Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
المنشود
الخادمات بين الأسر والسحر!!
رقية سليمان الهويريني

أصبحت ظاهرة الخادمات مجالاً خصباً للدراسة والبحث، فضلاً عن كونها محوراً للحديث ورواية القصص الحقيقية والخرافية عن تخريبهن البيوت العامرة.

ولئن اتفقنا على أن الخادمة تعد أحد مسببات الاتكالية والتمرد لأفراد الأسرة، فإننا لا نختلف أنها شر لابد منه، هذا عدا عن كونها عند البعض أحد أبواب التفاخر والتباهي الاجتماعي حين تزيد أعدادهن على الحاجة! وتبرر بعض الأسر بأن عمل الزوجة هو أحد أسباب استقدام الخادمة، بينما الأمر المفاجئ أن الرجل أفضى بمكنوناته فأرجع السبب لقلة اهتمام المرأة السعودية بالنظافة المنزلية وعدم تحملها المسؤولية وكثرة نومها صباحاً وخروجها المتكرر من المنزل مساءً.

ورغم وعي معظم الرجال بخطورة وضع الخادمة المنزلية وتأثيرها السلبي على أولاده، فضلاً عن تضاعف استهلاكه الشهري وزيادة تكاليف استقدامها فإنه يرى نفسه (مكرهاً لا بطل). وفي حين يتجاوز مجموع تكاليف استقدامها وراتبها وإعاشتها وسفرها ألف وسبعمائة ريال شهرياً، فإن بعض السيدات تبحث عن وظيفة ولو براتب ألف وخمسمائة ريال! وكثيراً ما دار النقاش بين السيدات حول مشاكل الخادمات، وأبدين امتعاضاً لانعدام الخصوصية للزوجين، والفوضوية المنزلية، والقضاء على تحمل المسؤولية ونشر ثقافة الاتكالية، وبثها الفتنة بين أفراد الأسرة ودورها في انتزاع الثقة بالنفس.

واعترفت معظمهن بذلك لدرجة اعتمادهن على الخادمة في حمل طفلها الرضيع، عدا توكيل أمره لها بالسهر عنده ليلاً لأنه ينام ساعات النهار بقرب والدته إذا كانت غير عاملة أو حين تعود من عملها، بينما الخادمة تعمل طوال النهار وتسهر طيلة الليل بدون إجازة أو راحة، ويصل الأمر لحرمانها من حقها الطبيعي في الراحة والنوم الكافي، فهي تنام بعد آخر فرد وتستيقظ قبل أول شخص! بينما الزوجة تشتكي من الترهل وتتذمر من الطفش! وحين يحتج الزوج على الوضع (المايل) ويطلب من زوجته ممارسة دورها المنزلي وما تقره الفطرة وينادي به العقل، ويحتد عليها ويطالبها بالشفقة على الخادمة، تبدأ بعدها الشكوك تدور حول نشوء علاقة مشبوهة بينهما، أو تتهمها بممارسة السحر حين تتعمق علاقتها بالأطفال فتأسرهم بلطفها وتفرد لهم مساحة من الاهتمام والعناية وتنفذ مطالبهم البسيطة.

ثم تنشأ قصص وهمية عن خادمة ساحرة وتطير بخبرها الصحف! وحين نفكر بالاستغناء عن الخادمة يحسن بنا النظر بعقلانية وبعيداً عن المثالية فنبدأ بالاستغناء عن المساحات الكبيرة في منازلنا وتلك الغرف الكثيرة والمجالس المتعددة ونختار منزلاً صغيراً في المساحة مناسباً لحجم الأسرة.

ويجدر بالرجل تقاسم المسؤولية مع زوجته وممارسة العمل بمنزلهما، ونشر ثقافة العمل داخل الأسرة وتشجيع أطفالهم ومكافئتهم ليتشاركا سوياً في نبذ الاتكالية والتمرد.

rogaia143@hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض 11342








لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد