Al Jazirah NewsPaper Friday  18/04/2008 G Issue 12986
الجمعة 12 ربيع الثاني 1429   العدد  12986
السلطة الرابعة
أحمد الفهيد: قصائد الهلال في الملاعب لا يستطيع أن يجاريها (أبوالطيب المتنبي).. والمصلحة جمعتني بالتمياط

إعداد : سامي اليوسف

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.

قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «الشاعر والصحافي (المشاغب) أحمد الفهيد سكرتير تحرير صحيفة (الحياة) يخرج من صمته بعد غياب طويل » فماذا قال..

عملت مديراً لتحرير الشؤون الرياضية في صحيفة (شمس) وسط حشد كبير من النصراويين.. وكنت الهلالي الأبرز بينهم.. كيف تجاوزت هذه المسألة وتعايشت معها؟

لأن رئيس التحرير حينها (بتال القوس) كان محايداً... لذا لم أجد صعوبة في التعاطي مع الأمر... وللعلم فإن جلّ الذين كانوا يعملون في (شمس) آنذاك (أعني قبل مرحلة الهدم الحربية) هم من أبناء القبيلة الزرقاء (لكن العمل شيء والعاطفة شيء آخر).. في الصحافة يجب أن يعمل العقل فقط... أما القلب فمكانه المدرجات!!

ثم إن المهنة هي من ينتصر دائماً... يمكنك أن تستفز الآخرين بمهنية وأن تمتص غضبهم بمهنية أيضاً وأن تنفس عن سخطهم بمهنية كذلك... وبالنسبة لي وعلى الرغم من كوني كنت في (شمس) حارساً لبوابة الصفحات الرياضية لم يراودن شعور بقلة العدل أو الانحياز لغير الخبر الذي يستحق حتى ولو كان في غير صالح الهلال الذي أحبه.

* إذن لماذا استبعدوك؟

لأن من تولى الأمر بعد طيب الذكر والفكر بتال القوس، اعتبرني من أفراد الحرس القديم الذين لا يؤمن مكرهم على أساس (أن كل يرى الناس بعين طبعه)... ووفقاً لهذا لم يكن مطمئنناً لتنصيب هلالي (مديراً لتحرير الشؤون الرياضية)، ففكر ودبر ووجد أن خلاَصه يكمن في (طردي) حتى لو كان هذا الطرد ظلماً وبهتاناً.. لكن هذا الاستبعاد المصنوع بالمكر والحيلة كان (خيراً) لي إذ قادني بعد عامين من الغياب عن الصحافة اليومية إلى (صحيفة الحياة)...وهل هناك شيء أعز وأغلى من هذه المكافأة الالهية؟!

* وماذا عن (الرياضية).. لماذا غادرتها؟

عملت فيها ثمانية أعوام متتالية لم أحظ خلالها بأي نوع من التقدير (مالياً ومناصبياً).. والعرض الذي قدم لي من (شمس) في ذلك الوقت كان يعادل (الضعف تماماً) ضعف ما أتقاضاه في (الوردية) كما يسمونها بفتح السين لا بكسرها ومع عرض مغر كهذا لا يتردد المرء في المغادرة خصوصاً حين يكون التقدير (مركوناً) على الرف وتعلوه طبقات من الغبار المضرّ..!

* هناك علاقة خاصة تربطك باللاعب نواف التمياط.. هل هناك مصالح مشتركة وراء هذه الصداقة؟

أبداً... وهي صداقة أعتز بها وأمنحها من ماء قلبي ما يكفي لأشجارها لتنمو حتى تبلغ أغصانها سقف السماء حباً واحتراما وشكراً.. نواف التمياط وإن خانته قدماه الآن فقد صنع بهما تاريخاً من الفرح والبطولات والمجد الذي لا يحجب.. ولا بأس عليه فالمقاتل لا يكسب المعارك كلها.. والعبرة دائما بمن يكسب الحرب ونواف يثق تماماً أنه سينتصر في النهاية.

أما المصلحة المشتركة بيني وبين نواف هي الرغبة في أن يكون الهلال في المركز الأول دائماً.. وهذه أظن أنها رغبة وطن بأكمله إلا نفر قليل من أبنائه.

* كنت مشرفاً على صفحات الشعر في صحيفة الرياضية ورغم هذا كنت مصراً على إقحام أسمك في عالم الرياضة.. ماذا كنت تريد؟

أنا لا أصرّ على شيء..فقط أنفذ ما يطلب مني (هذا أولاً).. أما ثانياً فأنا حين أكتب عن الرياضة لا أحشر أنفي في ما لا دخل لي به.. لأنني حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية التربية (قسم التربية الرياضية) من جامعة الملك سعود، ولاعب كرة قدم سابق وكنت قريباً جداً من ارتداء الفانلة الزرقاء هذا الشرف تهيأ لي ثلاث مرات لكنني في المرات كلها لم أكن مهيئاً له ، ثم إن الصحافة لا تأبه بالصحافي (المتخصص)..وكما يقولون معرفة شيء واحد عن كل شيء أنفع من معرفة كل الأشياء عن أمر واحد.. ولو أنني قبلت المضي في الفكرة التي يغمز سؤالك ويلمز لها سأستكثر على نفسي كل الإنجازات التي حققتها صحافياً خارج إطار (صحافة الشعر) وهي صحافة أدين لها بفضل التعليم والتدريب والتطوير.

* هل تعتقد أن جرأتك كانت السبب في اختفائك عن برنامج المركز الرياضي كمحلل عبر قنوات أوربت الرياضية؟

لا... تم إقصائي من القائمة لأنه لا توجد الصفة التي تخولني للجلوس على كرسي التحليل الرياضي..كنت مسؤولاً لتحرير الشؤون الرياضية في (شمس) وعلى هذا الأساس كان وجودي مبرراً.. أما بعد أن تركته أو تركني (لا فرق) فلم يعد هناك مسوغ لحضوري.

* كنت لاعباً مميزاً في صفوف فريق (كميت) وعرض عليك أكثر من مرة الانتقال إلى أندية الهلال والاتحاد والشباب.. من وراء فشل إتمام هذه الصفقات؟

لكل صفقة (سالفة)...بعضها حرمني منه رؤساء النادي وبعضها أنا حرمت نفسي منها وواحدة منعتني والدتي من إتمامها لأنها كانت تتطلب العيش في جدة.

* أنت هلالي إلى درجة الجنون وشاعر له وزنه في الساحة الشعبية.. وعلى الرغم من هذا لم تكتب بيت شعر واحد في الهلال..بماذا تفسر ذلك؟

أفسره بعجزي...ثم أن القصائد التي يكتبها الهلال في ملاعب العالم لا تجاريها أي قصيدة أخرى حتى لوكتبها (أبوالطيب المتنبي).

* لعبت جوار النجم يوسف الثنيان في إحدى المنافسات الرياضية.. كيف تصف شعورك وأنت تلعب مع نجمك المفضل؟

كانت المتعة هي سيدة الموقف... اللعب بجوار (النمر) لحظة لا تقدر بثمن (حسدت كل الهلاليين الذين لعبوا معه في التدريب وفي المباريات الرسمية)..ومع ذلك لا تستغرب لو قلت لك أنني لم (أسلم عليه)..شيء ما منعني حينها لا أدري حتى الآن ما هو؟!.

* ماذا تقول لهؤلاء:

صالح الحمادي:

فتح لي ذراعي الصحافة.. وعلمني أن (المرجلة) هي خير الزاد بعد التقوى.. تصادمت معه كثيراً وعارضته في ما أومن به ولا يؤمن هو، ومع ذلك لم يستخدم سلطته كرئيس تحرير لمعاقبتي أوطردي..كان يدرك أحقيتي في قول رأيي ويحترم حماستي ويتفهم اندفاعي.. لذا هو الآن ومن قبل صديقي الذي أحبه حباً جماً.

جميل الذيابي:

(جميل) أسما وفعلاً... والأربعة أشهر التي قضيتها حتى الآن بمعيته في (الحياة) كشفت لي حقيقيتين في منتهى الخصوبة:

الأولى: أنه صحافي خطير (لغة وحدساً وحساً وتناولاً لما يحدث في العالم).. وفي هذا (له الصدر دون العالمين أوالقبر).

والثانية: أنه مهني جدير بالثقة والاحترام والتقليد.. وكل يوم قضيته بجواره تعلمت فيه شيئاً جديد و(جميلاً).

أما إدارته للعمل فهي (علم جديد مفيد، من محاسن الأمور إدراجه ضمن مناهج الإدارة في جامعاتنا الوقورة).

وأما إنساناً فله من الأرض قلوب (الخلق).. ومن السماء جنة (الخالق) (بإذن ربه).

بتال القوس:

رجل طويل حتى وهو يجلس (القرفصاء).. وأصله ثابت وفرعه في السماء.

أتابعه بفخر.. وأشاهد أدائه بلذة لا نهاية لها.. وأترصد إبداعه بقلب يفيض بالدعاء له (أن يكفيه ذو العرش العظيم شر الأقدار المؤذية).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد