطبيق شرع الله، وإقامة فرائضه، وإحلال قيمة المكانة اللائقة بها، بين الأفراد والجماعات؛ إذ إن دين الإسلام ليس أفكاراً ولا فلسفات، لكنه ضوابط لسلوك البشر، وطريق واضح لعبادة الناس ربهم، تلك الغاية التي خلقوا من أجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ).

* رد الفعل المضاد هل كان سبباً من أسباب الغلو والإرهاب؟

- لقد نشأت بعض أفكار الغلو والتطرف في مجتمعات إسلامية، ضعف فيها الوازع الديني، وتطبيق الإسلام وأحكامه، وعومل فيها المسلم الذي يحرص على اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والتأسي بصحابته الكرام معاملة غير لائقة، فيها الازدراء والاستهزاء، فما كان من البعض إلا أن حصلت لديه ردة فعل مضادة، غذتها أفكار الخروج على المجتمع ووصفه بأنه غير مسلم، وأصبح هذا الصنف من الناس لا ينظر النظرة الواقعية ولا يقدر ما مر ببعض مجتمعات المسلمين من محن وكوارث وعوامل أثرت في حياة أبنائها، إن الغلو والتطرف سواء أكان في المعتقد أم في السلوك والتعامل، يتنافى مع الإسلام، ومع المسلمين الذين يعون دينهم حق الوعي، ويسيرون على هديه، ولأضرب مثلاً بمجتمع المملكة العربية السعودية، مجتمع نشأ على الدين، وترعرع في بيئة مسلمة، ورأي حكم الشرع هو السائد عليه ووسائل التربية ومناهج التعليم منضبطة بضوابط الدين، هذا المجتمع من أبعد المجتمعات الإسلامية عن الغلو والتطرف، نظامه السياسي، وشؤونه الدينية والاجتماعية، وعلاقاته العربية والإسلامية علاقات متوازنة متعاونة، ولكن أعداء الإسلام، وأعداء السلام والتعاون البشري، يغيظهم أن توجد دولة مسلمة أو مجتمع مسلم على هذه الصفة، فيشوهون الصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية وهو تشويه للإسلام ذاته، ولذلك أكد قادة السعودية، وبخاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أنه لا مساومة في الدين والوطن، أي أننا أمة مسلمة، ودولة مسلمة، ولن نتزحزح قيد أنملة عن ديننا ومصالح وطننا ونحن نؤمن بأنه لا غلو في الدين، وأي خلل في تصور فرد من أبناء المملكة، أو خطأ قد يقع، فإن أعداء الدين وأعداء المملكة يضخمونه ويستغلونه، هذا ما نبه إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما تحرص عليه قيادة المملكة قديماً وحديثاً، ويعيه علماؤها ومثقفوها.

* التأثر بآراء ورؤى متشددة كيف يمكن علاجه؟

- لمواجهة الغلو والتطرف، إذا كان متأثراً بآراء دينية، أو لدى بعض المتدينين، فعلاجه العلم الصحيح، والإقناع من أهل العلم، وإزالة الأسباب التي أدت إليه، والحرص على تطبيق شرع الله، والتحاكم إليه، وأن الإسلام دين الله الخاتم، ولن يقبل الله من أحد سواه، لا يقتنع بغير ذلك، إذ هو مقتضى الإيمان والإسلام (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)، ثم إن إشاعة سير الصحابة وقادة المسلمين وعلمائهم عبر التاريخ الإسلامي، تلك السير المعتدلة، المنفتحة على الآخرين، المتعاونة لمصلحة الإنسان، وهدايته مما يؤثر على مجتمعات المسلمين، ومن هنا ينبغي أن يتجه جهد الإعلام في بلاد المسلمين ومؤسساتهم الثقافية والشبابية إلى ذلك.

* الدعاية المغرضة والإعلام المضاد هل له دور في انتشار الغلو؟

- لا ينبغي أن ننساق وراء الدعاية المغرضة، والإعلام المضاد الذي يكثف من حملاته على المسلمين، وأن لديهم غلواً أو تطرفاً أو إرهاباً، فإن الذي يدرس صور الغلو والتطرف ومظاهر الإرهاب سواء أكان فردياً أم جماعياً في فترات عديدة من التاريخ المعاصر أو الماضي، يجد أن الإرهاب والتطرف والغلو لدى غير المسلمين أكثر منه لدى المسلمين، بل إن العدوى انتقلت إلى بعض ديار المسلمين من غيرهم، ولذلك ندعو الآخرين إلى مواجهة ما لديهم من تطرف وغلو وإرهاب وغرور وصلف وتمييز عنصري، وأن يعيدوا نظرتهم في التعامل مع الآخرين، وأن يبتعدوا عن النظرة الاستعلائية، وأن يحرصوا -مع غيرهم ممن على هذا الكوكب- على إقرار نظام عالمي عادل متوازن، يقدر الدين وأهل الدين، ويستفيد من رسالة الله الخاتمة (الإسلام)، ويتيح الفرصة للناس ليعبدوا الله على بصيرة.

* هل مواجهة الإرهاب مهمة الجميع؟

- إن مواجهة الغلو والتطرف مهمة عاجلة وضرورية تقع على كاهل العلماء والمثقفين والمفكرين الذين يجب أن يقوموا بدور فعال في تشديد الخطاب وترشيد الصحوة ومواجهة الهجمة التي تتهم الإسلام والمسلمين بالعدوان والعدوانية بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان، إنها مهمة معقدة ولكنها مجيدة، يجب علينا أن نقوم بها لنعضد جهود القيادة الرشيدة، التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف، تلك مهمة أمة الإسلام (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، فلنغرس الوسطية لنقوم بأداء واجب الشهادة.

* ما هي أبرز المرتكزات التي يجب أخذها في إستراتيجية مواجهة الإرهاب؟

- أهم نقاط إستراتيجية المواجهة:

1- الدعوة إلى تبني الوسطية الإسلامية باعتبارها من قيم الإنسانية وتعميم منطق الحوار بين الحضارات والأديان والاتجاهات.

2- تشجيع الشورى أو غرس قيم الوسطية الإسلامية.

3- المساعدة على تنفيذ برامج التنمية في العالم، مما يساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعوب المختلفة وخصوصاً في العالم الإسلامي.

4- الرقي بالقيم الأخلاقية في المجتمع وتعميق دور الدين واحترام عملية البناء الاجتماعي بكل مقوماته.

5- توظيف الإعلام والتعليم بما يبرز قيم الوسطية والاعتدال، ويرفع مستوى الوعي لدى جماهير أمتنا في مختلف المجالات.

6- العمل على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية في كل الشؤون الحياتية.

7- العمل بكل ما من شأنه توحيد موقف الأمة عملياً واتباعه المنهج الوسطي في التعامل الفكري.

8- العمل على تقوية المؤسسات الإسلامية بما فيها المؤسسات الخيرية وهيئات الإغاثة العالمية، ووضع خطة شاملة للإفادة من إمكانات الأمة في المجالات كلها.

9- مساعدة الأقليات المسلمة وذلك بالتأكيد على وجودها ووحدتها وهويتها وتقوية مجالات التلاحم بينها وبين الأمة الإسلامية من دون أن يؤثر ذلك على انتمائها الوطني والقومي.

10- الاحتفاظ بأصالة التعليم واستقلالية المؤسسات التعليمية، وتطوير وسائل التعليم بما يوافق التقدم العلمي.

11- من الأسباب الرئيسة للبعد عن الوسطية:

أ - انتشار الجهل وروح التعصب الأعمى وتدني المستويات القيمية.

ب - انتشار الظلم والاستبداد والقهر والعنف وسلب حقوق الإنسان ومصادرة حرياته المشروعة وانخفاض دور المعنويات في تربية الفرد، لذا وجب العمل على معالجة هذه الأسباب، ونشر الفكر الديني الصحيح بين أوساط الشباب بوجه خاص.

12- عقد ندوات ومحاضرات ومواسم ثقافية عن طريق الجمعيات الأهلية ومراكز تنمية المجتمع وإدارة التوعية والإرشاد بطرح أسباب وعلاج الغلو والتطرف بهدف التوعية والحماية وتعزيز الولاء الوطني.

13- ربط المنتديات والمؤتمرات المختلفة مع مراكز الدراسات والبحوث المتخصصة للإفادة منها في تلقي المعلومات الصحيحة ونشرها لخدمة وسطية الإسلام.

14- إقامة المعارض والمواسم والمخيمات والمسابقات والأمسيات الشعرية وعقد البرامج والدورات التدريبية الموجهة لدعم الفكر الوسطي.

15- تفعيل الخطاب الإعلامي الوسطي بتخصيص برامج إذاعية وعقد حلقات نقاشية ومقالات صحفية موجهة لجميع الأفراد، ومختلف الأعمار.

16- الاهتمام بالجوانب النفسية والسلوكية وإجراء ندوات حوارية بين أساتذة ومختصين لمناقشة ظاهرة التطرف والأسباب التي تدفع الشباب لها، والعمل على وضع الحلول الوسطية لها.

17- حث جميع أفراد المجتمع على اتباع منهج الوسطية لمواجهة الغلو والتطرف وتشجيع الكفاءات العلمية والفكرية والإعلامية المتميزة للعمل في مجالات البحث والتحليل لمفهوم التطرف وتحليل ظواهره ووصف العلاج له.

18- تجنب سياسات الإثارة والترويج للباطل ولظواهر الجريمة والتطرف والإرهاب، والتعامل مع ظاهرة الغلو والتطرف بعقلانية وتخطيط واقعي شامل.

19- ضرورة التقاء أهل العلم والفكر والرأي للرد على محاولات تفريغ الإسلام، من محتواه، وتعطيل رسالته أو تشويهها.

20- العمل على أن تكون العلاقة التفاعلية بين الحضارات والثقافات قائمة على مبدأ الإنسانية، مع البعد عن هيمنة حضارة أو ثقافة واحدة على بقية الحضارات والثقافات.

21- بلورة مشروع حضاري إسلامي متجدد اتفاقاً مع رسالة الإسلام السامية وتوجيهاته الحضارية وتعبيراً عن الوسطية وسيراً على نهجها.

22- إدراج مادة الفتوى وضوابط الاجتهاد في مناهج الكليات الشرعية.

23- الدعوة إلى إنشاء معاهد للفتوى بجانب معاهد القضاء.

24- العمل على إصدار مجلة تعنى بقضايا مفهوم الوسطية وضوابط الفتوى.

25- تشجيع الاستمرار في عقد ندوات متخصصة تهتم بتعزيز مفهوم الوسطية وضوابطه.

26- الدعوة إلى تبني مشروع الموسوعة الوسطية والعمل على وضع خطط عملية للشروع فيها.

27- الدعوة إلى عقد مؤتمر سنوي يناقش قضايا الوسطية.

28- التركيز على توظيف وسائل الإعلام الإسلامية والعربية الناطقة باللغات.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد