Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987

إرادة
يوسف محمد أبو عواد

 

بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية

(الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين)

لحفل إشهار الجمعية اليوم السبت 13- 4-1429هـ الموافق 19-4-2008م

تَقاعَدْتَ فَاهْدَأْ تَرَيَّثْ قَليلاً

فُضولُكَ جاوَزَ كُلَّ الحُدودِ!!

أَرى مِنْكَ طَبْعاً دَخيلاً عَلَيْنا

أَراكَ تُعايِنُ حَتّى سُجودي!!

وَتُمْعِنُ في كُلِّ شِبْرٍ وَفِتْرٍ

كَمَنْ قَدْ تَعَوَّدَ صَبْغَ الجُلود!!

تُفَتِّشُ في كُلِّ رَفٍّ وَدَفٍّ

وَتُحْصي القِيامَ وحتى قعودي!!

وَتُصْغي شَديداً لِكُلِّ اتِّصالٍ

وَتَطْلُبُ شَرْحاً لِكُلِّ الرُّدودِ!!

لتذهب لناديك بين رفاقٍ

تسري عن النفس بعض الجمود

يقولون مت قاعدا يا حبيبي

وهذا لعمرك أذكى رعودي

يقولون مت قاعدا يا رفيقي

وهذا الكلام يثير حرودي

لقد كنت شعلة كد وجد

فما لي أراك أسير البرود

وكنت بأمسِكَ كَالسِّنْدِبادِ

وبَنْدُكَ خَفّاقُ بَيْنَ الحُشودِ

تَروحُ وتَأْتي فَيَزْدادُ شَوْقا

لِقَرْعِ خُطاكَ بُخوري وعودي

وإِنْ غِبْتَ ليلي ظلامٌ كَئيبٌ

يَعيثُ الذُّبول بِكُلِّ وُرودي

وَبَيْنَ الصّديقاتِ تاه دليلي

أُداري بِصَمْتي الخَجولِ شُرودي

وكُنْتُ لِرُؤْياكَ بَعْدَ انتظارٍ

أُضيءُ الشُّموعَ وأَعْزِفُ عودي

وذا اليومُ أنتَ عَصِيَّ الخُروجِ

قَليلَ الحِراكِ طَريحَ الرُّكودِ

تُعَيِّرُني بالتَّقاعُدِ ليلى

وبَعْضُ الحَديثِ يَشي بالجُحودِ

فما زِلْتُ أُعْطي ورَوْضي خَصيبٌ

وزَهْري نَضيرٌ وأَخْضَرُ عودي

ألا يا ابنةَ العَمِّ ما الذَّنْبُ ذَنْبي

ولا ذنبُ آمِرَ طَيَّ القُيودِ

نِظامٌ يُطَبَّقُ في كُلِّ حالٍ

ويُغْري السَّهارى بِطَعْمِ الرُّقودِ

وهَيْهاتَ يَذْبُلُ جَفْنَ المُعَنَّى

وهيهات تفلح عين الحَسودِ

أنا خِبْرَةٌ قَلَّدَتْها الليالي

وشاحاً يَنوفُ جميع العقودِ

أنا حِكْمَةٌ أنْضَجَتْها رِجالٌ

ومن كَلِّ طَوْدٍ جَمَعْتُ وَقودي

تميسُ بعقلي نفائِسُ صيدٍ

وتَزْكُمُ كُلَّ الأُنوفِ وُرودي

أنا ثَرْوَةٌ واللآلِئ غَرْسي

وكل البرية أضحت شُهودي

أنا لو تَرَيْنَ غزا الشَّيْبُ رأسي

فسهمي عنيدٌ عَريبُ الجُدود

شبابٌ بِفِكْري ولو كَلَّ جِسْمي

وأخضر قلبي وإن يقسُ عودي

نَذَرْتُ لِديني وللدّار عُمْري

وَأَوْفَيْتُ نَذْري وَصَحَّتْ عُهودي

وَإِنْ أَرْذَلَ العُمْرِ صافَحَ كَفّي

ففي موطني لا تُضامُ جهودي

هنا وطنٌ دولةٌ ورجالٌ

تُقَيِّمُ دَأْبي بِتِبْرٍ وَجودي

غداً سأُغَرِّدُ حُراً طَليقاً

غداً سأُحَطِّمُ كُلَّ القُيودِ

غداً سَوْفَ أبْني وَأزْرَعُ أرْضي

وحَوْلي رِجالي وحَوْلي جُنودي

فتلك الوظيفةُ ليسَتْ مَصيراً

بِكُلِّ الأماكن ما من خُلودِ

أنا لن أظَلَّ قَليلَ الحِراكِ

كما تَدَّعينَ طَريحَ الرُّكودِ

أنا إن سَلِمْتُ من العادِياتِ

سَأُثْبِتُ في كُلِّ ساحٍ وُجودي

وَسَوفَ تَرينَ بإذن السَّميعِ

بِأَنّي هَصورٌ كَتِلْكَ الأُسودِ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد