Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
ابتسم فأنت في جامعة الملك سعود
د. علي بن شويل القرني

هذا الشعار هو ما يعكسه الواقع الجديد في جامعة الملك سعود، منذ أن انضم معالي الدكتور عبدالله العثمان إلى قيادة هذه الجامعة قبل حوالي العام،واستطاع بديناميكيته وشخصيته المحبوبة وبتواضعه وإخلاصه

أن يحرر الجامعة من تراكمات من البؤس والكآبة وانخفاض الروح المعنوية العامة بين جميع منسوبي الجامعة موظفين وأساتذة وطلاب.

وبطبيعة الحال نحن نعلم ودائما يكررها الدكتور العثمان في كل مناسبة أن دعم القيادة السعودية ممثلاً في الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو المحرك الكبير لعملية التغيير في الجامعة، ولكن الجميع يعرف كذلك أن شخصيات أخرى ومؤسسات كثيرة في الدولة جاءها دعم القيادة، ولكنها لم تحدث التغيير الذي يحدث حاليا في جامعة الملك سعود.. وهذا يعود لما يتمتع به الدكتور العثمان من رؤية واضحة عما ينبغي أن تصله الجامعة من ريادة عالمية، ورسالة واضحة عن الطرق التي ستوصل هذه الجامعة إلى هذه الريادة خلال السنوات القادمة بمشيئة الله تعالى.

وشعار (ابتسم فأنت في جامعة الملك سعود) لم يضعه مدير الجامعة أو أحد وكلائها أو منسوبي اللجان في الجامعة، بل هو تحصيل واقع مستجد في الجامعة يدركه الجميع ويعيشه الناس داخل الجامعة وخارجها كل يوم تقريبا.. وهو وضع ليس مجرد حالة نفسية، بل هو واقع حقيقي يتجسد في سلسلة من الأعمال الأكاديمية والإدارية التي أطلقتها الجامعة خلال الأشهر الماضية، ووجدت الصدى الإيجابي بين جميع منسوبي الجامعة، وأدت إلى إعادة بناء الشخصية الإيجابية في الجامعة.

والدكتور عبدالله العثمان من الشخصيات التي بدأت في الجامعة طالبا، ثم معيدا ثم مبتعثا وأستاذا وإداريا وخلال مختلف مراحل العمليات التعليمية التي مر بها استطاع أن يبني رؤية تطويرية، متمثلا كافة الأدوار التي مر بها طالبا، ومبتعثا، وعضو هيئة تدريس ثم إداريا في الجامعة.

كما أن انتقال العثمان إلى وزارة التعليم العالي وكيلا للشؤون التعليمية فيها أكسبه بعدا جديدا شموليا نحو التعليم العالي في المملكة عامة، وكان احتكاكه بمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري قد أكسبه معارف وتجارب عملية عن كيفية مواجهة مشكلات التعليم العالي في بلادنا، وتعرف على نماذج عالمية من الجامعات العالمية التي كان يتطلع أن تحتذي بها أي جامعة من جامعات المملكة.. وجميع هذه المحطات التي مر بها مدير الجامعة شكلت زوايا مختلفة في الرؤية التي اعتمد عليها عندما استلم زمام قيادة جامعة الملك سعود، الجامعة الأولى والأكبر والرائدة بين الجامعات السعودية.

وللتوضيح أكثر فقد اعتمد مدير جامعة الملك سعود على عناصر مهمة ساعدته وتساعده على إحداث النقلة النوعية والريادية في الجامعة، ومن ذلك على سبيل المثال فقط:

1- الاعتماد على العمل الجماعي، وليس العمل الفردي، فصحيح أن البداية كانت من شخص، ثم شخصين، ثم ثلاثة، ولكنها الآن في تنامي كبير، أشبه بالكرة الجليدية فكلما تتحرك تنمو وتضيف إليها عناصر جديدة حتى تصبح بحجم جميع منسوبي الجامعة.

2- استطاعت النجاحات التي حققتها الجامعة خلال الأشهر الأولى من استقطاب كثير من الأشخاص من الأساتذة والطلاب والموظفين، وأصبحوا عناصر فاعلة في عملية التطوير. والمهم أن كل شخص في الجامعة تقريبا يحاول أن يكون جزءاً من عمليات التطوير، ولا يريد أحد أن يتخلف عن ركب التطوير الحاصل في الجامعة.

3- عمليات التطوير في الجامعة لا تستثني أحدا، فكل شخص له مكانه ودوره في التطوير، فالجميع مستفيد على كافة مستويات الأعمال داخل الجامعة، من طالب ينضم إلى الجامعة في بداية الاهتمام والسلم الأكاديمي مستوى متقدم لأستاذ سبق أن تقاعد من الجامعة.

4- شكلت عمليات التطوير قوة جذب للجامعة، فلم تعد جامعة الملك سعود قوة طرد إلى الخارج، بل شكلت -خلال الفترة القياسية التي مرت بها في الأشهر الماضية- قوة جذب مركزية، وكثر تزايد الطلاب المقبلين على الجامعة وبخاصة بعد معرفتهم بما يدور من نشاطات وبرامج خاصة بالطلاب، وكثرت اعتذارات الأساتذة عن تلبية الاستشارات الخارجية لأنها لم تعد مجدية أمام الإغراءات التي تمنحها الجامعة للأستاذ المتميز.. ونفس الشيء مع الموظفين بكافة شرائحهم وفئاتهم.

5- الجامعة كما ذكرها الدكتور العثمان تقوم بإعادة اكتشاف نفسها، فهي تحمل ثروات هائلة من المعارف والقدرات والخبرات العالمية، ولكنها لم تجد الفرصة والتشجيع والدعم، ولكن مع التغيرات الجديدة بدأ الأساتذة يتجهون إلى الجامعة أولا وقبل كل شيء. وهذا هو الاتجاه العالمي في كبرى الجامعات العالمية، فمحور اهتمام الأستاذ هو في العملية التعليمية -البحث والتدريس- وهذا ما ارتقى بتلك الجامعات إلى المستويات العالمية التي تحتلها.

وبناء على هذه المعطيات وغيرها، فالحالة النفسية التي يعيشها منسوبو جامعة الملك سعود هي في أفضل حالاتها على مر العقود الماضية.. ويحق لنا أن نقول (ابتسم فأنت في جامعة الملك سعود) كعنوان للمرحلة التي تعيشها الجامعة في حقبتها الجديدة.. وأخيرا الشكر بعد الله للقيادة السياسية التي تسعى إلى نقل مؤسسات التعليم العالي إلى مستويات عالمية من التميز والإبداع والريادة.. والشكر للقيادة على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وفي الزمن المناسب.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية- أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6008 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد