Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
المنشود
أبوها ويؤدبها، و.. ماتت!!
رقية سليمان الهويريني

لم نكد نستيقظ بعد من مصيبة غصون؛ إلا وقد عاجلنا والد (شرعة) بداهية أشدّ وأقسى! ففي حين تقاسم بطولة القتل الأولى الأب وزوجته، حيث جاء بإيعاز من زوجة الأب، إلا أن الواقعة الثانية كانت فيها البطولة مطلقة للأب القاسي، الذي برر فعلته في التحقيق الأولي (أنه أقدم على ضرب طفلته ذات الأحد عشر عاما ًبسبب شقاوتها، ومن ثم كبَّلها بأطرافها في أحد الأبواب, وبعدها خرج من المنزل لقضاء بعض الحاجات, ليعود قبيل صلاة المغرب, ليفاجأ، وإذا بها قد... فارقت الحياة) وهو لا يعلم أنها فارقت القهر والقسوة والألم!

تركت هذه الدنيا بيد والدها الذي نقلها من دارٍ زائلة إلى دار دائمة!

غادرت (شرعة) هذه الدنيا بصراعاتها وأحقاد ساكنيها ومؤامراتهم ونوازع خيرهم وشرهم!!

وفي الوقت الذي يسعى بعض الناس بشتى الطرق للبحث عن وسيلة للإنجاب، ويقاسي بعض الآباء مرارة الشقاء والحرمان ليعيش أبناؤهم في أفضل حال، يقوم هذا الشقي بهذه الفعلة الموحشة. ف(إنا لله وإنا إليه راجعون)!

وفي الوقت الذي ترفل الفتيات بدلال آبائهن وتطويق أعناقهن بالقلائد وسواعدهن بالأساور، كانت شرعة ترسف في تقييد والدها لأطرافها!

أحسن الله عزاءنا في فقدك يا شرعة!!

أحسن الله عزاءنا في الرحمة والعطف والحنان والشفقة التي غادرت بعض القلوب!!

ترى، كم طابور من قرناء (شرعة وغصون) ينتظر هذا المصير إذا استمرت شلالات القسوة والطغيان من لدن بعض الآباء؟

أحسن الله عزاءنا في براءة الطفولة وطمأنينتها!

ولك الله يا براءة الطفولة وصفاءها!

أي عنف هذا؟! وأي قسوة وغلظة؟!

هبوني طفولة مطمئنة تحيا في دعةِ من العيش في ظل تفهم أبوين لأصول التربية وحقوق الأطفال ومنحهم الأمن والراحة، أهبكم أمناً وسعادة!

وإن لم يوجد فلابد إذاً من دور حيوي للتوعية والتثقيف الأسري، من خلال المسجد والإعلام والمدرسة وأماكن العمل، ووضع لوحات في الشوارع تندد بالعنف وتوضح العقوبات المترتبة على أي تصرف يقود له أو يهدر الكرامة أو يحدث مآسٍ! ولابد من قرارات صارمة لوقف كل أشكال العنف، والقهر لجميع أفراد الأسرة.

وإلى أن نهدأ يا شرعة، وتجف المآقي، ونسلو، وتعود للأشياء ألوانها ونكهتها التي فُقدتْ بفقدك، فستبقين - أبداً - ماثلة بابتسامتك العذبة أمام الظلم والعدوان!

وسيبقى مريولك شاهداً يحكي مرورك على مدرسة ابتدائية، وتجولك في ساحاتها ووقوفك أمام المقصف وشقاوتك اللذيذة مع زميلاتك!

وفي حين يبدو الحزن كبيراً، والأسى طاغياً!

تبقى رحمة ربنا أكبر، ولطفه بنا أوسع!

فبرحمته ندعو لها، ونرجوه أن يحفظ للطفولة أمنها!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342














لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد