Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
بأسعار تقل أكثر من 100% عن الشركات الأخرى
(سما) و(ناس) تحركان مياه الاحتكار الراكدة في قطاع الطيران العربي منذ عقود

تقرير - حازم الشرقاوي

استطاعت شركتا (سما) و(ناس) للطيران الاقتصادي (منخفض التكاليف) أن تحرك المياه الراكدة في سوق الطيران العربي بعد دخولهما إلى الإمارات العربية المتحدة، مصر، سوريا، الأردن وقيامهما بطرح تذاكر طيران منخفضة الأسعار بدأت من 89 ريالا على طيران (ناس) إلى الامارات، أما طيران (سما) فلديه رحلات تبدأ من 320 ريالا إلى دمشق, حلب، اللاذقية، و360 ريالا إلى عمان، و450 ريالا إلى الاسكندرية وبيروت حيث تقل هذه الأسعار بنسب تتجاوز الـ100% إلى بعض الدول مقارنة بشركات الطيران الأخرى العاملة على نفس الخطوط.

وقد أعلنت الخطوط السعودية أول أمس عن إعادة هيكلة أسعارها في المرحلة المقبلة، كما أكدت في وقت سابق على عزمها إنشاء شركة طيران اقتصادي. وقام مكتب مصر للطيران في الرياض بتقديم عروض تشجيعية في نهاية مارس الماضي للسفر من الرياض إلى القاهرة وقد أعلن سعيد فكري مدير مكتب مصر للطيران بالرياض أن هذا العرض يأتي في إطار حرص مصر للطيران على البحث عن مزايا لعملائها من المصريين والسعوديين وتمكينهم من السفر إلى مصر بأسعار منخفضة، ضمن توجه جديد يستهدف تقديم عروض مغرية من وقت لآخر وخدمات مميزة لمصلحة عملائها.

جاءت هذه العروض بعد عقود من احتكار عدد محدود من شركات الطيران العربية لقطاع الطيران وقد بدأ القطاع بالتحرر بعد قرابة ستين عاماً من احتكار الخطوط السعودية شهد هذا عام 2007م، بداية انطلاق ما يسمى بالطيران الاقتصادي في مجال نقل الركاب جواً، تمثل ذلك بالشركتين الثانية والثالثة في أجواء المملكة (ناس) و(سما)، وهو ما يعني للكثير من المواطنين والمقيمين بالمملكة انتهاء أزمة السفر عبر الطيران، وانتظار مقاعد (مؤكدة) خاصة في مواسم الإجازات ونهاية الأسبوع، حيث يعمل هذا الطيران على تخفيض التكاليف المترتبة على مستخدمي السفر بالطائرات، من حيث أسعار التذاكر، في حين أنه يقوم بإلغاء بعض الخدمات الإضافية وجعلها برسوم خاصة، مثل خدمات التغذية، كما أنه يستهدف شريحة كبيرة من المسافرين الذين لا يبحثون عن مقاعد الدرجة الأولى، بل يريدون الوصول في الوقت المحدد بسلامة وأمان.

وجاءت شركتا (العربية) ومن بعدها (الجزيرة) للطيران الاقتصادي، لتحقق نجاحاً ملحوظاً في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية وتساهم في كسر هذا الاحتكار.

وقد أوضح تقرير أصدره الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) مؤخرا أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت الموقع الرائد عالمياً من حيث نمو عدد الركاب خلال السنوات الثلاث الماضية، نتيجة للنمو الاقتصادي القوي الذي تعيشه المنطقة بالإضافة إلى التوسعات الكبرى التي تقوم بها أساطيل النقل على مستوى الطائرات أو على مستوى الخطوط التي تضمنها حالياً.

وأضاف التقرير أن المنطقة شهدت زيادة في عدد الركاب بنسبة 18.1% في العام الماضي مقارنة بنسبة نمو على المستوى العالمي لم تتجاوز 7.4 فقط، وهو ما يوضح حجم النمو الهائل في هذا المجال بالمنطقة. فيما أوضحت دراسة أعدتها مؤسسة (جلوبل ريسيرش) الكويتية أن منطقة الشرق الأوسط استحوذت بمفردها على 50 % من إجمالي طلبات شراء الطائرات خلال معرض باريس للنقل الجوي الذي نظم في العام الماضي، حيث بلغت تلك العقود ما لا يقل عن 50 مليار دولار.

فيما افاد تقرير حديث صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، أن صناعة النقل الجوي في العالم العربي تعد الأسرع نموًا في العالم، متوقعا أن تشهد هذه الصناعة تنامياً مطرداً حتى عام 2009م.

وبحسب التقرير الصادر عن (الإسكوا) التي تضم 13 دولة عربية، فإن خطوط الشرق الأوسط - أوروبا ستسجل نموا بنسبة 6.6 في المائة، وخطوط الشرق - آسيا بنسبة 6.7 في المائة مقارنة بنسبة نمو عالمية تقدر بـ 5.6 في المائة. وعلى الرغم من نجاح صناعة النقل الجوي في المنطقة العربية وزيادة نموه، إلا أنه لا يشكل إلا جزءًا بسيطًا من النقل العالمي وبنسبة لا تزيد عن 3 في المائة من السوق العالمي. فقد تم نقل نحو 80 مليون راكب جوًا عبر أهم شركات النقل العربية عام 2005 مقارنة بـ119مليون راكب تم نقلهم عبر شركة دلتا التي تعد أكبر شركة طيران في العالم وتسير رحلات إلى 461 مدينة.

من المتوقع أن تشهد مطارات الشرق الأوسط زيادة في حجم النقل الجوي بمقدار 8.7 في المائة لغاية عام 2020 بينما آسيا والمحيط الهادئ، ثاني أسرع منطقة نمو في العالم، ستشهد زيادة قدرها 6.1 في المائة خلال الفترة نفسها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد