Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
تعقيباً على مقالة د. البريدي:
نعم (التعليم الفني) ما زال يحبو عندنا

اطلعت على المقال الذي نُشر بتاريخ 1- 4-1429هـ بعنوان (دروس من سايتك للنهوض بالتدريب التقني والمهني) للدكتور عبد الله البريدي، حيث تم مناقشة موضوعات تهم المجتمع السعودي في المرحلة التي يعيشها الآن كمرحلة نهضة وازدهار في المجالات التعليمية والاقتصادية والتقنية. وبخصوص التعليم الفني لدينا فنحن نشاهد الضعف في تأهيل أبنائنا الذي يتعلمون ويتدربون في الكليات أو المعاهد الفنية وهذا شيء مشاهد وملموس، فأنا أعرف الكثير من الأقارب والمعارف والجيران قد تخرَّج أولادهم من تلك الكليات أو المعاهد ولم يجدوا وظائف مناسبة، كما أن المؤسسة لم تساعدهم على الحصول على وظيفة. فلماذا يواجه أبناؤنا كل هذا؟ ولماذا تتبخر أحلامهم؟ وما هي المشاعر المترتبة على الوفاء بالوعود من الجهات الحكومية.

ولقد أعجبتني كلمة رئيس الوزراء السنغافوري الأسبق لي كوان يو التي ألقاها في منتدى الرياض الاقتصادي الأخير، حيث أكَّد أن التعليم يعد من أهم عناصر التنمية وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، وقد حققوا قفزات كبيرة وسريعة في التعليم الفني، ونحن ما زلنا نحبو ونحبو فمتى نصل؟ كما أعجبني ما تحدث عنه مسئول عربي في ذلك المنتدى المهم فقد ذكر (أن التعليم ليس عبارة عن مبان جديدة أو أجهزة حديثة، التعليم عبارة عن معلمين مؤهلين بدرجة عالية يستطيعون أن يحققوا النتائج المثالية من تلك العقول، وأن التعليم يجب أن يكون موجهاً لتلبية احتياجات السوق من المتخصصين في التقنيات والمهندسين المحترفين وغيرهم من المهنيين المؤهلين ممن يحتاج إليهم واقع السوق). ونحن هنا نقول للمؤسسة إن بعض مبانيكم جميلة ورائعة ولكن هل نهتم فقط بالمباني والشكليات والتصريحات العريضة بوسائل الإعلام وننسى التدريب والتعليم الفعَّال أو نتناسى أن نحقق أحلام الطلاب بالوظائف التي نعدهم بها؟

والحقيقة أننا نعاني من عدم كفاءة وتأهيل خريجي التعليم الفني والمهني لشغل المهن الفنية المتوافرة بكثرة التي تحتكرها إلى حد كبير العمالة الوافدة مثل: أعمال الميكانيكا والكهرباء، الإلكترونيات، والنجارة، والسباكة، والديكور وغيرها. ويجب أن نقوم بعملية ربط التعليم الفني بسوق العمل بشكل دقيق وصحيح، (الأمر الذي يستلزم على الدوام مراجعة مدى جودة التعلم الذي يتم داخل مؤسسات التعليم الفني المهني. كما أن هناك ضرورة مستمرة لاختبار المعايير المتبعة في تحديد المهارات والمعارف المطلوبة في ضوء الواقع المعيش) كما يقول أحد الكتّاب المتخصصين.

شكراً ل(الجزيرة) لطرحها هذا الموضوع المهم الذي جعلنا نعبِّر عن آرائنا حول قضية مهمة تتعلّق بمصير أبنائنا والطرق التي توصلهم للحصول على وظائف تكون مصدر رزق لهم ولعائلاتهم وإسهاماً منهم في خدمة هذا الوطن العزيز على قلوبنا تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي يؤكّد دائماً وأبداً وفي كل وقت وحين على التطوير في كل شيء، بشرط أن نعدو كما تعدو الدول في السباق لكي نحقق مراكز متقدمة كما يحققون هم، فهل نعدو أم نظل نحبو.

أحمد الدوسري - الدمام



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد