Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/04/2008 G Issue 12991
الاربعاء 17 ربيع الثاني 1429   العدد  12991
رعى منتدى جدة البيئي نيابة عن ولي العهد.. الأمير خالد الفيصل:
الحفاظ على البيئة مسؤولية كل إنسان على كوكب الأرض.. والقوانين العقابية لن تفلح دون وازع نفسي

تغطية - فيصل المران

نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول - الاثنين - منتدى جدة البيئي الأول في حضور أكثر من 1500 شخص، وعدد كبير من الشخصيات السعودية والعالمية بقاعة إسماعيل أبو داود بغرفة جدة.

وبعد وصول سموه القاعة افتتح الحفل بآي من الذكر الحكيم عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة عبر من خلالها عن سعادته بافتتاح المنتدى نيابة عن ولي العهد الأمين.

وقال: لقد شرفني سمو ولي العهد بأن أكون معكم في تدشين الدورة الأولى لهذا المنتدى الهام المنعقد تحت عنوان (حماية البيئة توعية وتأهيل)، وأحيي ضيوفنا الكرام من علماء البيئة والأكاديميين المتخصصين والمؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، الذين جاءوا إلى المنتدى بعلمهم وخبراتهم في إطار التعاون الدولي المنشود لمجابهة الأخطار التي تهدد البيئة عالميا. ونبه أمير منطقة مكة المكرمة إلى الخسائر الفادحة والمخاطر الصحية التي تتعرض لها الدول بسبب تلوث البيئة، وقال: أصبح موضوع العناية بالبيئة والحفاظ على سلامتها على رأس قائمة الاهتمام العالمي، نظرا لما يهددها من أخطار ناجمة عن تصاعد أنشطة الإنسان الصناعية وطموحاته الاقتصادية، مع إهمال وسوء استخدام لمقومات البيئة، مما أحدث خللا في التوازن البيئي، وكبد العالم خسائر فادحة، وعرض شعوبه لمخاطر صحية عديدة بسبب التلوث الذي يلحق بالبيئة في أشكال شتى، ناهيك عن أزمة المياه التي يواجهها العالم، وتتصاعد حدتها في دول العالم الثالث بخاصة.

وأضاف سموه: أدركت المملكة مبكراً خطورة الأمر فقامت من جانبها بدور نشيط لحماية البيئة على الصعيدين المحلي والدولي، وشاركت في كثير من المؤتمرات والملتقيات الدولية المتخصصة، وانضمت إلى العديد من الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالبيئة، وفي الشأن الداخلي أصدرت الأنظمة الكفيلة بالحفاظ على البيئة، ثم صدر النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية، وشكلت هيئة دائمة للإشراف على تطبيقه تحت مسمى (الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة) التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز، ويبذل جهودا مشكورة للنهوض بهذا القطاع الهام.

وتابع سموه: وفي السياق يأتي هذا المنتدى ثمرة تعاون بين الرئاسة وبين الغرفة التجارية الصناعية في عروس البحر الأحمر جدة، ولاشك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - في إطار اهتمامها العام بشؤون البيئة - تسعى للحفاظ على بيئات جدة البحرية والصناعية والتجارية والمجتمعية، لما لهذه المدينة من أهمية على المستوى الدولي. وتمنى سموه للمشاركين والمنظمين والداعمين للمنتدى أن يسفر تلاقح الأفكار عن حلول بيئية قابلة للتطبيق، تسهم المملكة في وضع إستراتيجيتها، وفي تطبيقها على أرض الواقع لتضيف إلى رصيدها الثري في هذا المضمار.

وحذر سموه في نهاية كلمته من التهاون في حماية البيئة.. قائلا: في الختام اسمحوا لي أن أطلق من هذا المنبر صيحة تنبيه إلى أن صيانة البيئة والحفاظ على مقوماتها هي مسؤولية جماعية يتحمل كل إنسان - على كوكب الأرض - نصيبه منها طبقا لنشاطه، ولن تفلح كل الأنظمة والقوانين - حتى العقابية - في نجاح المشروع ما لم يتكاتف الناس جميعا بوازع من أنفسهم، وفي ظل تعاون دولي شامل لمجابهة أخطار تلوث البيئة، والحرص على التوازن في تلك الثنائية الكونية بين التحديث وبين الحفاظ على سلامة البيئة.

من جانبه.. شدد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة على أهمية المنتدى قائلاً: انعقاد عدد من الفعاليات البيئة الوطنية والإقليمية والدولية هذه الأيام بجدة أكد الدور الفعال الذي تلعبه المملكة في مجال الحفاظ على البيئة، واستكمالا لهذه الأنشطة البيئية سوف تستضيف المملكة أيضا فعاليات بيئية هامة أخرى مثل إدارة النفايات الصلبة والخطرة ضمن برنامج التعاون العربي الصيني في مجال البيئة في الأسبوع الثالث من الشهر القادم، كما سيرعى سيدى صاحب الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز المؤتمر العربي الدولي الأول للتشريعات البيئية في مدينة الرياض، والذي يشارك ف يه نخبة مميزة من جميع الدول العربية والمنظمات البيئية العربية والدولية ذات العلاقة.

وأضاف سموه: رسم السياسات البيئية الحديثة تبنى في معظمها على مفهوم التحوط ويستمد هذا المفهوم أهميته نظرا لأنه المدخل لكافة الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة، فالعالم على درء المفسدة خيرا من جلب المنفعة، لذا فالعمل على منع أسباب التدهور أفضل كثيرا على علاجها، وعليه فإن العلم البيئي الحديث قدم إجابات كثيرة في هذا الاتجاه، معتمدا على هذا المبدأ ولكنه في نفس الوقت أثار الكثير من الأسئلة والتي تحتاج إلى مجهودات كثيرة لحلها، لذا فإنه يجب على متخذي القرار وراسمي السياسات بما لديهم من بيانات وما تواجههم من مقدمات التصدي لأنظمة طبيعية غاية في التعقيد منها الغلاف الجوي والمياه السطحية والجوفية والمواد الكيميائية إلى الجينات الإحيائية وأخيرا إلى الأنظمة البيئية، وما إلى ذلك لأن عبث الإنسان بهذه الأنظمة من شأنه أن يولد أخطارا جسيمة إلى حد يجعل اتخاذ القرارات خيارا لا مناص منه.

وفي الاتجاه نفسه أشاد الدكتور محمد الجهني رئيس المنتدى بالدعم الكبير الذي تجده حماية البيئة من ولي العهد الأمين.. وقال: أتشرف برفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (حفظه الله) على رعايته الكريمة لهذا المنتدى، والذي تحقق اليوم بحمد الله وفضله ثم بفضل الجهود المخلصة لكل العاملين في مجال تنظيمه.

وأعتبر أن تشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.. نيابة عن ولي العهد الأمين هو وسام عز وشرف يكتب في سجل المنتدى، وسيكون بحول الله نقطة انطلاق سنوية شقيقة لمنتدى جدة الاقتصادي.

وثمن الدعم والإشراف والمتابعة الشخصية من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز لجميع الترتيبات الخاصة بالمنتدى، وأعتبرها سببا في إعطائه القوة في انطلاقته الأولى.

وحذر رئيس المنتدى من الخطر الكبير الذي سيحدث في حال عدم الالتفات إلى حماية البيئة..

وأشار إلى أن جلسات المنتدى الثمانية سوف تطرح العديد من المواضيع الهامة التي ستناقش محاور أربعة على مدار يومين كاملين ستساهم في وضع الحلول لمختلف القضايا البيئية المعاصرة، وقال: رسالة هذا المنتدى تهدف إلى تأصيل مفهوم التنمية المستدامة، ونشر ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية وتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي والدولي والاستفادة من تجارب الدول في حماية ومكافحة التلوث، ودعوة أصحاب الأعمال إلى الاستثمار في كافة المجالات البيئية خدمة للوطن أولا، وثانيا تحقيق عوائد مالية كبيرة في الطاقة النظيفة والتدوير والنفايات والغازات والمياه في المجالات الصناعية والزراعية

وشدد رئيس المنتدى على مكانة السعودية الكبيرة على صعيد محيطها العالمي.. فقال: يشرفني أن أشير إلى أنه بفضل الله أن جميع المدعوين للتحدث حضروا تلبية للدعوة، وهذا يعود إلى مكانة المملكة العربية السعودية وإلى أهمية المواضيع المطروحة في المنتدى، وأشاد بالدور الفاعل الذي تقوم به غرفة جدة لحماية البيئة..

وفي ختام كلمته وجه شكره إلى الشيخ صالح بن علي التركي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، معتبرا أنه أول من تبنى فكرة المنتدى، وقدم له كل الدعم والمساندة، كما شكر الشركات الراعية والحضور والمدعوين. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قد افتتح المعرض المصاحب للمنتدى الذي يشارك فيه عدد من الشركات الراعية والجامعات والجهات المهتمة بالبيئة قبل افتتاحه للمنتدى، ورافق سموه خلال تجوله في المعرض أصحاب السمو الملكي الأمراء وعدد من المسئولين والخبراء المشاركين في المنتدى وأصحاب الأعمال. وجرى إطلاق بالون اختبار حالة الطقس الخاص بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كما جرى افتتاح المعرض البيئي المصاحب للمنتدى.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد