Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
السيلوليت Cellulite.. شغل النساء الشاغل

يُعتبر السيلوليت حالة فيزيولوجية نسوية بامتياز.. حيث يبدو الجلد على هيئة قشرة البرتقال، فيكون سطح الجلد غير منتظم وترافقه ارتفاعات وانخفاضات تشبه الهضاب والوديان Lumpy.. أو تشبه الأحجار التي كانت ترصف بها الطرق سابقاً Cobblestone.. وعادة ما نرى هذه المشكلة في الفخذين والأرداف.

إنّ السيلوليت عبارة عن ضخامة في الخلايا الشحمية وتوضع غير منتظمة لتلك الخلايا على هيئة شبكة تمتد من الأدمة إلى طبقات الجلد العميقة.. ولا يعرف السبب الحقيقي لحدوث تلك التبدلات في النسيج الشحمي وفي تلك المنطقة بالأخص.. ولماذا عند النساء دون غيرهن أيضاً؟. وربما كان للتغيرات الهرمونية للإستروجين دور ما في إحداث تلك التبدّلات أو التغيرات في الخلايا الشحمية.. وهنا لا بد لي أن أذكر بأن السيلوليت ليس مرضاً ولم يكن في يوم من الأيام مرضاً محدداً، ومع ذلك فكثير من النساء يحضرن إلى العيادة سائلات عن حلٍ لمشكلتهن.. وللأسف الشديد أنه لا يُوجد حتى الآن حل مثالي لتلك المشكلة، وكثيراً ما يجد الطبيب نفسه محبطاً أمام مثل تلك الشكوى.

لا ريب أن إنقاص الوزن والتمارين الرياضية المنتظمة هي النقطة الأولى وحجر الزاوية في العلاج.. لكن المشكلة أن إنقاص الوزن لوحده أمرٌ غير كافٍ بل غير مشجّع لدى العديد من النسوة، حتى مع إجراء التمارين الرياضية المنتظمة.

وسأستعرض معكم الآن الحلول المتوفرة والمثبتة بالبراهين والدراسات الطبية لعلاج تلك المعضلة النسائية وتلك الحلول هي الأحدث في طب الجلد.

- لقد تمّ استعمال أدوية تتضمن علاجات عشبية على هيئة كريم موضعي تحتوي الفلفل الأسود والكافائيين وقشر البرتقال السكري والزنجبيل إضافة إلى الشاي الأخضر والقرفة لدى أربعين امرأة وأبدت النتائج تحسناً ملحوظا بعد أربعة أسابيع من استخدام الكريم.. ولكن لا تسألوني ما هي الآلية وكيف تعمل تلك المركبات في إنقاص السيلوليت لأن الباحثين نفسهم لم يبينوا بالبراهين الطبية الدقيقة تأثير الكافائيين في ذلك.. لكنهم أوضحوا أن الكافائيين نفسه ربما يحسِّن من التروية الدموية واللمفاوية لتلك المنطقة وبالتالي يمكن أن يكون سبباً في إحداث ذوبان الشحوم في تلك المنطقة.. وفي دراسة أخرى تم تطبيق محلول الكافائيين مرتين في اليوم لمدة شهر، ووجد أن محيط الحوض والفخذين أخذ بالتناقص عند النسوة اللواتي استخدمن محلول الكافائيين.. لكن يا ترى إذا كان محلول الكافائيين هذا غير متوفر فماذا عن شرب القهوة المحتوية على الكافائيين؟.. الحقيقة أنه لا تُوجد دراسة حتى الآن تبين تأثير القهوة في إنقاص السيلوليت!...

وفي دراسة أخرى وجد أن تطبيق الفيتامين A موضعياً لمدة 6 أشهر أعطى تحسناً بسيطاً من ناحية زيادة مرونة الجلد دون التأثير على التبدلات والتجعدات الجلدية.. والآن دعونا نتكلم عن العلاجات الأكثر شعبية في السيلولايت ألا وهو الميزوثيرابي أو ما يُعرف باسم (الحقن الفرنسية) فأعتقد أنها الأكثر والأوسع انتشاراً.. وهي عبارة عن مواد تحتوي مركبات (الأمينو فلين، اليوهمبين والفوسفاتيديل كولين). وتُجرى عادة بإعطاء حقن صغيرة متعددة في المنطقة المراد علاجها، ويعتقد أن لهذه المواد دوراً ما في إذابة الدهون مع أنه لا يُوجد حتى الآن برهان طبي أكيد ومدعوم بأن الميزوثيرابي علاج فعال للسيلوليت.. ويبدو حالياً أن استخدام مثل هذه العلاجات آخذ في التناقص.. ومن العلاجات الأخرى التي ذاع صيتها أيضاً هو العلاج بأجهزة الضوء Radio Frequency ففي إحدى الدراسات عولجت 12 امرأة مرتاين في الأسبوع بهذا الجهاز والنتائج كانت ممتازة حيث يعتقد أن هذا الجهاز يحفّز الدورة الدموية واللمفاوية في تلك المنطقة.

وفي دراسة أخرى بيّنت أنّ العلاج بالضوء IPL مع مركبات الفيتامين A موضعياً أعطت نتائج جيدة.. لأن ال IPL قد يؤدي إلى تشكيل كولاجين جديد في تلك المنطقة.. ومن الدراسات الحديثة هو استخدام (جِل) يحتوي مادة الفوسفاتيل كولين مع نوع من الليزر يُدعى ليزر الديود - Diod طول موجته 660 نانو متر حيث تم تطبيق الجل مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر مع 24 جلسة علاجية من الليزر.. وكانت النتائج جيدة في إنقاص محيط الفخذين.. ومن الإجراءات الجراحية المعروفة أيضاً إعادة توزّع الشحوم حيث تُجرى تحت التخدير الموضعي وهي عملية جراحية آمنة.. إذ إنها تقلل من حجم النسيج الشحمي. لكن المأخذ على تلك العملية أنها لن تمنع من زيادة حجم النسيج الشحمي وارتباطه بالطبقات العميقة في الجلد وبالتالي لا تعتبر عملية إعادة توزع الشحوم حلاً جيداً لعلاج السيلوليت.. ثم ظهرت في الآونة الأخيرة أجهزة جديدة من الليزر تؤدي إلى ذوبان الشحوم تُعرف باسم (Laser-Assisted Liposuction) وما زالت الدراسات المتعلقة في هذه الأجهزة من الليزر في بداياتها ولا يعرف خيرها من شرها إن (صح التعبير) حتى الآن.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه والذي يكون على لسان معظم النساء.. لماذا أنا دون بقية النساء لديَّ سيلوليت يا دكتور؟... وأما الجواب فهو لا أعرف حتى الآن...!

د. عبد الله محمد العيسى
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد