Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
الشعر والشعراء والمليون
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

في (مليون الشعر...) كان اللقاء والحماس و(الانشطار..) بين الفاضل والمفضول، بين القاتل والمقتول ظلماً..!, فكان الأمل يحدوه الأمل بأن يرتقي أو يرقيه فصله.. ولكن الشعر (طُوِّعَ) فأبى إلا أن ينصاع لشيطان الضعيف طالباً الأقوى الذي حجب عنه كل شيء فوُوريَتْ الحقيقة ب(العقيقة) الكاذبة يغذيها هذا الكم الهائل من الحمقى الذين لا تحلو (النُّكَات) إلا بهم.

لا يمكن لأي كان أن ينكر أو حتى يتجاهل تلك الجماهيرية الكبيرة التي حققها البرنامج الذائع الصيت (شاعر المليون) في دورته الأولى والثانية رغم نقاط الضعف القاتلة التي يعاني منها، تُمثِّلها - وبكل اقتدار - لجنة التحكيم (الهزيلة) التي لم تُوفق في جزء ليس باليسير من آرائها الموهمة والعائمة في سماء الشعر، ولعل ذلك مطلب أساس، فاستقطاب تلك الأسماء - غير اللامعة إلى حدٍّ مَّا - شكَّل عنصراً بارزاً ومهماً، في حين غُلّبَت الأهواء و حُوِّرت النتيجة لمصلحة أي كان ولأي سببٍ محدث، وهذا بالفعل هو ما عايشناه قبيل أيام في برنامج الجماهير الذي وُئِدَ في صباه.

كانت النتيجة هي الحد الفاصل و(العازل) الذي حجب كل القيم والمعايير الفنية والأخلاقية والقيمية وليس هذا بغريب أو بعيد عن برنامج يستخدم رسائل ال (sms) كمقياس وميزان (دقيق) لتقييم ما يمكن تقييمه من الشعر الموزون المقفى..؟!، الشعبي الذي يعتمد (الذوَّاقون) في تقييمه على (السمع) كعنصر أساس ورئيس في تكوين بعض الملامح فقط؛ وقد يكون من الممكن قبول ذلك أو استساغته لو كان على مستوى المؤسسات (غير الرسمية) - بمعنى أدق - أو التي لم تحظ بالدعم الرسمي (اللوجستي) المطلوب الذي من المفترض أن يضمن - على أقل تقدير - تتويج (الحق)، نعم الحق الذي مُسِخَ إلى باطل على ضفاف شاطئ الراحة والشقاء معاً..!, الذي ضجَّت فيه الجماهير بالحق عندما أعلن عن النتيجة الحاسمة..!، (المزيَّفة) فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، الغريب أن كل هذا يحدث في البرنامج الذي تحضره وتمثِّله تلك الشخصيات السياسية العالية المستوى هناك!

ولو فرضنا جدلاً أن الفائز الحالي هو أفضل من الشاعر الفذ ناصر الفراعنة ولنفرض أيضاً بأن ذائقة الجمهور غير دقيقة ولا يعتد بها..!، فمن سيطلع على الصحف سيجد العديد من الآراء التي يعتد بها لفحول الشعر بالمملكة والخليج، وقد اتصلت شخصياً بأحد الشعراء والنقاد المشهورين ولا أبالغ إن قلت إنه هو الأبرز والذي يعتد برأيه في الساحة الشعبية المحلية والخليجية وعلى الصعيد الإعلامي بالذات، فسألته عن النتيجة، في حين لو أُجْريَت مقارنة أو مفاضلة (عادلة) بين الحائز على المركز الأول وبين الفراعنة فأكَّد لي أن الأخير هو الأفضل، الأمر الذي زاد شعوري بالأسى والشفقة تجاه المسؤولين عن هذا البرنامج الذي انتهى وأنهى معه أكبر (مكيدة) يمكن أن تحدث في تاريخ الشعر. وما يزيد الطين بلَّةً ما ذكرته إحدى الصحف المحلية مؤخراً من أن شركة الاتصالات السعودية أكَّدت زيادة التصويت للفراعنة بنسبة 40%!!، أي أن مجموع الرسائل خلال الأسبوع الأخير من البرنامج بلغ 856 ألف رسالة تصويت، وأكَّدت شركة موبايلي أيضاً أن عدد الرسائل في آخر أسبوع بلغ 370 ألف رسالة، ولو كان المركز الثاني من نصيب الفراعنة لتجرعنا الأمر ولكن المستوى الخامس (صعبة).. فهذه هي المهزلة بأم عينها.

وما يثير الفضول أن الفائز بالمركز الأول هو من الحاصلين على الجنسية القطرية (حديثاً) السعودي (سابقاً..؟!)، ولا ننكر شاعريته فهو شاعر ولكنه لا يرتقي إلى مستوى الفراعنة معنىً وأداءً، وأضيف أن العيب في كون (الوطنية) جاءت بين ليلة وضحاها!!.. والمدح لا يكون بالأكاذيب والخزعبلات التي سمعناها في إحدى القصائد الحماسية (الانتقامية..) فالقاصمة عندما يمدح من لا يستحق المدح.. والطامة، بل الكذبة الكبرى رواية تحرير الخفجي؟!!.. مهازل لا نملك أن نقول حيالها إلا الحمد لله على نعمة العقل.

فاصلة: عدت بالذاكرة إلى مقال كتبه الزميل الشاعر والإعلامي عبد الرحمن العتيبي بعنوان: (المليون بين قطري وإماراتي.. والسعوديون يعودون بجوائز الترضية)، وكان ذلك مع بدء انطلاقة البرنامج منذ عدة شهور، فلله درّك يا عبد الرحمن.



Alfaisal411@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7448 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد